جوستاف لوبون.. مؤرخ فرنسي أنصف العرب والمسلمين وهاجم اليهود
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اشتهر ” جوستاف لوبون ” المؤرخ والطبيب الفرنسي بالدفاع عن الحضارة العربية من خلال تصريحاته ومؤلفاته المشهورة وصالونه الثقافي الذي كان يُقام أسبوعيًا، ووصف العرب بُدعاة المدنية عند الأوروبيين.
نشأته وحياته
وُلد جوستاف في عام 1841م، في مقاطعة نوجيه لوروترو بفرنسا، تخرج من الثانوية بتفوق واستطاع الالتحاق بكلية الطب، وكان الطب النفسي يستهويه أكثر من الطب البشري مما جعله يتخصص فيه، وتُعد أبحاث لوبون مرجع أساسي في علم النفس، نظرًا لأهميتها البالغة، حيث أنه كتب الكثير من المؤلفات التي حظيت بترحيب وتشجيع عالي، مُحققة نسبة مبيعات عالية.
صالون جوستاف لوبون
اشتهر صالون جوستاف لوبون الثقافي، الذي كان يقام مرة أسبوعيًا ويحضره دائمًا شخصيات مرموقة ومُثقفين، واستطاع لوبون من خلاله الترويج لأفكاره الفلسفية الجريئة من خلال عرضها ومناقشتها، مع الفئة المثقفة من المفكرين والأدباء الذين كانوا يداومون على حضور صالونه الثقافي مثل هنري برجسون و هنري بوانكاريه.
إقرأ أيضًا…سياحة أضرحة (2) سيدي محمد الأنور .. عم نفيسة العلم الذي لم يتركها حيةً وميتة
تصريحاته عن العرب والمسلمين
عُرف جوستاف لوبون بإنصافه للعرب والمسلمين وتوضيح الفكرة الغربية الخاطئة عنهم واصفًا إياهم بأساتذة الغرب، وأن العرب هم أصحاب الفضل في نشر المدنية من خلال رحلاتهم التجارية في أوروبا، حيث قام لوبون بزيارة العديد من الدول العربية والإسلامية واستطاع أن يُخِرج للنور في عام 1884م أعظم مؤلفاته عن العرب وهو كتاب ” حضارة العرب ” والذي دعى فيه لإظهار الحضارة العربية أمام العالم في صورتها الحقيقية، وليس كما يدعيها بعض الأوروبيين الذين ينكرون فضل العرب، كما استطاع لوبون الوقوف على أهم أسباب انحدار الحضارة العربية وتخلف المسلمين عن السباق العلمي والحضاري بعد أن كانوا دُعاة المدنية لفترات طويلة.
تصريحاته الجريئة عن اليهود
أصدر جوستاف لوبون كتاب تحدث فيه عن اليهود أسماه ” اليهود في تاريخ الحضارات الأولى ” حيث قال فيه : ” ظل اليهود حتى في عهد ملوكهم بدويين أفاكين، مُغيرين سفاكين، مُندفعين في الخصام الوحشي، فإذا ما بلغ الجُهد منهم ركنوا إلى خيار رخيص، تائهة أبصارهم في الفضاء، كُسالى خالين من الفكر كأنعامهم التي يحرسونها “.
جوستاف لوبون وتواجد اليهود في فلسطين
رأى جوستاف لوبون أن اليهود عندما قدموا إلى فلسطين كانوا مجموعة من البدويين الوحشيين، وعندما استقروا بفلسطين لم يستفيدوا من ثقافات العرب وتمدنهم بل إنهم أخذوا أشد وأحمق الصفات عنهم وهو اتباع الخرافات والعادات الغير مفسرة، واصفًا العرب بالأمم العليا حيث قال : ” لم يجاوز قدماء اليهود أطوار الحضارة السفلى التي لا تكاد تُميز من طور الوحشية، وعندما خرج هؤلاء البدويون الذين لا أثر للثقافة فيهم من باديتهم ليستقروا بفلسطين، وجدوا أنفسهم أمام أمم قوية مُتمدنة منذ زمن طويل، فكان أمرهم كأمر جميع العروق الدنيا التي تكون في أحوال مماثلة، فلم يقتبسوا من تلك الأمم العُليا غير عيوبها وعادتها الضارية وخرافاتها “.
رأي جوستاف لوبون في حرية المرأة
رأى لوبون أن العرب والإسلام كرموا المرأة وحفظوا لها هيبتها حينما ركزوا اهتماماتها على تربية الأولاد وتكوين الأسرة، بينما استهلكها الأوروبيون وأنزلوها إلى سوق العمل حيث قال في كتابه : ” أشاطرهم رأيهم مُشاطرة تامة، فالإسلام لا النصرانية هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه، خلافًا للاعتقاد الشائع ” .
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال