جادو كلين وباكيت الكانز !!
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
لكل امرأة في تنظيف بيتها هواية تمارسها باستمتاع دون باقي المسئوليات التي تُلقى فوق عاتقها، كانت هوايتي غسل السجاد ونشره في شرفة منزلنا القديم، صيفًا وشتاءًا وفي عز الزمهرير والعواصف الرعدية كنت استمتع بصوت الفرشاة حين تتخلل خيوط المشايات، وبقطرات المياه حين تنزل قطراتها بين جزئيات السجاجيد لتزيل الأتربة والأوساخ من فوقها.
اقرأ أيضًا
اكسر أصنامك لأن المنطق يشرب ستلا بالليمون !
توارت هوايتي منذ انتقالنا لمسكننا الجديد، انقرض الرقص فوق شلالات المياة المتخللة الأبسطة على أنغام أغاني عمرو دياب ومحمد حماقي وأصالة واندثر كما انقرضت الديناصورات واندثرت، فنحن نسكن بالطابق الأول، لا توجد شرفة لفردها، ولا شمس ولا دفء يتخلل الشبابيك، وكان الحل إرسالها لمغسلة أو دراي كلين كما يطلقون عليها.
استقصيت المنطقة حولي، إلى أن عثرت على مغسلة، وكان عليّ أن أحمل السجاد والمشايات فوق كتفي أو في عربة السوق عدة مرات وأذهب به إليهم ثم أعود إيابًا للمنزل، ولكن الأمر كان مُهلكًا حقًا، فغسيل السجاد وتنظيفه مرة واحدة أهون ألف مرة من النزول والصعود به لعدة مرات، ولا أفضل جعل أحد يحمله لي، فلا أحب استعباد خلق الله، ناهيك عن أنه لا يعجبني غير تنظيفي، إلى أن لعنت السجاد وصانعيه ومن اخترعه وكل من يفرشون سجاجيد في منازلهم وأنا أولهم !!.
ذات مساء شاهدت أمي رحمها الله اعلانًا على الفيس بوك عن مغسلة تُدعى “جادو كلين”، وأخبرتني أن التعليقات على الصفحة مبشرة، وأن جميع من علق على منشوراتها أثنى على نظافة السجاد المبهرة وشَكّر في حسن المعاملة، وكان الأهم التوصيل لأبواب المنازل بعربات مخصصة، فما كان مني إلا أن اخبرتها أن تتواصل معهم، وعلى الفور جاءوا ليحملوا سجاجيدنا إلى مغسلتهم، ثم أعادوها مغلفة في أكياس بلاستيكية، والحق أقول أنني لم أرى السجاجيد بمثل هذه النظافة منذ أن ابتعناها، والحق أقول أيضًا : “أنا كنت بلكلكها”، فالسجاجيد والمشايات بدت كالجديدة وكأنها آتية من محلات بيعها من فورها.
قبل أسبوعين من قراءة فاتحتي هاتفتهم، وكالمعتاد وكما هو متعارف عليه في أي مناسبة ارتباط لابد أن تبدو شقة العروس كالعروس، ولابد أيضًا أن يطلع عين العروس في الترتيب والتنظيف والتلميع، وإن كان الهم الأكبر قد انزاح، فالعزيز العظيم المُنقذ جادو كلين هنا معنا على الكوكب، هاتفتهم فجاءوا ليحملوا السجاجيد والمشايات بعد اتصالي بأسبوع، أخبرتهم أن يعودوا بها قبل قراءة فاتحتي بيومين أو يوم على الأكثر، فكان الرد أن كتبوا في إيصال الإستلام اليوم المحدد، وبابتسامة مبهجة قيل : حاضر، وألف مبروك.
قبل اليوم الموعود هاتفوا شقيقتي وباعتذارات جمة أخبروها أن السجاجيد والمشايات سوف تصل صباح الغد، وبالفعل وصلت في الموعد المحدد، ولكن كانت المفاجأة غير المتوقعة أن اختفت سجادة الصالون وقد تم تبدليها بأخرى، فقل لي بربك ماذا تفعل لو كنت مكاني؟؟!!
ثارت ثائرتي وهاجت هائجتي وطلعت زرابيني وخرجت مصاريني، كنت أصيح في شقيقتي التي لا ذنب لها، أبكي وأثور، أفكر وأهدأ، أغضب وأصرخ، إلى أن فشيت غلي وقمت بكتابة رسالة تهزيئ محترمة وأرسلتها لهم على صفحتهم على الفيس بوك، فكان الرد غاية في الذوق والأخلاق : “حالًا حيطلع مندوب مخصوص بعربية من المغسلة في أبو قير والسجادة حتكون عندك في خلال ساعة”، وهذا بالفعل ما قد حدث.
جاءوا يطرقون الباب، حاملين السجادة، حملوا كذلك باكيت به 24 كانز، وحملوا معهم أيضًا العديد من الإعتذارات والكثير من التهاني ببهجة وود جميل.
رحم الله امرئ سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى.
جزيل الشكر للقائمين على مغسلة جادو كلين، وأؤكد على شعاركم : للنظافة عنوان، وأؤكد إن الذوق والأخلاق عنوانكم أيضًا. <3
هذا المقال غير ممول وغير مدفوع الأجر من قِبل جادو كلين
ولكنه تحية وشعور بالامتنان والتقدير لدعمهم وتعاونهم وأخلاقهم وحسن تعاملهم.
الكاتب
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال