همتك نعدل الكفة
302   مشاهدة  

جثة مفقودة في مطار القاهرة .. تريند مصر في السبعينات

مطار القاهرة
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لم يختلف التريند كثيرًا عن زمان .. كل ما هنالك أن الجريدة تحولت إلى موقع إلكتروني، والتليفزيون تحوَّل إلى قناة على يوتيوب، وكان التفاعل عبر بريد القارئ في بوابات الصحف بدلًا من “بوستات” الفيس بوك، وريلز “الانستجرام” ..  وحتى موضوعات التريندات التي تجذب القارئ المصري دائمًا لم تختلف كثيرًا عن نصف قرن فات وأكثر، “فهذا حاك مؤامرة لقتل والديه، وتلك خانت زوجها مع عامل الأنابيب”.. تلك الموضوعات التي تعتبرها الصحف الكارت الأخضر والسهم الذي تطلقه فيجلب نسبة مشاهدات عالية سواء أكان الموضوع مكتوبًا بصياغة محترفة أم لا .. يكفي فقط أن يحمل العنوان كلمات “قتل .. خيانة .. اعتداء” .. وفيما انتشر بجريدة الأهرام بعدد 19-9-1978 أن جثة اختفت داخل مطار القاهرة فكانت حديث الشارع والناس !

 

أثارت أخبار غير معروف مدى صحتها عن ضياع جثة في مطار القاهرة الدولي اهتمام أكثر من جهاز يعمل في المطار حيث بدأت عملية بحث واسعة النطاق عن الجثة المزعومة .. كان اللواء يونس الأنصاري المشرف على مطار القاهرة قد تلقَّى تقريرًا يقول أن هناك إشاعة عن فقدان جثة مواطن مصري بعد وصولها إلى المطار من الدولة العربية التي توفى فيها !

طلب الأنصاري من العميد حسني فراج مدير شرطة البحث عن حقيقة الجثة التي اختفت ولماذا اختفت ثم بدأ من المقدم عطية سعفان في البحث عن حقيقة هذه الجثة خاصة أن حكايات عديدة أثيرت حولها !

وانتهى البحث إلى أن الجثة وصلت يوم 10 سبتمبر الحالي يرافقها أحد أقرباء المتوفى الذي كان يحمل معه صورة من بوليصة الشحن ثم في بساطة شديدة عاد في اليوم التالي حيث أنهى الإجراءات الجمركية على الجثة بعد أن حصل على تصريح دفن من طبيب الحجر الصحى في المطار كما أنه دفن الجثة في نفس اليوم .

 

إلا أن موظف شركة مصر الذي أخرج الجثة من مخزن الشركة اكتشف أنه وقع في مصيبة لقد أفرج عن الجثة قبل أن يدفع المرافق الذي جاء معها قيمة شحنها من الدولة العربية إلى القاهرة ! .. ولقد قدم إليه المرافق بكل براءة صورة البوليصة التي شحن بها الجثة كما قدم إليه تصريحًا من ط

مطار القاهرة في السبعينات
مطار القاهرة في السبعينات

بيب الحجر الصحي ثم على الفور أفرج الموظف عن الجثة دون أن ينتبه إلى عدم تحصيل بناء على النسخة الأصلية من البوليصة الموجودة في عهدته !

من هنا أخذ الموظف يفكر في طريقه يتخلص بها من هذه المصيبة التي أوقعته في الجثة ! .. لقد هداه تفكيره إلى اعتبار أن الجثة لم تخرج من عنده ! .. وكتب إلى طبيب الحجر الصحي يبلغه أن الجثة الموجودة عنده أصبحت في حالة سيئة تستوجب نقلها فورًا إلى مشرحة زينهم .

ولقد  كتب الطبيب تقريرًا يقول فيه أنه شاهد الجثة وأنها في حالة سيئة تستوجب النقل إلى المشرحة .. وجرى اتصالًا فعليًا مع المشرحة حتى ترسل إحدى سياراتها لكن المشرحة ردت قائلة أنها لا تملك سيارات صالحة .. ثم جرى الاتصال مع الإسعاف لكي ينقل الجثة مقابل أجر ولقد حضرت سيارة الإسعاف فعلًا لكي تتسلم الجثة من الموظف لكن الموظف صرخ معلنًا أن الجثة اختفت !!

إقرأ أيضا
حرب البوظة

 

ثم انتشرت في المطار حكاية الجثة التي اختفت كما بدأت البلاغات داخل المطار عن وجود رائحة تشير إلى وجود الجثة في أكثر من مكان .. حتى بدأ مدير شرطة المطار البحث عن الحقيقة حيث اكتشف أن موظف شركة مصر هو الذي أطلق هذه الإشاعة حتى يخفي مسئوليته عن تحصيل قيمة الشحن بعد أن أخفى كل ما يشير إلى أنه أفرج عن الجثة! ، كما اتضح أن الطبيب الذي قال أنه شاهد الجثة في حالة سيئة لم يشاهد الجثة على وجه الإطلاق !!

 

الكاتب

  • مطار القاهرة محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان