همتك نعدل الكفة
419   مشاهدة  

“تذكرت من يبكي فلم أجد”.. حكاية صعلوك رأى الموت فكتب رثائه حيًا

مالك بن الرايب
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



مما ترويه كتب الأدب قصة شاعر من شعراء العرب، نشأ نشاة بعيدة كل البعد عن الشعر، فقد كان في مطلع حياته قاطع طرقًا يسرق القوافل، ويُفزع الناس، إلا أن سمع عنه والي خرسان ” سعيد بن عثمان بن عفان” فاستدعاه إلى بلاطه ناصحًا.

استجاب هذا الشاعر إلى نصائح الوالي وتاب الله عليه ثم أصبح جنديًا من جنود المسلمين، تميز بالقوة والفتية فأبلى بلاءً حسنًا إلا أن أصبح أحد قادة الجيش، و في تلك الفترة ظهرت شاعريته وأصبح أحد أشعر الشعراء في تاريخ العرب، ذلك الشاعر هو مالك بن الريب التميميّ من بني مازن بن عمرو بن تميم.

نشأ ” مالك” في قبيلة نجد و عُرف عنه الشجاعة والقوة، واستغل تلك الصفتان في قطع الطريف هو وثلاثة من أصدقائه، كما كان ملاصقّا لـ” شظاظا الضبي” الذي قالت عنه العرب ” ألص من شظاظ”.

قصائده التي سجلتها كتب الشعر 

ومن قصائده التي سجلتها كتب الشعر العربي قصيدته “البكائية ”  التي رأى فيها نفسه وهو لم يزل حيًا، وقد رثى مالك بن الريب نفسه وهو عائد من إحدى الغزوات، بعد أن أخس بمرض شديد، واعتقد أنه قد أشرف على الموت، ويقول المؤرخون عن هذه القصيدة وشاعرها : قلما توافرت هذه التجربة لشاعر من الشعراء.

يقول مالك بن الريب في هذه القصيدة، يوصى رفاقه ويسال نفسه :

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

فليت الغضا لم يقطع الركبُ عرضه وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا مزار ولكن الغضا ليس دانيا

ألم ترني بعت الضلالة بالهدى وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

وأصبحت في أرض الأعادي بعدما أراني عن أرض الأعادي قاصيا

دعاني الهوى من أهل ودّي وصحبنتي بذي الطبسين، فالتفت ورائيا

أجبت الهوى لما دعاني بزفرة تقنعت، منها أن ألام، ردائيا

أقول وقد حالت قرى الكرد بيننا جزى الله عمرا خير ما كان جازيا

إنْ الله يرجعني من الغزو لا أرى وإن قلّ مـالي طالبا ما ورائيا

إقرأ أيضا
مهنة المسحراتي

في أبيات البكائية يبدأ الشاعر بالسؤال عن حاله هل يبقى عمرًا أطول يعيشه مع أحبابه أم سيموت ويفارق الحياة في أرض لا يعرفها ، ثم يتذكر بلده وأرضه والنعم التي كان عليها وقد أدركها حينما جاءه الموت ، تمنى أن يعود إلى أرضه ولو لليلة واحدة يسوق إبله .

ثم ينتقل في إلى وصف حاله وكأنها اعترافات ما قبل الموت فيخبرنا عن ضلاله وتلك المرحلة التي كان فيها قاطعًا للطريق، إلا أن هداه الله وأصبح في جيش سعيد بن عثمان بن عفان في قوله ـ بعد الضلالة هدى” .

ويرثي نفسه كاملة،فيبدأ باستخدام العاطفة في بكائيته مصورًا الموت وكيف يتعامل الأشخاص مع خبر موته فيخبرنا أن لا أحد سيبكي عليه سوى سيفه ورمحه وفرسه المضمَّر القوي الذي يلتفت يمينًا ويسارًا ليبحث عن صاحبه فلا يجده حتى يشعر بالعطش، فلا يجد الفرس من يسقيه فيجُر رسنه إلى الماء دونما فارس يسبقه، ولا ينفعه حين موته هؤلاء الناس فهم لا يضرونه ولكن ذِكرهُ بالدعاء فقط ما ينفعه.

و يٌظهر الشاعر مالك بن الريب مشهد الحزن والأسى حيث يقول لأصحابه أن يغسلوه بالسدر ويجهزوا كفنه ويطلُب منهم أن يبكوا بعد رحيله، وأن يحفرون له قبرًا برؤوس رماحهم وأن يغطي وجهه بما يزيد من ثيابه.

 

الكاتب

  • مالك بن الريب مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان