همتك نعدل الكفة
554   مشاهدة  

توحة والمهدية و الأصوات النسائية..قصة حياة ثومة “كوكب الشرق” (15)

الأصوات النسائية


اليوم سنتطرق إلى الأصوات النسائية بعد أن مررنا  في الحلقات السابقة من قصة “كوكب الشرق أم كلثوم” بمراحل النشأة والخروج الكبير من طماي الزهايرة إلى القاهرة والعلاقات الأولى بكبار الملحنين بما في الطريق إلى ذلك من صراعات وعقبات تعرضت لها كوكب الشرق أم كلثوم لتثبت أقدامها في دنيا الغناء والطرب هناك في المدينة الكبيرة الواسعة “القاهرة”، تحدثنا كذلك عن علاقتها بالنجريدي وابو العلا محمد والقصبجي وداوود حسني ولقائها بالشيخ سيد درويش وبقي لنا الحديث عن اثنين من كبار الملحنين هما رياض السنباطي وزكريا أحمد قبل الانتقال لمرحلة ما بعد الخمسينات ودخول جيل جديد من الملحنين في ذلك الإطار الكلثومي، ولكن قبل ذلك لابد أن نتعرض لموضوع أراه مهما وسأخصص له هذه الحلقة تحت عنوان بين فتحية أحمد “توحة” وأم كلثوم.

 

 

فتحية احمد (توحة)
فتحية احمد (توحة)

 

 

المغنى بين فتحية أحمد وأم كلثوم

 

 

ولدت فتحية أحمد في ذات العام الذي ولدت فيه أم كلثوم ورحلت عن عالمنا في ذات العام الذي رحلت فيه كوكب الشرق أم كلثوم، مسيرة واحدة جمعت الصديقتان وانتهت في نفس الوقت تقريبا، ويذهب الكثير من السميعة إلى وضع توحة في مكانة خاصة  في عالم الأصوات النسائية بعيدا عن أم كلثوم، بل يذهب بعضهم إلى تقديمها على أم كلثوم، ولا أتعجب أبدا من رأي هؤلاء السميعة فأنا أحد عشاق صوت فتحية أحمد وأزعم أنها صاحبة صوت وبحة متفردة لا مثيل لها بين الأصوات التي ظهرت في مطلع القرن العشرين، صحيح لم تأخذ حقها الكامل من الشهرة والصيت خصوصا بعد ظهور أم كلثوم، إلا أن ذلك كان لاعتبارات كثيرة لعل من أهمها ميل فتحية أحمد إلى حياتها الأسرية وخوض دور الأمومة على أكمل  وجه، على أية حال فهذا ليس موضوعنا الآن.

 

 

 

جاءت أم كلثوم إلى القاهرة في وقت كان الصوتين المسيطرين على الساحة من الأصوات النسائية هما منيرة المهدية وفتحية أحمد، أما منيرة المهدية فتحدثنا عنها في الحلقات السابقة، وأما فتحية أحمد فعرفت في ذلك الوقت بمطربة القطرين نظرا لكثرة أسفارها بين مصر والشام، كذلك عرفت بصاحبة الصوت الإداري، نظرا لكونها تمتلك صوتا مطواعا تتصرف فيه كما تشاء وقد جاء في تعبير عنه أنه بحر لا تستطيع أن تسير سفينه فيه إلا إذا كان ربانها ماهر.

 

 

 

امتازت فتحية أحمد بفنها الذي أدخلت عليه الكثير من الفن التركي، والغريب والعجيب في الأمر أن فتحية أحمد لم تكن تفهم قليلا أو كثيرا من هذا الفن، وإنما كانت تدخل في بعض ألحانها نغمة بسيطة مأخوذة عن لحن تركي وجاء في مقال بمجلة المسرح في الرابع عشر من شهر يونيه 1926م بقلم جمال الدين حافظ عوض بعنوان أم كلثوم وفتحية أحمد وهو ما يمزهن عن باقي الأصوات النسائية.

ولعل أهم مشاغل الناس طوال هذه المدة، الضجة القائمة بين المغنيات والمفاضلة بينهن، ولعل أبرز المغنيات وأولهن في هذا الميدان ثلاث منيرة المهدية، أم كلثوم، فتحية أحمد، ونحن في كلماتنا هذه سنترك منيرة المهدية جانبا، داعين الله أن يلبسها ثوب العافية وأن يحفظ لمصر البلبل الغريد، أما أم كلثوم وفتحية أحمد فهما موضوع حديثنا والحديث عنهما يطول والمسألة في عرفي تنحصر في أمر واحد بسيط.

 

 

وكانت أم كلثوم وما زالت إلى اليوم موضوع إعجاب الناس من الفنانين والموسيقيين وأصحاب الآذان السليمة، أما فتحية احمد فجاءت من الشام واشتغلت في أول أمرها بالتمثيل والإنشاد المسرحي فنجحت نجاحا باهرا ثم انتهى عملها المسرحي ودخلت ميدات التخوت والآلات الموسيقية، ففتحية لها أصدقاؤها.

 

 

 

ويملئ أصدقاء زوجها الدنيا صراخا وضجيجا، مسبحين باسم فتحية احمد ورقة صوتها، وهم لا يكتفون بأن تكون هذه فكرتهم وحدهم، وإنما الغريب أنك إذا ناقشت واحدا من هؤلاء الأنصار وأوشكت أن تقنعهم بالأدلة والبراهين صاح بك قائلا: المسألة مسألة مزاج فـأين هذا الصوت من صوت أم كلثوم الذي إذا ما سمعه شخص له قلب فإنه يخفق خفقانا، أين هذا الصوت من صوت أم كلثوم الذي إذا ما استمع إليه بائس إلا وانفتحت أمامه أبواب الرجاء.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان