تيموكليا..السيدة التي قتلت مغتصبها وغيرت جيش الإسكندر الأكبر
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إذا نظرنا إلى التاريخ للأسف سنجد قصص كثيرة لسيدات تم اغتصابهن ولم يحصلن على العدالة ولهذا السبب قررت بطلة قصتنا اليوم أن تحصل على عدالتها بيدها، هذه قصة تيموكليا التي غيرت جيش الإسكندر الأكبر للأبد.
دعنا نذهب إلى عام 335 قبل الميلاد عندما نجح الإسكندر الأكبر في السيطرة على مدينة ثيفا. كأثر لانتصار جيش الإسكندر في الحرب بدأ المحاربون باقتحام بيوت مواطنين ثيفا، كان من بين هؤلاء المواطنين تيموكليا، أحد نبلاء هذه المدينة الخاسرة حيث اقتحم أحد قواد الكتائب بيتها وأمر الخدم أن يقدموا له الطعام والشراب وبعدها قام باغتصاب تيموكليا.
بعد الاعتداء لم يترك المحارب بيت تيموكليا بل سألها أين خبئت بقية أموالها فأخبرته أنها خبئت أموالها في البئر في حديقتها، وكان القائد مسرورًا للغاية باعتراف تيموكليا، ولم يتردد في تتبعها إلى الحديقة حيث قادته إلى بئر من الرخام العميق، أشارت تيموكلا إلى الحفرة المظلمة واعترفت بأنها ألقت بأغراضها الثمينة هناك عندما سمعت أخبار غزو جيش الإسكندر لمدينتها، وبسبب الحزن الذي كان يستطيع رأيته على وجه تيموكليا، فقد اعتقد القائد أنه أرهب ضحيته على النحو الصحيح، وسيطر على الوضع سيطرة كاملة.
بسبب ذلك قام القائد بالنظر داخل البئر ليرى الكنز الذي وعدته تيموكليا به إلا أنها في نفس الوقت جاءت من خلفه ودفعته إلى داخل البئر، وبينما كان القائد القوي في قاع البئر، رفعت تيموكليا الأحجار العملاقة ودعتها تسقط في ظلام البئر وكل مرة كانت تسمع صراخ القائد حتى لم تعد تسمع أي صوت منه.
وقبل أن تتمكن تيموكليا من العودة لحراسها، قبض عليها جنود ذلك القائد بعدما أدركوا أنها قتلته. ولكنها لم تكن خائفة لأنها كانت تعرف أنها نفذت عقوبة عادلة. كما أنها خرجت من الحديقة لمواجهة قائدهم وهي ترفع رأسها فخرًا بالرغم من أنها كانت تعلم أنها ستقابل عقاب عظيم بسبب سلوكها ضد شخصية عسكرية.
أخذ العساكر تيموكليا إلى الإسكندر الأكبر ليقرر مصيرها. وقفت أمام الإسكندر امرأة تعرضت لجريمة بشعة، ورغم ذلك أبقت برأسها منتصبا وأخبرته أنها كانت في الواقع شقيقة القائد العظيم ثياجينيس من الفرقة المقدسة الذي حارب ضد أباه بكل فخر.
وبالنظر إلى قوة شخصيتها وقوة عقلها، قرر الإسكندر إطلاق سراح تيموكليا وأطفالها، على الرغم من أنها قتلت أحد أهم محاربيه، وفي تقدير الأسكندر فأنه كان من الخطأ أن يخلص العالم من مثل هذه الشخصية المبجلة المحترمة. كما أنه أمر جنوده بالتوقف عن الأفعال المشابه لما حدث لتيموكليا.
كانت قصة تيموكليا محور العديد من الأعمال الفنية أشهرهم لوحة إليزابيتا سيراني التي تظهر فيها تيموكليا وهي ترمي بمغتصبها في البئر.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال