ثنائيات شريرة.. كيف وجدت الأرواح المظلمة بعضها البعض؟

الانجذاب لشخص آخر أمر روحاني للغاية، يحدث عندما تتلاقى الأذواق أو الأفكار أو الهوايات، ويرغب الطرفين بمشاركة بعضهم البعض بتلك الأشياء المتشابهة، ولكن للأمر جانب مظلم أيضًا، فهناك من ينجذبون للقتلة والمنحرفين، للنفوس المظلمة والغاضبة، ليتشاركا ذلك الظلام بداخلهم وينطلقا للعالم ويبثا الرعب فيه.

الأخوين مينينديز.. قتلا والديهما لينفقا أموالهما

في أواخر الثمانينات حدثت جريمة بشعة للغابة هزت قلوبنا جميعًا، حيث قام الثنائي الأول الشقيقان بقتل والديهما ليستوليا على أموالهما، وقعت الحادثة في عام 1989م ببيفرلي هيلز، حين تلقت الشرطة مكالمة هاتفية من لايل مينينديز يبلغ عن مقتل والديه، وانتقلت الشرطة إلى موقع الحادث على الفور، ووجدت الجثتان على الأرض مُطلق على رأس كل منهما رصاصة، وقال الشقيقان لايل وإريك في التحقيقات أنهما كانا في السينما لمشاهدة فيلم، وعندما عادا وجدا جثتي والديهما على الأرض وقاما بإبلاغ السلطات فورًا، ومع استمرار التحقيقات بدأت الشكوك تتجه إليهما، حيث كانا ينفقان مبالغ كبيرة بصورة غير طبيعية في وقت قليل، ولم يظهر عليهما مظهر الحزن أبدًا، ومع تضييق الخناق عليهما اعترفا أنهما من قتلا والديهما، وذلك رغبة في التحكم بأموالهما لأنهما كانا شحيحان، ولم يبدي أي منهما مشاعر ندم أو خوف، بل بالعكس كان هناك جشع وظلام غريب يطل من عيونهما.

علاقة حب تحولت لسلسلة قتل عبر البلاد

الثنائي الثاني في عام 1958م، تعرف تشارلز ستاركويذر الذي كان يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا، على كاريل آن فوجات التي كانت لا تزال طفلة عمرها أربعة عشر عامًا، وأحبا بعضهما البعض بشدة، وقررت كاريل أن تدعو تشارلز للمنزل ليتعرف على والديها، وكان الموضوع كارثي، فقد هاجمه والديها وأخبراه أنهما يرفضان تلك العلاقة، فقام تشارلز بإطلاق النار عليهما، وعندما قامت الشقيقة الصغرى لكاريل بالصراخ، أمسكها تشارلز من فمها ليسكتها ولكنها ماتت بين يديه، العجيب في الأمر أن كاريل لم تحاول منعه أو إيقافه، وعندما انتهت تلك المذبحة جلسا سويًا لتناول العشاء ومشاهدة التلفاز، وبعد ذلك قاما بإخفاء الجثث في الحديقة، ومن وقتها بدأ الحبيبان سلسلة جرائم عبر البلاد استمرت لمدة ستين يومًا، قُتل خلالها أكثر من اثنى عشر شخصًا، حتى تم القبض عليهم في النهاية، وحُكم على تشارلز بالإعدام، وحُكم على كاريل بالسجن مدى الحياة، ولكنها خرجت بعد سبعة عشر عامًا.

اضطرابهما النفسي جمع بينهما وتسبب في حدوث مجزرة

كان إيريك هاريس وديلان كليبولد، ثالث ثنائي، طالبان في مدرسة كولومبين الثانوية، وكان يشتركان معًا في صفاتهما الغريبة، حيث كانا انطوائيان وغريبا الأطوار لا يندمجان مع أي أحد من زملائهما، ولكنهما وجدا بعضهما البعض، واصبحا صديقان مقربان للغاية لا يبتعدا عن بعض أبدًا، وبسببهما تصدر اسم مدرستهما نشرات الأخبار وصفحات الحوادث في التسعينيات، خطط إيريك وديلان لإحداث مذبحة في مدرستهما، وذلك انتقامًا لسنوات من التنمر الذي تعرضوا له، قام الصديقان بصنع قنابل يدوية وفجروها بالمدرسة، وعندما حاول الطلاب الهرب كانت هناك أفخاخ بانتظارهم، حيث وضعوا قنابل لتفجير أي طالب يتخطى حدود المدرسة، ومع انتهاء تلك القنابل كان هناك 23 طالب متوفي، وأكثر من ثلاثون إصابة، وفي النهاية قاموا بإطلاق النار على أنفسهم وتوفوا.

إقرأ أيضاً

إقرأ أيضا

إكسيوسس و أرجيريا.. أمراض غريبة تحولك لشخص آخر

قصة جاسوس مذبحة كفر عبده في السويس “أراده الإنجليز ذريعة لتنفيذ الجريمة”