جون ويكليف والقديس توماس بيكيت.. مذنبين تمت محاكمة عظامهم بعد وفاتهم

على مدار التاريخ، كان هناك دائمًا قوانين ومحاكمات في كل مكان وكل دولة، لمحاكمة أولئك المجرمون، الذين ارتكبوا المخالفات أو الجرائم، ولضمان محاكمة عادلة يجب أن يكون المجرم على قيد الحياة بالطبع، وإلا لا معنى من محاكمته والحكم عليه، ولكن هناك بعض الحالات الشاذة التي تمت فيها محاكمة أشخاص ميتين، حيث أخرجوا جثثهم من قبورها، وقاموا بمحاكمتها!.

جون ويكليف

 انشق جون ويكليف عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن الخامس عشر الميلادي، حيث كان يعارض السلطة البابوية في الشؤون غير الكنسية، وعلى الرغم من أن أرائه كانت تثير الجدل بشدة، إلا أنه لم يتم طرده من الكنيسة، ولكن بعد صراعات عديدة أرهقته كثيرًا، أعلن هو بنفسه انشقاقه عنهم في النهاية، ومن بعدها قام قرر تكريس حياته لترجمة الكتاب المقدس باللغة اللاتينية إلى الإنجليزية، وتوفي أثناء جون في ديسمبر 1384م، وبعدها بعدة سنوات حدثت واقعة في غاية الغرابة، ففي عام 1415م، أي بعد مرور أكثر من ثلاثين عام على وفاته، أعلن مجمع كونستانس الكنسي، أن جون ويكليف كان ضال ومهرطق، وكان مرفوض من جميع أعضاء الكنيسة، وصدر قرار بإحراق كتبه وإخراج جثته لمحاكمتها، وبالفعل أخرجوا جثته، وتمت محاكمته وإدانته، وصدر قرار بحرق الجثة، وبعد مرور اثني عشر عامًا على ذلك القرار، بأمر من البابا مارتن الخامس، تم حرق جثته وألقوا الرماد في نهر سويفت.

القديس توماس بيكيت

كان توماس بيكيت رئيس أساقفة كانتربري في القرن الثاني عشر، حارب توماس ضد الإصلاحات التي قام بها الملك هنري الثاني الذي أراد تقليص روابط رجال الدين من الكهنة والرهبان بروما، وبالتالي، أمر هنري الثاني بقتل توماس، وبالفعل تم إعدامه في الكاتدرائية، ولكن هنري الثاني ندم لاحقًا على جريمته، وبعد مرور حوالي 300 عام، أمر الملك هنري الثامن، الذي انفصل عن الكنيسة الكاثوليكية وأنشأ الكنيسة الأنجليكانية لأنه لم يستطع تطليق زوجته، بمحاكمة عظام القديس توماس، وهي محاكمة أُدين فيها بيكيت بتهمة الخيانة، ولا أحد حتى وقتنا هذا يعلم المبرر وراء ذلك الأمر الغريب، ولكن على كل حال تم تنفيذ مطلبه، وصدر الحكم بإخراج جثة بيكيت وإحراقها، وبالفعل أحرقت عظامه علنًا، ولكن بعدها أعلنت الكنيسة الأنجليكانية أنه يعتبر قديسًا.