“تشارلز فلويد”.. حرامي البنوك الذي تحول لبطل شعبي وعُرف باللص المحبوب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
على الرغم من كونه لص وسارق إلا أنه كان يسرق بغرض نبيل وخيري، وساعد الكثير من المتعثرين على سداد الرهانات البنكية في التخلص من صكوك الرهن مما جعل منه أسطورة أمريكية يتحدث عنه الجميع، إنه “تشارلز أرثر فلويد”، اللص الذي أحبه الشعب الأمريكي، وأطلقوا عليه لقب اللص المحبوب.
نشأة تشارلز فلويد
كانت ولاية جورجيا الأمريكية، هي مسقط رأس “تشارلز أرثر فلويد” الذي وُلد عام 1904م، ولكنه نشأ في ولاية أوكلاهوما، بعد أن قرر والده الانتقال إلى هناك في عام 1911م، وقد كان تشارلز يحظى بقدر كبير من الجمال والوسامة، وعلى النقيض كان نصيبه من الذكاء، حيث رجح كفة اللهو واللعب وفضلهما على التعليم، وقرر أن يترك دراسته وهو لم يتمها بعد، ومضت فترة مراهقته بين اللهو والمغامرات، ولكنه ملّ في النهاية، وقرر أن يخوض مغامرة أكبر، ولم يكن يعلم أن حياته ستتغير كليًا بعدها.
احتراف السرقة
مرت الولايات المُتحدة الأمريكية بفترة كساد اقتصادي كبير جعلت الشعب يُعاني بشدة، وظهرت في تلك الفترة العديد من حوادث السرقة، وكان تشارلز واحدًا من هؤلاء الذين تأثروا بذلك الكساد، بعد أن نفذت أمواله، ولم يجد عملًا يقبل به، ففكر في سرقة أحد البنوك، وجلس كثيرًا يضع خطته ويحبكها جيدًا، وجاء اليوم الموعود، ونفذ الخطة وسارت الأمور على ما يرام، وأثناء وجوده في البنك وجد بعض سندات الرهن الخاصة بالمتعثرين في السداد فقام بتقطيعها، قبل رحيله، وفي الصباح كانت الكارثة على الصفحات الأولى للجرائد سرقة بنك مع فقد عدد من سندات الرهنية.
اللص المحبوب
شعر تشارلز بالسعادة بعد أن انهالت دموع الفرح من المديونين، فهو قد خلصهم من ديونهم، فقرر تكرار التجربة مرة أخرى، وعزم على التخلص من المزيد من سندات الرهن، وبالفعل دخل إلى البنك وسرق هذه المرة عدد كبير من السندات وتخلص منها جميعًا، وانقلبت الدنيا رأسًا على عقب، وتصدرت فعلته الصفحات الأولى في جميع الجرائد، تحت عنوان “ابحثوا عن سارق سندات الرهنية”، ونال تشارلز شهرة واسعة بين الناس، خاصة هؤلاء المتعثرين في السداد، واعطوه لقب “اللص المحبوب”، وبعد عدة أيام تمكنت الشرطة من التعرف على مرتكب جرائم السرقة وتحديد هويته، وبعدها تم وضع صورته واسمه على صفحات الجرائد مطالبة بالقبض عليه فور رؤيته.
“نعيمة الأيوبي”.. أول امرأة ترتدي الروب الأسود وتقف في ساحات المحاكم
شعر تشارلز بالخطر الذي يهدد حياته، فقرر أن يتنقل كثيرًا وألا يستقر في مكانًا واحدًا، حتى يصعب مهمة الشرطة، التي استمرت في مطاردته كثيرًا، وكلما همّوا بالقبض عليه، اختبئ في أول منزل يقابله، ورحب به المئات في منازلهم، فهو اللص المحبوب الذي وقف في وجه الحكومة، وخلصهم من ديونهم، لذا باءت مطارات الشرطة بالفشل، فقد امتنع الناس عن إدلاء أي معلومات تخصه، ورفضوا مساعدة أجهزة الشرطة.
وفاة الفتى الوسيم
ظلت مطاردات الشرطة لتشارلز مستمرة حتى عام 1934م، حيث توقفت بعد أن انتهت حياة ذلك الفتى الوسيم، وجاءت وفاته نتيجة لطلق ناري، ووجدوا جثته مُلقاة في إحدى الحقول الزراعية بالقرب من مقاطعة إيست ليفربول، وعلى الرغم من أنه لم يُعلن عن القاتل، إلا أن الجميع يؤكد أنها إحدى مُطاردات الشرطة لهذا اللص، والتي وضعت السطور الأخيرة في حياة اللص المحبوب بمقتله عن عمر ثلاثين عامًا.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال