التجربة المغربية في كرة القدم.. ما لا يعرفه حازم إمام!

صبري سراج

“أنا أحب المغرب جدًا ولكن كم لاعب تأسس في المغرب أو يلعب هناك؟ لكن على العكس كلهم تعلموا في أوروبا وتأسسوا بأندية قوية، وهنا معظم اللاعبين من الدوري المصري“.
حازم إمام عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، موضحًا في تصريحات تلفزيونية كيف يرى من يدير الكرة المصرية الأشياء من حوله.

آفة حارتنا “قول الأي كلام”، ليس مهمًا أبدًا أن تعي بما يدور حولك، أو أن تطلع على ملف عملك، ليس مهما أبدًا أن تكون مؤهلاً لمنصبك، طالما إنها ماشية بالدهلكة.

اختزل المشرف العام السابق على منتخب مصر، محلل قنوات أون تايم سبورتس، النائب حازم إمام النجاح الذي حققته الكرة المغربية في السنوات الأخيرة أو ما اصطلح عليه باسم “التجربة المغربية”.. اختصرها سيادته في “شوية محترفين تأسسوا برة”!.

ربما تكون مسئوليات الثعلب الصغير ومشاغله الكثيرة قد منعته من الاطلاع ولو بشكل موجز على التجربة المغربية في كرة القدم.. لذلك ولأني بحبه سأضيف له بعض المعلومات البسيطة عن المشروع المغربي في كرة القدم، يمكن يعجبه ويجيب لنا منه باكو واتنين.

احتياج

غاب المغرب عن الظهور في كأسي العالم 2002 و2006، وبينهما خسر نهائي كأس الأمم الإفريقية 2004 أمام تونس، الأمر الذي دفع الأشقاء للتفكير في مشروع طويل الأمد يضمن تواجد المملكة الممتلئة بالمواهب بين نجوم الصف الأول متصدري أفيش الكرة العالمية.

الكلام حلو وسهل.. بنقوله كتير هنا.. لكن في المغرب لم يكتفِ الأشقاء بالكلام.. مساران رئيسان سلكهما المسئولون في الكرة المغربية لتحقيق الهدف المنشود.

في العام 2007 كان القرار بإنشاء أكاديمية الملك محمد السادس بتكلفة 140 مليون درهم التي دشنها العاهل بنفسه في العام 2009 وتولى رئاستها منير الماجيدي السكرتير الشخصي للعاهل المغربي.

في مارس 2010، افتتح الملك محمد السادس الأكاديمية التي تهدف إلى توفير التعليم والتوجيه وتدريب كرة القدم لطلابها.
افتتحت الأكاديمية أبوابها في سبتمبر 2010م، وتقرر أن ترعى الأكاديمية 60 لاعبا تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عامًا؛ يتم دعم هذه المنشأة الرياضية التعليمية ماليًا بتمويل شخصي من الملك، كما تلقت جزءًا من الاستثمارات الخاصة من مجموعة أونا واتصالات المغرب ومجموعة الضحى والبنك المغربي للتجارة الخارجية وصندوق الإيداع والتدبير والتجاري وفا بنك.
في عام 2015، تم إطلاق أكاديميات مماثلة في عدة مدن عبر المغرب مثل أكادير وطنجة والسعيدية وغيرها ليغزو المشروع أنحاء المملكة.
وحوت الأكاديمية في فرعها الرئيسي 3 مستويات تعليمية، ومجمع سكني للطلاب، ومجمع طبي بالإضافة إلى مطاعم وأماكن ترفيهية.

الاتحاد الدولي لكرة القدم وصف الأكاديمية بـ”جوهرة كرة القدم المغربية ومن أكبر وأنجح المراكز الرياضية في العالم”، ونشر تقريرًا قبل أشهر من انطلاق مونديال قطر، مشيدا فيه بخطوات المغرب لاكتشاف المواهب وتطويرها.

مصنع النجوم

ومن بين نجوم الأكاديمية المهاجم يوسف النصيري، ومتوسط الميدان عز الدين أوناحي، والمدافع نايف أكرد.
النصيري الذي التحق بالأكاديمية عام 2011، سجل هدفًا في شباك البرتغال، منح منتخب بلاده بطاقة العبور إلى نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية.

إقرأ أيضا

الدين الموازي.. التأسيس

سجل النصيري هدفين في مونديال قطر، بالإضافة لهدف في شباك إسبانيا بمونديال 2018، جعلوه في صدارة هدافي العرب بالمونديال بجانب سالم الدوسري، وسامي الجابر، ووهبي الخزري.
عز الدين أوناحي لاعب أنجيه الفرنسي، هو الآخر انضم للأكاديمية عام 2015، وتألق بشدة مع المغرب ونتذكر كيف نجح في خطف أنظار لويس إنريكي المدير الفني للمنتخب الإسباني، الذي أثنى على أدائه بعد مواجهة إسبانيا والمغرب، التي نجح خلالها المنتخب العربي في إقصاء الثور الإسباني بركلات الترجيح.
كذلك مع المنتخب الأول برز نايف أكرد مدافع ويستهام الإنجليزي وهو أيضًا أحد خريجي أكاديمية محمد السادس والذي التحق بها عام 2011، ولعب خلال مسيرته بأندية الفتح الرباطي المغربي ثم رين الفرنسي، ومنه إلى الدوري الإنجليزي.

المنتخب الأولمبي المغربي الفائز ببرونزية باريس 2024 حوى هو الآخر عددًا من خريجي الأكاديمية منهم: أكرم النقاش لاعب اتحاد تواركه، وأسامة ترغالين لاعب لوهافر والحارس صاحب الـ 17 عامًا طه بنغوزيل الذي يشبهوه في المغرب بياسين بونو؛ كما أخرجت الأكاديمية عددًا كبيرًا من اللاعبين الناشطين بالأندية المغربية.

لن أثقل على الكابتن حازم إمام بأكثر من هذا، لكني سأعرج إلى المسار الثاني في التجربة المغربية وهو الجهود التي بذلوها في حصر اللاعبين أصحاب الجنسيات المزدوجة ومحاولة إقناعهم باللعب لبلدهم الأم وهو ما نجح في عدة نماذج أبرزها إبراهيم دياز لاعب ريال مدريد.

المساران الذي سلكهما المغرب أتيا ثمارهما بالفعل وأصبحت المغرب رقمًا في معادلة كرة القدم العالمية.

في مصر كان لدينا مدرسة الموهوبين الملاصقة لاستاد القاهرة والتي أفرخت عددًا من نجوم الكرة المصرية على رأسهم محمود الخطيب وفاروق جعفر ومنها خرج محمد الشناوي وعدد كبير من اللاعبين.. أين ذهبت؟.. وأين ذهبت معها المدارس الرياضية التابعة لوزارة التربية والتعليم؟.. سؤال يستحق تحقيقًا ليس صحفيًا فقط.