ثقافة المال ومال الثقافة .. بين “التشكيليين” و”تكوين”
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“يعد حي الفنانين بمدينة هرم سيتي بمنطقة (بي ثري) بحدائق أكتوبر، نموذجًا رائعًا للعلاقة الناشئة بين رأس المال الخاص متمثلًا في شركة أوراسكوم وبين الفنانين (التشكيليين، الموسيقيين، السينمائيين، الأدباء، الشعراء، المعماريين) بما يحمله من طموحات متبادلة، والتي تحتاج إلى المزيد من الدعم والإيمان بقوة الفن والإبداع في التأثير على المستوى الحضاري والبيئر والمجتمعي، وقد أنشئ هذا المشروع عام 2008 من خلال اتفاقية تعاون مبرمة بين المهندس سميح ساويرس، المالك لـ “شركة أوراسكوم للإسكان التعاوني” وبين وزارة الثقافة المتمثلة في قطاع الفنون التشكيلية ورئيسها في تلك الفترة الذي قام باقتراح ضم أكاديمية الفنون للمشروه كمؤسستين تابعتين للوزارة”.
“مؤسسة عربية تنادي إلى تأسيسها مجموعة من المفكرين والباحثين العرب بهدف تعزيز قيم الحوار البنّاء، ودعم الفكر المستنير والإصلاح الفكري، وخلق فضاءات تقنية مناسبة بوصول منتجها الفكري المرئي والمسموع والمقروء إلى أوسع قاعد ممكنة من الجمهور. كما تهدف المؤسسة إلى إرساء قيم العقل والاستنارة والإصلاح والحوار وقبول الآخر والإيمان بمبادئ السلام العالمي بين المجتمعات والثقافات والأديان. وكذا تمهيد السبيل نحو مستقبل مشرق للمجتمعات العربية والإسلامية من خلال الثقافة والفكر الديني المستنير وما بينهما من اتصال، وبث روح التجديد والإصلاح الذي يعيد للفكر الديني مكانته اللائقة وتواصلة وتكامله مع مستجدات العصر ومواكبة التقدّم في كافة المجالات العلمية والفكرة والقيمية”
بين الفقرة الأولى والثانية يكمن ما نريد أن نسلط عليه الضوء، حيث أن الفقرة الأولى هي جزء من شكوى مُلحة من جماعة الفن التشكيلي المصري، حيث أن أيامًا صعبة تعيشها هذه الفئة الحساسة والمؤسسة للعقل الوعي الثقافي المصري والعربي، حيث أن الاتفاقية المذكروة أعلاه تهدف إلى إتاحة عدد من المراسم لأكثر من 100 فنان ومبدع شاب بمقابل رمزي شهري كدعم لهم لممارسة الفن الإبداع، ومُختصر ما حدث في الآونة الأخيرة مع تغير الإدارات والمسئولين بمدينة “هرم سيتي” هو رغبة في استغلال مواقع المراسم بشكل استثماري وتوالت عليها المضايقات، وفوجئ الفنانون بإنذارات لإخلاء مراسمهم دون تفاهم الذين ارتبط الفنانين والمبدعين والزائرين بها لمدة 15 سنة .. في المقابل أجاب الباحث إسلام بحيري عمن يموّل مؤسسة تكوين بأنهم مجموعة من رجال الأعمال المصريين والعرب .. وكأننا أمام أفول شمس الفن التشكيلي في مصر، في مقابل شروق لمؤسسة “تكونين”، وذلك -بنسبة كبيرة- سببه المال!
والمال الثقافي -وإن لم يهم فئات كثيرة- لكنه يعتبر طوق النجاة لما تبقى من القابضين على جمر الثقافة والتثقيف .. والحفاظ على العقول والأقلام والريشات هو ما سيبقى من أثر هذا المال .. وبيان “التشكيليين” كان بإمضاء أغلب جماعة الفن التشكيلي، ونتوقع أن يكون لهذا البيان أثر كبير فيما هو قادم من أحداث، ولابد أن لهذا التصادم بين مصلحة المال الثقافي وثقافة المال حلولًا مبتكرة للخروج من هذا المأزق، فالمال بدون ثقافة يصنع مجتمعًا جافًا، والثقافة بلا مال جسد جميل لكنه مدفونًا تحت الأنقاض!
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال