جديد إيهاب توفيق أغنية «الأستاذ» الغناء في الوقت الضائع
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
في أحد مشاهد الفيلم الكوميدي”سمير وشهير وبهير” الذي عرض عام 2010؛ أدى شهير “هشام شيكو” مقطعًا من أغنية “ياسلام ياسلام” للمطرب إيهاب توفيق على سبيل الدعابة والسخرية من تكرار كلمة “يا سلام”، في تلك الفترة كانت الأغنية تمتلك شعبية كبيرة بين صفوف المستمعين، مرت سنوات وتنتشر أغنية أخرى لنفس المطرب هي “لا داعي” لكن هذه المرة عن طريق المطرب الشعبي “أحمد عامر” الذي قدمها إلى جمهور المهرجانات والافراح على طريقتهم الشعبية، نالت أغنية “لا داعي” نسخة “أحمد عامر” شعبية كاسحة لم تنالها بصوت مطربها الأصلي للدرجة التي اعتقد فيها البعض أنها تخصه وليس إعادة لأغنية سبق وأن قدمها إيهاب توفيق في ألبوم “إسمك إيه” الصادر عام 2004.
فرصتين على طبق من ذهب عاد فيها اسم “إيهاب توفيق” للتردد من جديد بعد صعود أسهم الأغنيتين كتريندات على مواقع التواصل الإجتماعي، لكن ماذا فعل حيال ذلك، كعادته أهدرها بغرابة شديدة ولم يستغل الفرصة حتى بإعادة توزيعها من جديد أو على الأقل استغلال شعبية “احمد عامر” التي تفوق شعبيته حاليًا بأن يغني معه أغنية “لا داعي” وبالمرة يذكر جمهور عامر أنها أغنيته هو وليس كما يعتقد أنها تخص عامر.
يقع إيهاب توفيق في شرك المحيطين به والمنتفعين منه حيث يتم التعامل معه على أنه البوب “كما يحب ان يلقب” يفعل ما يحلو له، لأنه صاحب أشهر أغنية في الألفية الجديدة “تترجى فيا” ويتم تحميل تجربته أكثر مما تحتمل، لكن يبدو أن البوب يعيش في عزلة شديدة ولا يدري ماذا يحدث في مشهد الغناء المصري الحالي.
من حين لاّخر يخرج البوب “إيهاب توفيق” من عزلته واعماله الخاصة كي يصدر أغنية جديدة، أصدر العديد من الأغنيات جرب فيها التعاون مع أسماء مغمورة ليس لها رصيد نجاحات ضخم او تعاون مع أسماء ناجحة مثل”عزيز الشافعي” أنشط ملحن على الساحة حاليًا، مرت تلك الأغنيات مرور الكرام مثل “ليكي عندي، انتي اختياري، غلطان، أبوس قلبك، باشا، أيوه يا غشاش” وكانت المحصلة في النهاية لا شئ نجح ولم تتحرك شعبيته خطوة واحدة إلى الأمام بل خسر كثيرًا من عشاقة حيث أصبح التعامل معه على انه ذكرى من الماضي التسعيني الجميل نستدعيه عندما تهب علينا رياح النوستالجيا.
جديد مدحت صالح ألبوم بالمختصر المفيد أفكار تجاوزها الزمن
أدمن إيهاب توفيق الرقص على السلالم الموسيقية، لا اجتهد وحاول تقديم أغنية جيدة المستوى ولا استطاع مواكبة التغييرات التي تحدث في سوق الغناء، ثم قرر في الوقت الضائع وفي وقت تعيش فيه أغاني المهرجانات أيامها الأخيرة أن يتحفنا بأغنية جديدة على نفس النمط بعنوان “الأستاذ” مع “اسلام شيندي” أحد أقطاب موسيقى المهرجانات الذي كتب ولحن ووزع الأغنية بالاشتراك مع خليل.
لم يتعب اسلام شيندي في إيجاب فكرة للأغنية، حيث أعاد بشكل قمئ تدوير نفس الفكرة المسيطرة في معظم أغاني المهرجانات عن تضخيم الذات واستعراض القوة والتحقير من عدو مجهول وأنه الأستاذ ذو القدرات الخارقة التي يعجز أمامها الباقي الذي يعتبرهم تلاميذ بالنسبة له.
“اسألوا عني، هيقولوا أني ،ملك السيطرة هنا أنا معلم، أنا سابق الكل، وسرعتي عالية، لما أحضر كله يبلم،استاذ قناص، محبوب من الناس، وكاريزمتي طاغية ومتأني”
وزع شيندي الكلمات بينه وبين إيهاب توفيق حيث منحه المقاطع التي يتباهي ويستعرض قوته وأخذ لنفسه المقاطع الذي قام فيها بدور “نبطشي الأفراح” حيث الصبي أو التابع الذي يؤكد على كلام الاستاذ.
على مقام الكرد جاء لحن الأغنية من فكرتين الأولى تخص الأستاذ “إيهاب توفيق” والثانية تخص التابع “إسلام شيندي” أما التوزيع فاختار أن يبدأ بمقدمة غربية سواء من الإيقاع أو أصوات الكيبورد الهادئة حتى تسليم الغناء لإيهاب توفيق حيث بدأ الاستنفار الموسيقي بحشر أكبر قدر من الإيقاعات والمؤثرات الصوتية المزعجة التي أكدت الأجواء العبثية للأغنية.
في أغنية “الاستاذ” وصل إيهاب توفيق إلى تيار موسيقي المهرجانات وأعاد إنتاج نفس المحتوى الرديء أصلًا “المهرجانات” ولكن بصورة أكثر رداءة لا تتناسب معه ولكن تلك هي أفكاره و اختياراته وقناعاته التي كونها عن المشهد الموسيقي الحالي ولا يدرك أنه وصل متأخرًا ويغني في الوقت الضائع من مسيرته الفنية.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال