همتك نعدل الكفة
335   مشاهدة  

جماجم مثقوبة وعمليات لقطع مناطق حيوية دماغية.. أغرب جراحات المخ

فينياس جيدج


جراحات المخ وفصوص المخ، من اصعب العمليات التي يتم إجرائها حول العالم، وعلى الرغم من أنها حرفيًا تنقذ حياة الآلاف، إلا أنها خطيرة لدرجة أنها تسببت في وفاة الكثير أيضًا، وهناك الكثير من الأشياء الغامضة حول تلك العمليات، فقد يدهشك مثلًا أن تعلم أنه تم إجراء جراحات في الدماغ في العصر الحجري القديم!

جماجم مثقوبة من العصر الحجري

جمجمة مثقوبة من العصر الحجري
جمجمة مثقوبة من العصر الحجري

وفقًا لتشارلز جروس، مؤلف كتاب “A Hole in the Head”، أنه تم اكتشاف آلاف الجماجم المثقوبة في جميع أنحاء العالم، وكانت العينات من كلا الجنسين وجميع الأعمار، وتعود إلى أواخر العصر الحجري القديم إلى هذا القرن، ليس من الواضح سبب إجراء عمليات حفر الدماغ في ذلك الوقت، لكن العلماء أوضحوا أن تلك العمليات تمت باستخدام آلات حادة، مثل الأحجار الصلبة المصنوعة من حجر السج أو الصوان، والسكاكين المعدني، والمثاقب، ولم تتسبب تلك الثقوب في قتل المرضى، لأن الندبات التي قد تستغرق سنوات حتى تتشكل، غالبًا ما تُلاحظ على طول حواف الفتحات، ويشير أحد النصوص الأولى من كتاب لـ أبقراط، والذي تم فيه وصف عدة أنواع من جروح الرأس، إلى أن العلاج بالحفر كان علاجًا موصى به حتى في حالات الكدمات الطفيفة، وكتب جروس أن السبب المنطقي المحتمل هو أن أطباء أبقراط اعتبروا الدم الراكد مثل المياه الراكدة، أمرًا سيئًا، لذلك فإن ترك الدم يتدفق من شأنه أن يمنعه من الفساد، كما تم استخدام عمليات الحفر في علاج حالات الصرع والأمراض العقلية.

عمليات دقيقة لفحص وفهم الدماغ

جماجم مثقوبة من العصر الحجري
جماجم مثقوبة من العصر الحجري

في عصر اليوم الثالث عشر من سبتمبر عام 1848م، كان الأمريكي فينياس جيدج يقوم بعمله الشاق كالعادة، كرئيس عمال في إحدى شركات الحفر لمد السكك الحديدية في برلينغتون مدينة كانفيش ولاية فيرمونت، ويقوم جيدج بحفر حفرة صغيرة بجانب إحدى الصخور، ثم يملأها بالبارود والمفرقعات ويغطيها بالرمال لتحجيم الانفجار، ثم يدكها بقضيب حديدي له نهاية مدببة كالرمح، ولكن المساعد الخاص به لم يبطن أحد المواقع جيدًا بالرمل، وبينما كان جيدج يدك البارود بالقضيب الحديدي، وهو يحادث أحد رجاله، حدث انفجار عنيف أدى إلى اندفاع القضيب ذي قطر 3 سم وطول يفوق المتر بنهايته المدببة ليمر خلال فم جيدج المفتوح، ومن ثم خلال فكه العلوي، وعظام الخد الأيسر، وخلف العين، قبل أن يمزق الفص الجبهي الأيسر، وعظام الجمجمة خارجًا، ليجدوه على بعد أكثر من 25 مترًا من مكان الحادث، حيث وجد ملطخًا بالدماء، ورغم ذلك نجى جيدج من ذلك الحادث، وعاش لمدة أكثر من اثنى عشر عامًا بعده.

ومن هنا انقلبت كل المسلمات الطبية المعروفة حول الدماغ، وقرر العلماء في كل مكان بالعالم أن يكثفوا أبحاثهم لكشف المزيد من الأسرار، فقاموا بقطع مناطق دماغية في الكلاب والقردة العليا، أو إتلافها عن عمد لمعرفة كيف أثرت الإصابات عليهم، وقاموا بعمل دراسات قاسية للغاية على تلك الحيوانات، لمعرفة آثار الأمراض الدماغية، مثل الأكياس أو الأورام، كما أنهم قاموا بشق جماجم المتوفيين لفحص أدمغتهم، وشهدت العقود التي تلت حادثة جيدج، عمليات جراحية جائرة وظالمة، لفحص الدماغ وكشف أسراره، ورغم أن الثمن كان غاليًا للغاية، إلا أنه بالفعل كشف العلماء عن أسرار كثيرة.

المصدر

(1)

إقرأ أيضا
نعمة الأفوكاتو

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان