“أصلك بفعلك تواصل فعله ويواصلك” حكاية ترزي صار معيدًا في جامعة الأزهر

بين جامعة الأزهر وخان الخليلي كان يقبع صبي ترزي محمد أحمد صالح في محل الحاج محمد العدوي بأجر 20 مليمًا لكي يصرف على أهله وبالتزامن مع هذا يتركه من أجل أن يدخل المعهد الابتدائي ويعمل لديه بعد انتهاء الدراسة.

الترزي الذي عاش في جلباب أصله رغم التطور

خاض محمد أحمد صالح رحلة الكفاح الخاصة فنال الابتدائية ثم الإعدادية وبعدها الثانوية، وكلما تطور في الدراسة كان يتطور في مهنته فتحول من صبي ترزي إلى أسطى.

اقرأ أيضًا 
تعليم البنات في جامعة الأزهر “فكرة شقيق ممثل وملحن ونفذها عبدالناصر”

التحق محمد أحمد صالح بكلية الشريعة ثم نال شهادة العالمية وبالتزامن مع هذا توسع فصار صاحب محل خياطة لديه زبائنه وافتتح محله في شارع الأزهر، وصار زباءنه من شيوخ الأزهر المشهورين مثل الشيخ عبدالرحمن تاج «شيخ الأزهر في الفترة من 1954 حتى 1958»، والشيخ محمود شلتوت «شيخ الأزهر من سنة 1958 حتى 1963» والشيخ محمد أبو زهرة «مؤسس معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة».

الحلم يتحقق دون التنكر للأصل

كان من ضمن زبائن محمد أحمد صالح الذي يتردد عليه باستمرار هو الشيخ محمد عبداللطيف السبكي “عميد كلية الشريعة” والذي توثقت صلته بمحمد الترزي فدعمه وفتح الطريق أمامه سنة 1964 ليحضر رسالتي الماجستير والدكتوراة في فبراير من العام ذاته.

يحكي كمال الملاخ في صحيفة الأهرام حكاية محمد أحمد صالح باستفاضة قائلاً «أضيف اسم محمد أحمد صالح في قائمة هيئة التدريس بجامعة الأزهر بعد أن حصل على درجة الماجستير على الرغم من عدم تخليه عن مهنته الأصلية وهي مهنة الترزي منذ أن وطئت قدماه الأزهر الشريف، وهو حاليًا يبلغ من العمر 42 عامًا ويعد رسالة في الدكتوراة موضوعها الاجتهاد في الشريعة الإسلامية».

الجندي المجهول لأول مؤتمر في مجمع البحوث الإسلامية

إقرأ أيضا

“بدون شماتة” هكذا تفاعل الفلسطينيون مع وفاة بلفور في صحافتهم

كانت بصمة محمد أحمد صالح واضحة في موضوعات المؤتمر الأول لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر خلال شهر مارس من العام 1964 م.

ساهم محمد أحمد صالح في التحضير لبحث الشيخ محمد نور الحسن خلال المؤتمر الأول لمجمع البحوث الإسلامية والذي حمل عنوان «الاجتهاد ماضيه وحاضره»، ولا زال محفوظًا في أرشيف مكتبة الأزهر الشريف.