“جامع عمرو بن العاص والفاطميين” كيف كان حال مسجد أهل السنة في ظل حكم الشيعة لمصر ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حاولت الدولة الفاطمية تغيير هوية مصر الدينية مذهبيًا لكنها لم تستطع فتشيع جهاز الدولة دون الشعب وبقي جامع عمرو بن العاص والفاطميين في تفاهم وصل لحد الاهتمام به.
جامع عمرو بن العاص والفاطميين .. الاهتمام بالفضة
أعطت الدكتورة سعاد ماهر في موسوعة مساجد مصر اهتمامًا خاصًا بتاريخ مسجد عمرو بن العاص مع الفاطميين لكون تلك المرحلة مظلومة تاريخيًا؛ فبرغم أن الجامع الأزهر هو مسجد الدولة الرسمي في عصر الدولة الفاطمية إلا أن جامع عمرو بن العاص حظي بالكثير من العناية والرعاية من الفاطميين فيذكر المقريزي في كتاب الخطط والآثار، أن العزيز بالله الفاطمي أمر يعقوب بن كلس أن يزيد ميزانية المسجد ويكون به أسقف وذلك عام 387 هجري، كما جدد بياض المسجد وقلع شيء كثير من الفسيفساء الذي كان في كافة أروقة المسجد وبيض مواضعه.
اقرأ أيضًا
الوقف الفاطمي للتعليم والظلم التاريخي له
ذكر المسبحي في تاريخه لوقائع سنة 404 هجري في زمن الحاكم بأمر الله، أنه لما أنزل من القصر إلى الجامع العتيق أعطى للمسجد 1298 مصحف بين ختمات وربعات فيها ما هو مكتوب كله بالذهب ومكن الناس من القراءة فيها، كما أرسل الحاكم بأمر الله إلى جامع عمرو بن العاص تنورًا “نجفة” من الفضة يبلغ قيمتها 100 ألف درهم فاجتمع الناس، كما أمر الحاكم بعمل رواقين في صحن جامع عمرو بن العاص بهما مقصورة خشب ومحراب من خشب الساج الهندي المنقوش به عمودان من خشب الصندل.
أما المقريزي فيقول أن الخليفة المستنصر بالله أمر بعمل منطقة من الفضة في صدر المحراب الكبير أثبت عليها اسم أمير المؤمنين وجعل لعموديه أطواقًا من الفضة كما أمر ببناء مئذنة سنة 445 هجرية.
وخلال العصر الفاطمي كثرت زيارات الرحالة على مسجد عمرو بن العاص ومنها رحلة ناصر خسرو الفارسي لمصر سنة 439 حيث قال “والمسجد العتيق قائم على 400 عمود من الرخام والجدار الذي عليه المحراب مغطى كله بألواح الرخام الأبيض التي كتبت عليها آيات من القرآن بخط جميل وتحيط بالمسجد الأسواق من جهاته الأربع وعليها تفتح أبوابه أما التنور فوزنه كان سبع قناطير من فضة وبه أكثر من 700 قنديل وكان يفرش المسجد بعشر طبقات من الحصير الملون بعضها فوق بعض وفي غير المواسم يضاء المسجد كل ليلة بأكثر من 100 قنديل وهو مكان اجتماع سكان المدينة الكبيرة ولا يقل من فيه في أي وقت عن 5 آلاف من طلاب العلم والغرباء والكتاب الذين يحررون الصكوك والمبايعات.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال