جاء رمضان فما هو حكم قضاء الرمضانات السابقة في حق من أفطرها ؟
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
اشتهر بين الناس حديث متعلق بحكم قضاء الرمضانات السابقة في حق من أفطرها يقول “من أَفطر يوما من رمضان من غير عذر ولا مرض، لَم يقضه صوم الدهر وإن صامه”.
قضاء صوم الرمضانات السابقة
يقر الشرع الإسلامي بوجوب قضاء الصوم على كل من فاته الصوم في شهر رمضان سواءًا كان الشهر كله أو أيامًا منه وهذا بحق من أفطروا لأعذار صحية أو شرعية تبيح لهم الإفطار كالمريض والمسافر والحائض والنفساء.
اقرأ أيضًا
استطلاع هلال رمضان في مصر “بدأ مع يمني وعباس يجعله بدار الإفتاء”
وثبت مشروعية قضاء أيام شهر رمضان بالقرآن الكريم في قوله سبحانه “فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” وقول النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: قَضَاءُ رَمَضَانَ إنْ شَاءَ فَرَّقَ، وَإِنْ شَاءَ تَابَعَ
غير أن هناك أحكامًا بشأن قضاء الرمضانات السابقة مع رمضان الجديد، وقد لخصها علماء الأزهر بقولهم “من دخل عليه رمضان قبل قضاء ما عليه فعليه أن يصوم شهر رمضان الحاضر، ثم يبادر بعد ذلك بقضاء ما عليه، ولا تلزمه الفدية”.
فَصَّلت دار الإفتاء المسألة في فتوى طويلة قالت فيها أن الأصل المبادرة إلى قضاء ما فات من صيام رمضان، ويجوز تأخير القضاء ما لم يتضيق الوقت، بألا يبقى بينه وبين رمضان القادم إلا ما يسع أداء ما عليه، فيتعين ذلك الوقت للقضاء عند الجمهور، فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالت: “كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، الشُّغْلُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ -أَوْ: بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ-” أخرجه مسلم في “صحيحه”.
أما في حال تأخير قضاء صوم الرمضانات السابقة حتى دخل رمضان آخر، فقد ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه إن كان مفرطًا فإن عليه القضاء مع الفدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فِي رَجُلٍ مَرِضَ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ صَحَّ وَلَمْ يَصُمْ حَتَّى أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ آخَرُ؛ قَالَ: «يَصُومُ الَّذِي أَدْرَكَهُ، وَيُطْعِمُ عَنِ الْأَوَّلِ لِكُلِّ يَوْمٍ مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ، فَإِذَا فَرَغَ فِي هَذَا صَامَ الَّذِي فَرَّطَ فِيهِ» أخرجه الدارقطني في “سننه”، وعن ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة رضوان الله عليهم أنهم قالوا: “أطعم عن كل يوم مسكينًا”.
أما مذهب الأحناف وبعض الحنابلة فقالوا أن القضاء على التراخي بلا قيد؛ فلو جاء رمضان آخر ولم يقضِ الفائت قدَّم صوم الأداء على القضاء، حتى لو نوى الصوم عن القضاء لم يقع إلا عن الأداء، ولا فدية عليه بالتأخير إليه؛ لإطلاق النص، ولظاهر قوله تعالى: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر﴾ [البقرة: 184].
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال