“جمعة الرصاص” .. كيف عاش جنوب غزة ليلة أمس؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت ليلة أمس، ليلة حامية الوطيس في جنوب قطاع غزة، حيث يتكدّس النازحون من الحرب في الشمال، وكانت جريدة “ذا جارديان” قد نشرت تقريرًا تفصيليًا بالإنجليزية عما حدث في تلك الجمعة، تقول فيه : مع توغل القوات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، تقترب الغارات الجوية والقتال المتلاحم من المناطق المزدحمة بأكثر من مليون شخص يبحثون عن ملجأ هربًا من الدمار في بقية أنحاء القطاع، ويقول مسؤولو الإغاثة، الذين يخشون أن يتم إغلاق أو إخلاء أكبر مستشفى متبقي في غزة، إن احتمال حدوث عمليات كبيرة في الأراضي التي بها مثل هذه الكثافة السكانية والضعيفة هو “مثير للقلق العميق”، وأفاد شهود عيان بسماع أصوات قتال بري وانفجارات طوال يوم الجمعة في غرب مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، حيث تقول إسرائيل إن العديد من أعضاء وزعماء حركة المقاومة الفلسطينية الفلسطينية (حماس) يختبئون هناك.
وقال الطاقم الطبي إن القتال أصبح على بعد أمتار من مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى لا يزال يعمل جزئياً في غزة، خلال الأسبوع الماضي. ويستقبل المرفق مئات الجرحى يومياً منذ تحول القتال إلى الجنوب الشهر الماضي. وهناك مخاوف من احتمال إغلاقه بسبب القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء، وأفاد شهود عيان بإطلاق نار من أسلحة آلية، وتشكل كرة نارية برتقالية فوق أسطح المنازل بعد الظهر، وتصاعد الدخان فوق معظم أنحاء المدينة.وتوجهت قوات الاحتلال الإسرائيلية الآن في أقصى نقطة جنوبية منذ يوم السابع من أكتوبر 2023، وقتل في غزة منذ ذلك الحين 24768 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. ويُعتقد أن آلافاً آخرين قد دُفنوا تحت أنقاض المباني المدمرة، كما أصيب عشرات الآلاف غيرهم.
وقد أدى الصراع حتى الآن إلى نزوح ما يقرب من 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة. وفر الكثيرون إلى خان يونس ورفح بعد أن أمرت إسرائيل المدنيين في الشمال بالإخلاء في بداية الحرب. ويكتظ معظمهم في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة، حيث يكون الغذاء والماء والوقود والرعاية الطبية محدودا. ويعيش آخرون في شقق خاصة مزدحمة، أو في مخيمات مؤقتة، تحت أغطية بلاستيكية مثبتة على أعمدة على الأراضي القاحلة، أو حتى على الطرق، ويقول مسؤولو الإغاثة الذين زاروا غزة إن الازدحام في الجنوب يكاد يكون غير مسبوق. وتواجه القوافل الإنسانية صعوبة في السفر على طول الطرق التي أغلقتها الأسر النازحة بشكل جزئي، وأصبحت الرحلة التي كانت تستغرق في السابق 10 دقائق تستغرق الآن ساعة على الأقل.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم يحاولون تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين ويصدرون أوامر إخلاء تهدف إلى إخلاء المناطق من السكان قبل مهاجمتهم. ويتهمون المقاومة الفلسطينية باستخدام السكان كدروع بشرية. وتنفي المقاومة هذه التهمة، ويقول محللون في إسرائيل إن تأمين السيطرة على خان يونس ورفح ضروري لتحقيق أهدافها الحربية المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية للمقاومة وتحرير أكثر من 132 رهينة اختطفتها الحركة في هجمات 7 أكتوبر. وتم إطلاق سراح نحو نصف الرهائن الـ 240 الذين احتجزتهم المقاومة الفلسطينية، خلال وقف إطلاق نار قصير الأمد مقابل إطلاق سراح 240 أسيراً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية. ويعتقد أن بعض الرهائن المتبقين قد قتلوا.
“الجميع يشعرون بالقلق العميق. وقد نزح العديد منهم عدة مرات. لا يرى الناس أي مكان آخر يذهبون إليه. هكذا قال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بعد وقت قصير من عودته من زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وأضاف: “لا يوجد مأوى حقيقي في أي مكان آخر”.. وقال مسعفون إن غارة جوية على البلدة يوم الخميس أسفرت عن مقتل 16 شخصا نصفهم من الأطفال.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال