جون آدامز .. حفيد الرحالة الشهير الذي تولى حكم الولايات المتحدة الأمريكية

جون آدامز الرئيس الثاني في الولايات المتحدة الأمريكية الذي تولى الرئاسة خلفًا للرئيس جورج واشنطن، وقد حطم جون آدامز خلال حياته عدة أرقام قياسية وحصد العديد من الانفرادات في الحياة السياسية.

نشأته

وُلد جون آدامز في 30 أكتوبر 1735م ببلدة كوينسي بماساتشوستس، كان والده مُزارعًا أسمه أيضًا جون، كان من الجيل الرابع المنحدر من هنري آدامز الرحالة الشهير الذي هاجر من ديفون في إنجلترا إلى “ماساتشوستس”، ووالدته اسمها سوزان بويلستون آدامز، تخرج ” آدامز” من جامعة هارفارد عام 1755م، ودرس في مدرسة بورسستر فترة كما درس القانون في مكتب “روفوس بوتنام”، وفي 1758م دخل مجال المحاماة.

بدايته السياسية

لم يكن لدى جون آدامز مقومات القائد الشعبي، ولكن كان له تأثير كبير على سير الأحداث السياسية في البلاد، وقد كان متهورًا، حادًا وعنيفًا في أغلب الأحيان، وفي نفس الوقت شُجاعًا لا يتردد، وقد كرس نفسه بالكامل إلى قضية الاستقلال، لكن زهوه وكبرياءه ومخاصماته كانت عوائق جدية له في مهنته السياسية، وظهرت هذه الصفات بوضوح في فترات لاحقة، وانتمى جون آدامز إلى الحزب الفيدرالي، فضلًا عن مشاركته في صياغة وثيقة الاستقلال وذلك عام 1776م.

بطل الكونجرس الأمريكي

وكان جون آدامز عضو الكونجرس من 1774م إلى 1778م، وفي يونيو 1775م ساند ترشيح جورج واشنطن كقائد عام للجيش مع نظرة لترويج اتحاد المستعمرات، وكان تأثيره في الكونجرس الأمريكي عظيمًا.

وفي 7 يونيو 1776م ساند القرار المشهور المقدم من قبل ريتشارد هنري لي بأن المستعمرات لها الحق بأن تكون حرة ومستقلة، وفي 8 يونيو تم تعيينه في لجنة مع جيفرسون وفرانكلين وليفنجستون وشيرمان لصياغة إعلان الاستقلال الأمريكي، وقبل هذا تم وضع آدامز على رأس مجلس الحرب والمدفعية، وخدم أيضًا في العديد من اللجان المهمة الأخرى.

إقرأ أيضًا…قصة الزعيم الألماني الذي دخل الإنعاش بسبب اغتيال السادات

فشل التفاوض في معاهدة السلام

اختير جون آدامز في 27 سبتمبر عام 1779م كوزير مفوض للتفاوض في معاهدة للسلام، وأخرى تجارية مع بريطانيا العظمى، ولكن لم تكن الظروف وقتها مناسبة للسلام، بالإضافة إلى أن الحكومة الفرنسية لم توافق على الاختيار حيث لم يكن آدامز، بالمرونة والسلاسة الكافية، وكانوا في البداية مُرتابين منه وبعد ذلك تم تعيين بنجامين فرانكلين، توماس جيفيرسن، جون جاي وهنري لورنس ليعاونوا آدامز.

مناصب انفرادية

في عام 1785 عُين جون آدامز كأول وزير أمريكي في بلاط سانت جيمس، وعُين كسفير الولايات المتحدة لدى بريطانيا، وبعد ذلك أصبح نائبًا للرئيس الأمريكي عام 1789م، فكان بذلك أول من تولى هذين المنصبين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

إقرأ أيضا

مدرسة هايبنيج ومدرسة ريزال.. حكايات مرعبة داخل مدارس مسكونة

جون آدامز الرئيس

في 1796م عندما رفض جورج واشنطن الترشح مرة أخرى، اخُتير “آدامز” رئيسًا، وتميزت سنواته الأربع كرئيس من 1797م إلى 1801م بتعاقب الدسائس التي أقلقت حياته لاحقًا، وتميزت أيضًا بأحداث سياسية كثيرة مثل إقرار قوانين العصيان والأجانب، وفي عام 1800م كان آدامز هو المرشح الاتحادي للرئاسة ثانية، لكن عدم الثقة به وبحزبه، والرفض الشعبي لقوانين العصيان والأجانب، وشعبية توماس جيفرسون الكبيرة، كلها اجتمعت لتسبب هزيمة جون آدامز.

أرقام آدامز القياسية

كان آدامز أطول الرؤساء عُمرًا على الإطلاق، لم يُعمر أحد مثل آدامز حتى تجاوزه رونالد ريجان في 11 أكتوبر 2001م، وقد كان أطول الرؤساء الموجودين على قيد الحياة عمرًا، وهو اللقب الذي حمله من بعد وفاة جورج واشنطن في 14 ديسمبر 1799م، وحتى وفاته في 4 يوليو 1826م لمدة 26 سنة، وستة أشهر، وعشرين يومًا، وقد نجح الرئيس هربرت هوفر في تحطيم رقم آدامز في 27 يوليو 1959م.

كما كان آدامز هو صاحب أطول فترة تقاعد بين الرؤساء الممتدة من نهاية فترته في 4 مارس 1801م، وحتى وفاته في 1826م، لفترة امتدت لمدة خمس وعشرين عامًا و122 يومًا، وقد قام هربرت هوفر أيضًا بتحطيم هذا الرقم في 5 يوليو 1958م.

وكان آدامز هو أطول نواب الرؤساء الموجودين على قيد الحياة عمرًا، وهو اللقب الذي حمله منذ تنصبيه نائبًا للرئيس في 21 أبريل 1789م، وحتى وفاته لمدة 37 سنة و74 يومًا، ولم يتمكن أحد حتى الآن من حمل هذا اللقب لمدة أطول.