تنظيم يساري يغير مواعيد إجتماعاته لحضور المباريات.. المثقفين والسياسين وكرة القدم؟
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
الأدب معنيُّ بالحياة وبكل تفاصيلها،فهو يناقش كل شىء بالشعر والرواية وكل فنونه،كتب كبار الأدباء فى كرة القدم مثل «جارثيا ماركيز»ولعبها بعضهم مثل «نجيب محفوظ»
ويتنافس الأدباء الجُدد فى هذه الآونة بينهم على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي أحيانا على كون أحدهم يشجع «الأهلى» والآخر «زملكاوي» بل زاد الأمر عندما أصدر بعضهم كتُبًا تعبيرًا عن هويتهم مثل كتاب «أهلاوي» لمؤمن المحمدي،و«زملكاوي» لعُمر طاهر .. لكن ما زال السؤال قائمًا ..هل يكره المثقفون كرة القدم ؟ أم لديهم أسباب خاصة تدعوهم مؤقتًا للنفور منها ومشاهدة المباريات ،أم ان السبب أصيلًا وكرهها مزاجي نظرًا لطبيعة عقلية المثقف نفسه وإهتمامة المنكب على الآداب والفنون وحدها .
قال الروائي «إبراهيم أصلان» فى حوار صحفي« أنا شخصيًا لا أكره كرة القدم»واعتقد ان مسألة ان المثقفين يكرهون كرة القدم شائعة،فمن يعرفهم يجد انهم يتكلمون حولها بشدة وحرارة،ويعرفون أدق قوانينها،وفي رأيى انها لعبة جيدة وجماعية تعتمد على المهارات الفردية في إطار أداء جماعي،وفي مشاهدتها متعة بصرية ،بالإضافة إلى جاذبية المكسب والخسارة. اما إذا كانت تلهي الجماهيرعن الثقافة الحقيقية،فلماذا لم يحدث هذا الأمر فى الدول المتقدمة، واعتقد انه من الهزل اتهام كرة القدم بأنها السبب في عدم إهتمام الناس بالثقافة والسياسة ،فانا شخصيًا مارست كرة القدم (الشراب) في طفولتي بحواري إمبابة ،كنت ألعب خط وسط او حارس مرمى، وكنت أشجع نادي الزمالك ،لكن حماسي الأكبر للمنتخب المصري ،واكون سعيدًا جدًا عندما يفوز،بل أشعر أننى أرى مصر أخى غير التي أعرفها.
الروائي«إبراهيم عبد المجيد» قال أنا مندهش جدًا من قول ان المثقفين يكرهون كرة القدم ،ولا أدري من قال هذه المقولة ، فمن أعرفهم من المثقفين يتابعونها وبإهتمام ،والبعض منهم تابعها ولعبها،انا شخصيًا كنت امارسها وكنت لعيب «كرة شراب» وما زلت أشجعها ،خاصة مباريات الإتحاد السكندري والإسماعيلي وبالطبع مباريات المنتخب القومي . وبالطبع لا أدري كيف يقول مثقف أنا أكره كرة القدم ؟ والشىء الاهم من ذلك انه يتعالى على الجمهوروهذا يعد انفصال عن المجتمع.
ومن جانبه قال الصحفي والمؤرخ «صلاح عيسى» أنه يعرف مثقفون وسياسون مسكونون بحب وعشق كرة القدم،حتى أنه كان عضوًا في أحد التنظيمات السرية،وكان المسؤل عن تنظيم يساري يرفض ان تكون الإجتماعات يومي الجمعة والأحد، وعند إستفساره عن السبب،قاله أنه انه يشاهد المباريات. لكنه عاد ليقول،ان المثقفين نادرًا ما يهتمون بالرياضة،وأرجع الامر إلى طبيعة عقولهم وميولهم الفكرية والجسدية ،فتجد معظمهم ضامري الجسد،بالإضافة الى الإهتمام المبالغ بكرة القدم أوجد عندهم حالة نفور منها، فتجد وسائل الإعلام تنصب كافة إهتمامها بلاعبي كرة القدم والرياضة فى حين انها تتجاهل المثقفين والأدباء ،حتى ان الأديب نجيب محفوظ قال على لسان احد شخوص أحدى رواياته «لا كرامة لإنسان عندي إذا لم يكن بهلوانًا أو لاعب كرة قدم» والشاهد على ذلك عندما توفى لاعب كرة القدم الشهير«رضا» عام 1965،فى حادث سير،ووافق الحادثة في نفس الوقت وفاة «وسيم خالد» السياسي والمناضل ومن رجال يوليو. فكان الإهتمام منصبًا على اللاعب على عكس التجاهل الكبير والصمت عن وفاة «وسيم خالد».
وحينما نُطل على وجهة نظر الروائي العالمي «ألبير كامو» الذي احترف كرة القدم كحارس مرمى لـ« نادي جامعة وهران» لمدة سنتين من 1928 إلى 1930، في موطنه الأصلي الجزائر. وعندما سُئل «أيهما تُفضل: كرة القدم أم المسرح»، فأجاب:«كرة القدم» «في عام1930،كان كامو هو القديس بطرس الذي يحرس بوابة مرمى فريق كرة القدم بجامعة الجزائر، اعتاد اللعب كحارس مرمى منذ طفولته، لأنه المكان الذي يكون فيه استهلاك الحذاء أقل،فـ«كامو»ابن الأسرة الفقيرة لم يكن قادرًا على ممارسة ترف الركض في الملعب،وكل ليلة كانت جدته تتفحص نعل حذائه وتضربه إذا ما وجدته متآكلًا»حسبما ذكر إدوارد جاليانو،في كتابه «كرة القدم بين الشمس والظل» وكان«جابريل جارثيا ماركيز» لاعبًا في فريق« أتلتيكو جونيور» الكولمبي، قبل أن تحوله إصابة في بطنه إلى مجرد مشجع للفريق. بالإضافة إلى اهتمامه باهم نجوم اللعبة الذى يعقتد انهم الأفضل فى التاريخ مثل،«ماردونا»،و«بيكنباور»وجارينشا المعاق» الذي أصبح اشهر جناح أيمن في تاريخ كرة القدم العالمية.
كما إختص الكاتب الإيطالي «إمبرتو ايكو»، كرة القدم بدراسة في سلسلة من المقالات التي اقترنت بكأس العالم في إيطاليا لعام 1990، فتكلم إيكو عن المربع الأخضر وعن دلالاته السيميائية.
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال