جريمة قتل لاسي بيتيرسون التي ألهمت كاتبة “Gone Girl”
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حقق كلًا من رواية وفيلم “Gone Girl” حيث كانت الرواية من أكثر الروايات مبيعًا عندما صدرت في 2012 كما مدحها الكثير من النقاد وقالوا أنها كانت الأحق بالفوز بجائزة بوليتزر لذلك العام بينما الفيلم حقق أضعاف ميزانيته وكان من أنجح أفلام 2014 وأحسنها نسبة لكثير من النقاد وتم ترشيحه للكثير من الجوائز في ذلك العام.
هناك فرصة كبيرة أن تكون قرأت الرواية وفرصة أكبر أن تكون شاهدت الفيلم لكن هل جاء في بالك يومًا أن الكاتبة جيليان فلين ألهمت بحدث حقيقي لتكتب الرواية ومن بعدها الفيلم؟ وأن ممكن أن يكون ذلك الحدث هو جريمة قتل لسيدة حامل؟
لاحظ الكثير من الأمريكيين أن الرواية والفيلم كانوا مشابهين للغاية لجريمة قتل حدثت في كاليفورنيا في 2002 وهي جريمة قتل لاسي بيتيرسون وجنينها كونور بيتيرسون التي كان الجاني فيها زوج لاسي سكوت بيترسون وعندما سُألت جيليان فلين قالت أن جريمة القتل تلك لم تكن الإلهام الوحيد وراء الرواية لكنها لعبت دور مهم للغاية.
كما قال ديفيد فينشر مخرج الفيلم أن بن أفليك الذي لعب دور نيك دان، يشبه سكوت بيتيرسون لحد مخيف، لكن ماذا حدث للاسي بيتيرسون؟ ولأي حد تتشابه قصتها مع قصة إيمي؟
في ليلة عيد الميلاد من عام 2002، اختفت لاسي بيترسون البالغة من العمر 27 سنة من المنزل الذي تشاركه مع زوجها، سكوت، في كاليفورنيا وكانت لاسي التي كانت تعمل كمدرسة بديلة، حاملاً في الشهر الثامن في أول طفل للزوجين، وقبل أن تختفي كانت لاسي اختارت اسم ابنها والاسم الذي اختارته هو كونور وطلت غرفته باللون الأزرق.
وقال سكوت أن أخر مرة رأى لاسي فيها كانت تغادر المنزل لتمشية كلبته التي تدعى ماكينزي. قبل أن يغادر هو إلى ميناء بيركلي في رحلة صيد. بعد ساعات قليلة كانت الكلبة تتجول في الحي الذي عاش فيه لاسي وسكوت عندما وجدتها إحدى الجارات وأعادتها إلى المنزل وتقول تلك الجارة إنها عندما وصلت للبيت كان يبدو فارغا بينما سيارة لاسي كانت مركونة هناك. عندما رجع سكوت إلى المنزل ذلك المساء ولم يجد زوجته قرر أن يتصل بالشرطة للإبلاغ عن اختفائها.
نظمت عائلة لاسي صلاة ليصلي الناس أن ترجع لاسي سالمة لبيتها وكذلك نظموا بحثا عنها، وفي الأيام الأولى أنضم مئات الأشخاص لذلك البحث أملين أن يجدوا لاسي حية في مكانًا ما. منذ اليوم الأول اهتم الاعلام بهذه القضية بشكل كبير ويرجع هذا بشكل أساسي لحمل لاسي تمامًا كما حدث مع إيمي في الرواية والفيلم.
في المراحل المبكرة من البحث، قالت أسرة لاسي لوسائل الإعلام إن سكوت كان زوجاً مخلصاً ومحباً، بل أيضًا دعموه تمامًا بعد أن خرج من مؤتمر صحفي رداً على سؤال أحد المراسلين بشأن ما إذا كان أحد المشتبه فيهم، ووقفوا معه عندما بدأت الشّرطة في تفتيش منزله وقاربه وسيارته وكذلك عندما أخبرت الشرطة الصحافة أن سكوت لم يكن متعاوناً بشكل كامل في أثناء التحقيق.
تغير كل ذلك عندما أخبرت امرأة تدعى أمبر فري الشرطة بأنها على علاقة بسكوت بدأت قبل شهر تقريبًا من اختفاء لاسي وأنه لم يخبرها أنه متزوج غير يوم 9 ديسمبر عندما أخبرها أنه كان متزوج وخسر زوجته، كان هذا قبل اختفاء لاسي بأكثر من أسبوعين. لم تتابع أمبر أي وسائل اعلام مما جعلها لا تعرف أي شيء عن القضية حتى طلبت من أحد أصدقائها الذي كان يعمل في الشرطة .
لم تكن علاقة أمبر الأولى التي كان سكوت يدخل فيها أثناء زواجه من لاسي بل أكتشفت الشرطة علاقتين أخرتين.
بعد فترة قصيرة اكتشفت الشرطة أن سكوت أخرج وثيقة تأمين بقيمة 250 ألف دولار أميركي على زوجته بعد أن أصبحت حاملاً. كذلك باع سكوت سيارة لاسي وكان يفكر في بيع منزلهم أيضًا. في هذا الوقت أصبحت كل الشكوك تدور حول سكوت مما دفعه أن يظهر في مقابلة تلفزيونية ليبرأ اسمه تمامًا كما فعل نك لكن على عكس إيمي لم تكن لاسي حية كي تشاهد تلك المقابلة التلفزيونية وبدايةً من هنا تختلف قصة لاسي عن قصة إيمي.
في شهر ابريل من عام 2003، عثرت الشرطة على جثة لاسي، التي كانت حامل في الشهر الثامن حيث ظهرت الجثة شاطيء يبعد 145 كيلو من المكان الذي كان يعيش فيه الزوجان. لم تدفن جثة لاسي في هذا الشاطيء بل تم وضع جسدها في الماء ودفعته الأمواج إلى الشاطيء.
وقد تعقبت الشّرطة سكوت، الذي كان غير لون شعره، وربى “سكسوكة ” وانتقل إلى العيش في سان دييجو، حيث عاش والديه. وخوفاً من فراره إلى الحدود المكسيكية، اعتقلت السلطات سكوت قبل أن تكتمل اختبارات الحمض النووي على جثة لاسي.
تم إدانة سكوت بيترسون في جريمة قتل لاسي بتهمة القتل من الدرجة الأولى وفي جريمة قتل جنينهم، كونور، بتهمة القتل من الدرجة الثانية في عام 2005. وهو حاليًا في سجن ولاية سان كوينتين ينتظر تنفيذ حكم إعدامه.
حتى يومنا هذا يدعي سكوت بيتيرسون براءته مما يعني أننا لا نعرف لماذا قتل كلًا من زوجته وابنه وفي الأغلب لن نعرف أبدًا إلا لو قرر الاعتراف مباشرةً قبل اعدامه كما فعل تيد بندي.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال