ثقافة نجوم الماضي .. فين فن زمان من دلوقتي

فين فن زمان من دلوقتي.. كان فن زمان غير دلوقتي.. يا ريت يا زمان تيجي دلوقتي”

بالطبع لم تكن تلك هي كلمات الاستعراض الغنائي “أبطال الغرام” التي شدا بها محمد فوزي وصباح بصحبة خفيف الدم إسماعيل ياسين في فيلم “الآنسة مامي”، حيث كان الحب بديلا للفن في كلمات الاستعراض، لكننا وجدنا أن موضوع اليوم يستلزم كتابة الكلمات بالشكل السابق، مع الاعتذار للعمل الأصلي بالطبع.

فين فن زمان من دلوقتي

كثيرا ما يردد البعض جملة “زمن الفن الجميل”، معللا ذلك بما كان يقدم على الشاشات والمسارح وخلف ميكروفون الإذاعة أيضا، لكن تلك الجملة الشهيرة ليست مقتصرة على الأعمال الفنية فقط، فالمتابع لتلك الفترة جيدا، يجد أن كبار نجوم الفن كانوا على درجة كبيرة من الثقافة إلى جانب الموهبة التي برعوا فيها بشهادة الجميع.

وهذا الكلام ليس مجرد تجميل لصورة فناني الزمن الماضي، فعلى صفحات مجلة الكواكب في عددها الصادر بتاريخ الرابع من ديسمبر عام 1962، خصصت صفحتين تحدث فيها عدد كبار النجوم وقتها عن الكتاب المفضل بالنسبة لهم والذي يرشحونه للقراء، وهو ما يدل على أن الأمر كان مطلوبا من قراء المجلة أيضا، فلن تقدم مطبوعة شهيرة على هذا إلا إن كانت على يقين من استحسان القراء له.

موسيقار الأجيال ومصطفى محمود

كان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مهتما بكتابات الدكتور مصطفى محمود كثيرا، لذلك اختار من مكتبته كتاب “الأحلام” وأوصى القراء به، مع التركيز على فقرة محددة منه كان يحب قراءتها أكثر من مرة، وهي فقرة بعنوان “نسيان.. صمت.. إلى الأبد”، حيث وصف فيها مصطفى محمود صمت الكون، وكيف تقابل الطبيعة كل شيء في حياتنا.

فاتن حمامة والحرام

أما سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة، فاختارت رواية الحرام للكاتب يوسف إدريس، وهي بالطبع الرواية التي جسدت شخصية بطلتها في فيلم حمل الاسم نفسه، وعن سر اختيارها لهذا العمل الأدبي، قالت: “اخترت هذه القصة لأنها أعجبتني، ولأن هدفها إنساني وبسيط، وتدور أحداثها في مجتمع القرية، تصور حياة الفلاحين والصعوبات التي يعيشون فيها، وتعالج مشاكل أنفار الترحيلة”.

وأضافت فاتن حمامة: “مما يزيد القصة روعة أن كاتبها الدكتور يوسف إدريس استطاع أن ينقل القارئ إلى جو الريف المصري ليعيش بين أهله، ليشعر بهم ويشاركهم مشاكلهم، بتصويره لحياتهم ومعيشتهم بأصالتها وبساطتها تصويرا دقيقا وبأسلوب سهل ممتع جذاب”.

أحمد مظهر والتنمية البشرية

لا يخفى على أحد ما كان يتمتع به الفنان أحمد مظهر من ثقافة وحب اطلاع، لذلك كان اختياره لكتاب في فن التنمية البشرية -وهو مصطلح لم يكن منتشرا آنذاك بالطبع- حمل اسم “كيف تفهم نفسك وتحللها”.

وقال فارس السينما المصرية عن الكتاب ومؤلفه الإنجليزي جوزيف رولف: “سر اختياري لهذا الكتاب أنه من النوع الذي يستهويني ويجذبني إليه، وهو عن علم النفس، وتدور فكرته عن الشعور أو اللا شعور، إن أعجوبة الكتاب في رأيي تتمثل في بساطته وعدم خروج كاتبه عن فن التحليل النفسي أو قواعده، وتدرك قوة هذا الكتاب إذا عرفنا أن المؤلف رجل اكتسب ثقافته بنفسه وبقوة إرادته وتصميمه، حتى تمتع بحصيلة زاخرة من الثقافة”.

شرير الشاشة والعاطفة الدينية

إقرأ أيضا

الذكاء الاصطناعي ثورة في تكرار الروائح المعرضة لخطر الضياع

أما أشهر أشرار السينما محمود المليجي فاختار كتابا لعبد الرحمن الشرقاوي بعنوان “محمد الإنسان”، وهو الاختيار الذي وصفته مجلة الكواكب بأنه يعبر عن عاطفة دينية متصوفة.

وقال المليجي عن اختياره: “كتاب (محمد الإنسان) في رأيي أروع ما كتب الشرقاوي، والكتابة في مثل هذه الموضوعات تحتاج إلى جهد وعلم غزيرين، وقد وفق الكاتب لدرجة جعلتني أعيش معه طيلة المدة التي استغرقتها في قراءة ما كتب”.

الولد الشقي وأتاتورك

وقع اختيار أحمد رمزي الشهير بالولد الشقي في السينما المصرية على كتاب بعنوان “أتاتورك” للكاتب التركي عرفان أورجا، حيث جذب انتباهه كشف الكتاب لعدة جوانب من حياة مصطفى كمال أتاتورك الشخصية، وأيضا حياته السياسية والعسكرية والشخصيات التي أثرت فيه، وعلاقته بوالدته التي كان يحسب لها ألف حساب.