تريكة يمهد لمونديال قندهار 2022

تريكة

تريكة في ذاته شخصية ملتبسة.. أو بشكل أدق شخصية مركبة من مجموعة مكونات قدرت تكشف بشكل عملي عدم قدرتنا على الفصل بين الإنسان ومواقفه المختلفة.. إنما بنفكر بشكل طفولي جدًا، الشخص لازم يبقى حلو أو حش.. شاطر أو نوتي.. أبيض وإسود، الراجل كان واحد من أفضل اللعيبة في تاريخنا.. ولعب للنادي الأكبر شعبية في البلد.. بس هو دلوقتي محلل كورة عادي مش فلتة.. ولسان يمثل التيار الإسلامي. يعني لا حريف في شغلانته ولا بيمثل الأهلي. وأنا هنا باتكلم عن المحلل الكروي في قناة bin سبورت.. مش عن لعيب الكورة الأهلاوي، فيارب ماحدش يكتبلي قصيدة عن جونه في نهائي أمم 2008.

الإنسانية V.S التدين

في أوروبا والدول المتقدمة المؤسسات حريصة على دعم روح المواطنة وتأكيد التنوع الإنساني وأهمية تقبل البشر لبعضهم البعض، على النقيض تمامًا هنلاقي الإسلامجية وحملة لواء تديين الحياة والمجتمع.

الدوري الإنجليزي زي عدد من الدوريات المهمة في أوروبا بتستغل إنتشارها الواسع في الدعاية لقيم الإنسانية وتقبل الأخر والعيش المشترك.. إلخ، فثابت كل موسم في شهر نوفبر شارة بتعلن المسابقة عن تقبلها ودعمها لمجتمع LGBT أو مجتمع الميم. ومن أشكال الدعم أن شارة الكبتنة لكل فرق الدوري خلال الشهر بتكون بألوان علم الرينبو.

الشيخ أبو تريكة وخلال الستوديو التحليلي لماتش تشيلسي ومانشتر يونايتد، وكعادته مؤخرًا، ساب موضوع الحلقة وقرر يتحفنا برأيه في أمر هام، وزي أي رجعي تقليدي كان كل ما يهمه أضطهاد فئة ما، فالرجعي بطبيعته لا يناضل إلا من باب البواخة.

تريكة: “دورنا كإعلام وقناة ولاعبين اننا ندافع ونحافظ على قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا لكن الظواهر التي لا تناسب ديننا لازم نتصدى ليها، اقترح على القناة بعد كده تطلع مباشر على المباراة ع طول بدون ستوديو تحليلي في جولتين ما يسمى “بدعم المثليين”.

حرية القمع

تريكة كأي إسلامجي مش شايف من الحريات الشخصية إلا حق المسلمين في التعبير عن دينهم وانتمائهم له، ومش شايف من حرية الرأي غير حق المسلمين في انتقاد كل من يخالفهم والمطالبة بقمع كل ما يتعارض ورؤيتهم للعالم، وشايف احترام الأخر بقدر من البجاحة خطر جدًا ع المجتمع الإنساني، على أي مجتمع أن يحترم حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية والعيش بالشكل المناسب لعقيدتهم.. وعلى أي فرد غير مسلم أن يحترم قواعد المجتمعات المسلمة ويضبط كافة تصرفاته الشخصية حسب المازورة الأخلاقية والعقائدية للتيار المحافظ في المجتمعات دي.

اللي هو باختصار شديد.. إحنا بس اللي نعيش براحتنا وعلى كافة الطبطبة علينا فنحن خير أمة أخرجت للناس.. فطبيعي إحنا صح ودورنا نفهم باقي البشر يعيشوا أزاي ولازم يسمعوا كلامنا.

مونديال قندهار

تريكة طبعًا لم يجروء يطرح فكرة مقاطعة الدوريات الأوروبية، إنما قدم أفكار أكتر بشاعة.. أن اللعيبة تاخد مواقف، وزايد عليه مقدم الحلقة أن اللعيبة المسلمين مايلعبوش خلال الفترة دي، وحاجة في منتهى المزايدة على الناس وإحراجهم وتهديد مستقبلهم المهني.

بس أكتر ما لفتني هو تجرأه الكلام عن تنظيم المونديال في قطر السنة الجاية، الدقنجي الحليق قال: “موجود كاس العالم 2022.. ييجي واحد يقولك: ما أنتوا هتبيحوا الخمر وهتبيحوا الناس تـ..، لا يا حبيبي.. أنت جاي في دولة إسلامية، زي ما إحنا لما بنروح بنحترم قوانينك وعاداتك وتقاليدك.. أنت جاي هنا في دولة عربية إسلامية لازم تحترم قوانينها وعادتها وتقاليدها”.

كلام مهلهل فكريًا وعديم المنطقية، فمبدئيًا القوانين الأوروبية لا تجبر تريكة أو غيره على شرب الكحوليات أو تغيير ميوله الجنسية وممافيش حد بيمنع البلح باللبن أو الجواز الإسلامي مثلًا، والأهم أن الناس الجاية دي أنت اللي عملت المستحيل عشان تستضيفهم عندك.. فهل الغرض هو تربية وتأهيل الإنسانية عبر استضافة دولة متخلفة للمونديال؟

إقرأ أيضا

تأثير الغزالي والمدارس النظامية في الحرب المذهبية

الكلام ده على قدر سذاجته له إشارات قوية ولازم يترتب عليه ردود أفعال، اللجنة المنظمة لازم ترد.. وإلا هيعتبر ده خطابها الرسمي، الفيفا لازم تعلق ولو بشكل غير مباشر عبر تأكيدها على التزام الدول المنظمة بشروط التنظيم من توفير الحد الأدنى من الإنسانية في قوانين الدول المستضيفة.. تحديدًا بالنسبة للقوانين اللي متوقع تتقاطع وحياة جمهور المونديال.

كمان منتظر تعليق إدارة الدوري الإنجليزي، ودورها البديهي في التأكد أن القنوات اللي بتشتري حقوق البث مابتقومش باستخدام جماهيرية المحتوى في نشر خطاب عنصري أو خطاب كراهية.

ماحدش هيتعلم هنا

فاكرين التلميذ الفاشل في فيلم الناظر، الواد الأقرع اللي كان بيضرب العيال عشان مايدخلوش الحصص، في الأحداث ماحدش أجبر الشاب ده يحضر أو يذاكر أو يمتحن أو ينجح.. بالعكس الإدارة سابت له مطلق الحرية يعمل اللي هو عاوزه، فرفع شعاره الخالد “ماحدش هيتعلم هنا”.

هو ده بالظبط موقف تريكة ومن على شاكلته، مش بس عايزين يفطسوا مجتمعاتهم.. إنما حريصين على تفطيس وتضليم أي مجتمع يتصادف أن يتقاطعوا معاه.