تحديثات واتساب وسياسة الاستخدام الجديدة … الحقيقة الكاملة لتغيير سياسة استخدام وخصوصية واتساب
-
خالد عاصم
محرر متخصص في الملفات التقنية بمختلف فروعها وأقسامها، عملت في الكتابة التقنية منذ عام 2014 في العديد من المواقع المصرية والعربية لأكتب عن الكمبيوتر والهواتف الذكية وأنظمة التشغيل والأجهزة الإلكترونية والملفات التقنية المتخصصة
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
خلال الأيام القليلة الماضية أثيرت عاصفة كبيرة من الجدل حول تحديثات واتساب الجديدة التي تم الإشارة لها مباشرة من خلال إشعارات وصلت بالفعل إلى الأغلبية العظمى من مستخدمي التطبيق الأول في العالم في المراسلات والمحادثات متعددة الوسائط، وقد صرّح هذا الإشعار بأن التحديثات الجديدة التي تخص سياسات استخدام تطبيق واتساب قد تغيرت، وأمهلت المستخدمين مهلة حتى الثامن من فبراير لقبول تلك التحديثات الجديدة، وإلا لن يتمكنوا من استخدام حساباتهم على التطبيق مرة أخرى.
لماذا الجدل حول تحديثات واتساب الجديدة، وهل ستؤثر بالفعل على خصوصية المستخدمين، وهل فقد واتساب بريقه كأحد أهم تطبيقات المراسلات وخاصة على مستوى تأمين المحادثات؟ كل تلك التساؤلات وغيرها نجيب عنه في هذا التقرير المفصل.
اقرأ أيضًا: كيفية حذف نفسك من الانترنت … الدليل الكامل للهجرة النهائية من عالم الإنترنت
طبيعة تحديثات واتساب وسياسة الاستخدام الجديدة
أبرز ما جاء في سياسة استخدام تطبيق واتساب وما أثار الجدل بالفعل، هو تصريح التطبيق بانه قد يقوم بمشاركة بياناتك مع الشركات الأخرى التابعة للشركة الأم ذاتها بغرض تحسين ودعم الخدمات التي تقدمها تلك الشركات، وهو ما يعني أن واتساب سيقوم بمشاركة بيانات المستخدم المختلفة مع تطبيقات أخرى مثل فيسبوك – وهي الشركة الأم التي تمتلك تطبيق واتساب – وأيضًا تطبيق انستجرام وغيرها من الخدمات الحالية والمستقبلية التي تمتلكها الشركة الأم فيسبوك.
وهنا يأتي التساؤل الأول والأهم، ما هي تلك البيانات التي يمكن لواتساب مشاركتها مع التطبيقات الأخرى؟
على الأغلب يعني هذا أن كافة البيانات التي يمكن للتطبيق أن يصل إليها سيتمكن من مشاركتها مع التطبيقات الأخرى، وهو ما يتضمن بالطبع رقم هاتفك المسجل على التطبيق والبيانات الرئيسية الخاصة بتسجيلك في التطبيق، تتضمن البيانات أيضًا العديد من أنشطتك على التطبيق مثل كثافة استخدامك له، الخصائص التي تقوم باستخدامها، صورتك الشخصية والحالة، كما تتضمن أيضًا العديد من البيانات الخاصة بهاتفك مثل نوع الهاتف الذي تستخدمه، شبكة المحمول، عنوان IP، كما يمكن أيضًا مشاركة موقعك الفعلي وهو الخاصية التي لا يمكن الوصول إليها إلا بإذن منك أولًا.
اقرأ أيضًا: استخدام VPN على الموبايل والكمبيوتر .. من كيفية الاختيار وحتى الإعدادات التفصيلية
وفي هذا الشأن تقول سياسة الاستخدام المحدثة في تحديثات واتساب الأخيرة، “قد نستخدم البيانات التي تردنا منهم، وقد يستخدمون البيانات التي تردهم منا – في إشارة إلى مختلف تطبيقات ومنتجات الشركة الأم فيسبوك – وهذا لتتمكن تلك الخدمات المختلفة من تحسين مستوياتها وخدماتها ودعمها للمستخدم”.
