جماعة الإخوان والجهل بالواقع “حسن البنا وراء عدم فهمهم”

تتلازم ثنائية جماعة الإخوان والجهل بالواقع تلازمًا كبيرًا، فجماعة الإخوان تتصف بجهل الواقع المعيش إذ تتشابك أموره في أذهانهم فتوقعهم في الحيرة والعنت عندما يُقدمون على تصرف في أمر معين فيغدو الفشل سبيلهم.

جماعة الإخوان والجهل بالواقع .. موقف يؤكد تنمية حسن البنا لعدم فهمهم

تلك الصفات ورثتها الجماعة من مؤسسها حسن البنا وليس دليل على ذلك أكثر من هذا الحوار الذي دار بين البنا وصديقه محب الدين الخطيب إذ يقول محب الدين الخطيب “قبل نحو ست سنوات انتشرت دعوة الإخوان المسلمين في ديار الشام ، وقويت بالشام والنواب ، وحملة الأقلام وتجاوبت العواطف بين الإخوان المسلمين هناك والإخوان المسلمين هنا ، وحل موسم الإنتخابات لمجلس النواب السوري فتقدم إليها الإخوان المسلمين هناك لخوض المعركة الإنتخابية وكانت مصر تتلقى أخبار تلك المعركة من الشام في الصباح المبكر وفي الضحى وفي المساء وقبل النوم من أسلاك البرق وعبر البريد والهاتف”.

يكمل محب الدين الخطيب حديثه فيقول “لاحظ أخي حسن البنا أن كاتب هذه السطور أقل حماسة لهذا الأمر مما كان يتوقع ، فجائني ذات مساء في قلم تحرير صحيفة الأخوان اليومية في القاهرة وقال لي إني لاحظت أمر عجبا أنك غير مهتم بهذه الإنتخابات كما عاهدتك منذ عشرون عاما كنت أكثر حماسة منا  وأراك واقفا تتفرج بدم الشيوخ .

اقرأ أيضًا 
تركوا الأموال وسرقوا مذكراته التي تفضح حسن البنا.. اخوان الشيطان يعتدون على وديع فلسطين

فأجبته : إني خائف أن ينجحوا وأن تكون أكثرية النواب منهم ، فتكون النتيجة تأليف الوزارة منهم واضطلاعهم بمسؤلية الحكم !؛ فبدت على وجهه أمارات الدهشة وسألني : وهل هذا مما تخافه ؟! قلت أجل ، قال إذن فإني كنت مصيباً بالمجيء إليك الآن ، فإن إختلافنا إلى هذا الحد يحتم علينا أن نتفاهم .

فسألته : هل لو شكل الإخوان حكومة في الشام هل سيعزلون الموظفين أم سيبقونهم ؟  قال طبعا : سيبقى الموظفون، ثم سألته : هل وزارة الإخوان ستتولى الحكم بهذه الإنظمة أم أعددتم أنظمة إسلامية تحل محلها ؟ قال : لم تتح لنا الفرصة بعد لإعداد أنظمة إسلامية ، ولم يتخصص أحد منا حتى الآن لهذه الدراسة .

فقلت : إذا كان الإخوان في الشام ستتولى وزاراتهم في الحكم بالأنظمة الموجودة حاليا فما فائدة الإسلام في هذا ! أنا أرى أن تحمُل غير الإخوان مسؤولية هذا العبء أكثر فائدة للإسلام من تحمل الإخوان هذه المسؤولية”.

فمن هذا الحوار السابق يتضح لنا العقلية التي أنشأت جماعة الإخوان والتي حاربت من أجل الحكم كيف كان محي الدين الخطيب مندهشاً وحائراً ومضطرباً فاقداً للرؤية إلتبست الأمور في ذهنه والذي هو مفترض أن يكون قائداً صاحب منهج ونظرة للمستقبل دارساً للأمور عليماً بواقعه من أجل تحقيق غرضه والذي من أجله أنشأ الجماعة.

إقرأ أيضا

جريدة “اليومية” .. محاولة قبطية لاستقلال مصر في الخمسينات

ففي الحوار السابق مع محب الدين الخطيب يعترف البنا اعتراف صريح بعدم وجود رؤية مسبقه ولا دراسة محكمة لما أقدم عليه وأنه قد مشى في الطريق الذي إختاره من غير معرفة متقنة بالأمور فقط اعتمد على الحماس الأهوج وذلك يظهر في كلام البنا لمحب الدين عندما قال له (عاهدتك أكثر حماسة منا).

الخلاصة أن البنا أنشأ الجماعة ولم يكن عنده منهج مدروس فكلما لمت به نازلة أو تغيرت الأحداث تحير من أمره وأصابته الدهشه والصدمة من الواقع فالبنا لم يحكم النظر في جوانب منهجه بحيث يُعد لكل حادث طاريء جوابا لكن الحماس هو الذي كان يسوق حسن البنا ومعلوم أن النشاط إذا سبق الفكر يُهلك صاحبه فلابد أن يسبق النشاط الفكر أي عندما يُقدم الإنسان على أمر معين لابد من الدراسة والتخطيط وتنظيم وترتيب الفكرة في الذهن ثم يسعى في تطبيقها.