جولة في ميادين وشوارع لندن ..( ميدان بيكاديللي الجزء الأول)

بعد أن قرأت كتاب الموكوس في بلاد الفلوس للجميل العظيم الساخر عمي وعم الساخرين الكاتب والرحالة الراحل محمود السعدني، وبعد أن كادت ضحكاتي تصل للجيران وأنا أكتمها وأضع بوز اللحاف في فمي وأكاد أن آكل المشابك كالمصابين بداء الإستبحس، وبعد أن رأيت مدى عشقه للندن وكيف أنه متيم بها، أردت أن آخذك في جولة عبر شوارعها وميادينها، فهلا رافقتني؟!

ذكر السعدني بالكتاب في لمحات بعض من شوارع لندن وميادينها، وقد آثرت أن ابحث عن كل شارع وميدان تم ذكرهم بين مواقع البحث حتى أقدم لك شرحًا موجزًا عنهم على حلقتين، وآمل أن أتمكن يوما ما من زيارة لندن ومعالمها التي سوف أكتب عنها…

ميدان بيكاديللي

“صرة المدينة” كما أطلق عليه السعدني، وكما ذكر في الكتاب أيضًا : “إذا أردت أن تلتقي بأحد أو أن تقابل أحد فاجلس في بيكاديللي وأنت حتمًا ستراه”،

من بيكاديللي تتفرع كل الشوارع الهامة وكل الطرق الرئيسية، يحتضن هو والمنطقة المحيطة به العديد من المحلات التجارية ودور السينما وأماكن الترفيه والتماثيل إضافة إلى المطاعم والمقاهي، كما يتميز الميدان بوجود لوحات إعلانية مضيئة ضخمة، وشاشات LED.

وقد بٌني الميدان في عام 1819 بهدف ربط شارع ريجنت مع شارع بيكاديللي، وأصبح اليوم هو أحد الساحات المفضلة للمشاة والسياح للتجمع قبل الانطلاق إلى أماكن التسوق والترفيه المحيطة.

ويرجع أصل اسم بيكاديلي من كلمة بيكاديل، الذي هو عبارة طوق قوي منفصل وعالي ومطوي ومزيّن بالدانتيلا، والذي أصبح في القرن  السابع عشر موضة لشباب الطبقة الراقية في إنجلترا.

في وسط الميدان نافورة آيروس التي بنيت عام 1893، إحياءً لرجل الخير اللورد شافتسبوري ولأعماله الخيرية، يعلو النافورة “الملاك المسيحي الخيري”، الذي أُعيد تسميته على مر السنين ب”آيروس” الإله اليوناني للحب.

كذلك يضم الميدان نافورة ميموريال، والتي يهدف تصميمها إلى التعبير عن حياة الاميرة الجميلة ديانا، حيث تتدفق المياه من أعلى نقطة في اتجاهين كما لو كانت شلالات صغيرة، تصنع دوامات وفقاعات قبل الاجتماع في بركة هادئة في القاع، ويتم تحديث المياه باستمرار وسحبها من منسوب المياه في لندن.

وأيضًا نافورة أحصنة هيليوس، وهي عبارة عن أربعة أحصنة برونزية منحوتة تزن اربعة اطنان وتمثل “أحصنة هيليوس”، هيليوس الإله اليوناني للشمس، وتحت حوافر الأحصنة يوجد حوض مائي يمكنك إلقاء النقود به وتمني أمنية.

هنالك أيضًا مسرح كريتريون criterion theatre، وهو مسرح بسعة 588 مقعد، هندسته المعمارية الداخلية خلابة ورائعة واستثنائية.

 متحف ريبلي صدق أو لا تصدق، Ripley’s Believe It or Not ، يمثل مكان كبير للجذب السياحي في لندن، يقابل نافورة أحصنة هيليوس.

 يحمل المتحف إسم المغامر والمكتشف الأمريكي ريبلي (1890 – 1849) الّذي سافر في عدة مناطق من العالم بحثا عن الظواهر الغريبة، أما إسم “صدق أو لا تصدق”  فنسبة لبعض الاختراعات، وكذلك للأشياء العديدة والغير العادية التي قام بجمعها ريبلي خلال رحلاته.

إقرأ أيضا

صفعة الأزبكية التي أحرجت بريطانيا وعلمتها أهمية تأسيس جهاز استخبارات

ومن بعض المعروضات بالمتحف: عجل ذو رأسين – حذاء الملك هنري الثامن – أطول رجل في العالم بإرتفاع 2.70 متر-  قطعة فحم للباخرة تيتانيك.

انتهينا الآن من ميدان بيكاديللي، وسوف ننتقل إلى قوس الرخام وركن الخطباء ودار الساقي وهارلي ستريت..

ولكن هذا ربما في الأسبوع القادم….

فإلى لقاء مع الجزء الثاني…

يتبع….