قد لا تكون هناك مشكلة حقيقية لدى الكثيرين مع ما تم ذكره، ولكن عندما يتعلق الأمر بالرسائل فالجميع سيكونون في شك وتساؤل وتخوف، وخاصة ان تطبيق واتساب يعتمد على التشفير من فئة end-to-end لحماية خصوصية الرسائل، فهل سيتخلى واتساب عن هذه الميزة الأساسية؟
لقطع الشك باليقين، أكدت إدارة واتساب أن كل ما يقوم المستخدم بمشاركته عبر التطبيق وهو ما يتضمن الرسائل والصور وغيرها من البيانات المختلفة، لن يتم مشاركتها مع أي من تطبيقات الشركة الأم فيسبوك، كما لن تقوم أي من تلك التطبيقات والخدمات بمشاركة البيانات المشابهة مع واتساب.
يعني هذا أن التطبيق سيظل مستمرًا في الاعتماد على خاصية التشفير ذاتها وأنه سيستمر في عدم حفظ الرسائل الشخصية بمجرد إرسالها، فالرسائل يتم حفظها على هواتف المستخدمين وليس على خوادم واتساب، وبمجرد وصول رسالة ما إلى المستلم فإنه يتم حذفها فورًا من خوادم التطبيق، وهو ما أكده تقرير موقع اندبيندنت في هذا الشأن.
وجدير بالذكر أن واتساب يقوم بحفظ الرسائل التي لم تصل إلى المستخدمين في صورتها المشفرة لمدة ثلاثين يومًا، وفي حالة مرور هذه المدة دون استلام الرسائل فإن خوادم التطبيق تقوم بحذفها كليًا، أما الصور وغيرها من العناصر التي يمكن مشاركتها من خلال الرسائل فيتم حفظها على الخوادم مشفرة مؤقتًا أيضًا، وبالاعتماد على خاصية التشفير تلك لن يتمكن واتساب من الاطلاع على رسائل المستخدمين حتى إن أراد ذلك، وبالتالي لا يمكنه مشاركتها بأي حال من الأحوال.
اقرأ أيضًا: كيفية إجراء المحادثات المشفرة في سكايب عبر الكمبيوتر أو الهاتف الذكي
وأكد القائمون على التطبيق أن هذه السياسة الجديدة لا تشمل استخدام بيانات المستخدمين مع أي تطبيقات إعلانية خارجية، وأنه في حالة دعم هذا النوع من التطبيقات فسيتم تحديث سياسة الاستخدام بشكل منفصل مستقبلًا، إلا أن الإعلانات التي يمكن وصولها للمستخدم من خلال خدمات وتطبيقات الشركة الأم فيسبوك يمكنها أن تصلك بناء على ما تم مشاركته من بيانات.
الخيارات التي أمامك بعد هذه التحديثات
لتتمكن من الاستمرار في استخدام واتساب لا تملك سوى أن تقوم بقبول التحديثات الجديدة قبل يوم الثامن من فبراير المقبل، أما إن كنت لا ترغب في قبول تلك السياسات الجديدة، فإن واتساب نفسه يقترح عليك بأن تقوم بحذف حسابك، أما من قاموا بالفعل بقبول تحديثات واتساب وسياسة الاستخدام الجديدة ولكنهم لا يرغبون في أن يقوم التطبيق بمشاركة بياناتهم المختلفة فسيحصلون على مدة قدرها ثلاثين يومًا يمكنهم فيها استخدام التطبيق قبل حذف حساباتهم.
ويقول القائمون على التطبيق بأنه في حالة حذفك لحسابك من على التطبيق فإن كافة الرسائل التي لم تصل للمستلمين سيتم حذفها كليًا من خوادم التطبيق وهو ما يتضمن كافة البيانات الأخرى الخاصة بحسابك ولكنه لا يشمل البيانات والرسائل التي قمت بالفعل بإرسالها للآخرين وأصبحت مخزنة على هواتفهم، وأكدت إدارة واتساب أن حذف التطبيق ليس كافيًا بل يجب حذف الحساب من خلال الإعدادات Settings ثم الحساب Account ثم اختيار حذف حسابي Delete my account.
أما عن البدائل لتطبيق واتساب فهي عديدة ومختلفة مثل Telegram وSignal وLine، ولكن هل ستتمكن بالفعل من التخلي عن استخدام التطبيق الأشهر والأوسع انتشارًا على الإطلاق؟ الخيار لك.
اقرأ أيضًا: شرح برنامج لاين Line .. تعرف بالتفصيل على البديل المثالي لتطبيق واتساب
الكاتب
-
خالد عاصم
محرر متخصص في الملفات التقنية بمختلف فروعها وأقسامها، عملت في الكتابة التقنية منذ عام 2014 في العديد من المواقع المصرية والعربية لأكتب عن الكمبيوتر والهواتف الذكية وأنظمة التشغيل والأجهزة الإلكترونية والملفات التقنية المتخصصة
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال