ثرثرة الأطفال .. لماذا يتحول ابنك لوكالة رويتر متحركة ويفشي أسرار الجميع؟

مشكلة كبيرة تواجه معظم الآباء، وهي ثرثرة الأطفال التي تخرج عن الحدود، حيث يتحدث الطفل بكل ما يراه، وما أن يبدأ الكلام لا يستطيع أحد أن يقوم بإيقافه، وفجاءة تجد نفسك أمام وكالة رويتر متحركة تفشي كل أسرار منزلك وخصوصياتك للآخرين، ما الذي يدفع الأطفال لنقل الأخبار؟، وكيف نقضي على تلك العادة الكريهة.

ما هي ثرثرة الأطفال ولماذا ينقل أطفالنا الأسرار؟

الثرثرة هي فعل يستخدمه الجميع للإبلاغ عن حدث ما، وفي الأغلب يتسبب ذلك البلاغ في المشاكل للشخص، بمعنى أدق هي كل حديث يتخطى حدوده، وبالنسبة للأطفال، تكمن المشكلة في كونهم لا يعرفون بدقة ما عليهم التحدث عنه، وما هو الممنوع، فمثلًا إذا أخبرك طفلك بأن هناك شخص قام بفعل مؤذي له أو لأي شخص آخر، هذه هنا ليست ثرثرة ولكنها تعني مساعدة الآخرين ومنع شخص من التعرض للأذى، لذا يجب علينا جميعًا أن نفرق بين الثرثرة والأمور الأخرى، وتعليم أطفالنا متى يجب عليهم التحدث عن الأمور الهامة، ومتى يلزموا الصمت، ويجب أن نعلم أن الأطفال بشكل خاص يحتاجون للثرثرة أكثر من البالغين لعدة أسباب مثل:

• عندما يتعلم الطفل المزيد عن القواعد و ما يعنيه كسرها، يشعر بالرغبة في التحدث عن أي أمر يرى أنه خارق للقواعد من وجهة نظره.
• أحيانًا يقومون بالثرثرة لجذب انتباه والديهم أو المعلمين، وقد يكون ذلك بسبب شعورهم بالغيرة من أشقائهم أو أقرانهم في الصف، فيقوم الطفل بالثرثرة ليحظى بميزة عليهم.
• يعتقد معظم الأطفال أن إخبار الكبار عن أخطاء الآخرين، سيجلب لهم المكافأة على عدم اتباعهم لذلك السلوك السيء.
• يشعر البعض بالفضول الشديد، وقد يدفعهم ذلك الفضول إلى الضغط على الطفل الصغير ليخبره بالمعلومات التي يُريد معرفتها، وقد يجلب له الحلوى مقابل تلك المعلومات، فيعتقد الطفل أنه سلوك مسموح به دائمًا، ويقوم بتكراره على أمل الحصول على المزيد من المكافآت.

كيف تساعد طفلك على التوقف عن الثرثرة؟

• يجب أولًا أن نعلم الأسباب التي تجعل الطفل يسلك ذلك السلوك، وتعليم الطفل كيفية إيجاد طرق أخرى لحل المشكلات بعيدًا عن الثرثرة.
• التحدث مع الطفل دائمًا عن كون الثرثرة سلوك خاطئ يسبب العديد من المشكلات، ولا يصح أبدًا أن يحمل ذلك السلوك لأنه ينتقص من شخصيته أمام الجميع، ولا بأس من سرد حكايات الأطفال التي تتحدث عن ذلك الأمر، فذلك سيشجعه أكثر.
• إذا كان دافع الطفل هو جذب الانتباه، فيجب عليك منح طفلك المزيد من الاهتمام والرعاية، ولا تفرق بينه وبين أخوته، وامنح كلًا منهم وقت مستقل بذاته، يعبر فيه عن مشاعره براحة، ويتحدث معك عن كل ما يدور في ذهنه.
• أخيرًا، يجب على الآباء أن يحرصوا على تعليم أبنائهم ما هي حدود كل شخص في التعامل معهم، وعليهم أن يخبروكما إذا تعرضوا لتعدي جسدي أو حتى معنوي، فهناك فرق بين الإخبار وبين الثرثرة.

اقرأ أيضًا 
خلل الأداء التنموي.. أنواعه وأعراضه وكيفية تعليم الأطفال المصابون به؟