حالة خاصة..الحلقات الأخيرة التي ظلمتها المشكلات المستمرة

بعد انتهاء مسلسل حالة خاصة فبالفعل سر نجاح هذا المسلسل جماهيريا هو طه الدسوقي وبعض العوامل التي ذكرتها في مقالات سابقة، كأداء غادة عادل معه واستخدام أغاني فرقة المصريين بشكل ذكي.

وأخر حلقتان بالمسلسل وصل فيهما طه الدسوقي لأداء مبهر ففي المشاهد التي ظهر فيها بعد موت عم جميل؛ هذا الأداء الرائع المعتمد على حركات الجسد فقط دون كلمات وتوصيل المشاعر للمشاهد دون حوار كان قمة في الإبداع.

ولكن في مقابله كانت هاجر سراج على نفس مستوى الضعف في الأداء التمثيلي، وكان حالة خاصة يستحق ممثلة أقوى من ذلك بكثير، وكننا ننتظر مشهدا جبارا عند اعترافها بحبها لنديم، ولكن كالعادة (شال) طه الدسوقي المشهد وحده.

في الحلقات الأخيرة حدثت أحداث كثيرة، البعض منها مبرر دراميا والبعض الآخر غير مفهوم ونابع من مشكلة ذكرناها من قبل وهي أزمة بناء الشخصيات التي لم يتم بنائها بشكل جيد بل بشكل سطحي للغاية.

فمثلا عبير بدت شخصية قوية وناجحة ولا يفرق معها أمر الزواج حتى تقول في لحظات ضعف أنها تخشى الوحدة لذلك قبلت الزواج من عز والذي لم يكن له مبررا بهذه السرعة.

لم تقل عبير لعز عندما طلب عليها الزواج سأفكر، بل قبلت على الفور!…بعدما واجهته أن (وساخته واضحة) واعتبرت هي وأماني هذه ميزته الوحيدة.

فيما ردت قائلة في نفس حوارها مع عز أنه لا يجب عليه الشعور بالسعادة، فأماني (تشتمه) بقولها ذلك عنه، فعبير تعرف جيدا أن ما قالته أماني عنه هو ذم وليس مدح، ورغم ذلك وافقت على الفور بالزواج منه.

شاب يتقدم لشابة جميلة فيقول لها : أنا عارف إنك أكبر مني!…وتقبل الزواج منه على نفس الطاولة بعدما كرر كلامه عن سنها للمرة الثالثة في المسلسل.

على صعيد آخر خطوة ترك أماني لياسر جاءت متأخرة للغاية، ولكن على الأقل حدثت وكانت متوقعة بعدما اكتشفت مصائبه الواحدة تلو الأخرى، وربما كان ينتظر الجمهور مواجهة أقوى من أماني، ولكن بعض الشخصيات لا تستحق مواجهات قوية، بل تركها والمضي قدما.

حالة خاصة كان لابد أن يصبح 15 حلقة حتى نفهم أكثر عن تفاصيل الشخصيات، وظلمته فكرة 10 حلقات وجعلت الأحداث سريعة وغير منطقية، فمثلا عودة ندى ليوسف أيضا بكلمتين تبدو ساذجة للغاية، فلم تضع حسبانا لأبيها الذي حكت له عن تلاعب يوسف بها وبأماني، كيف سيستقبل الخبر السعيد برجوعها لهذا الشاب؟…

اقرأ أيضا

حالة خاصة…إلى متى كل هذه السذاجة؟

إقرأ أيضا

جديد تامر عاشور «وداع وداع» استثمار اّمن لمشروعه الغنائي

لم تذكر ندى حتى مخاوفها من أبيها وكأن رجوعها ليوسف بعد مصائبه أمر سهل، بل أخذت موافقة أماني في حوار هزلي للغاية وهي تقول لها: روحي له.

وكأن أماني ولية أمرها، فما دخل أماني بعلاقات ندى الشخصية؟…هي مديرتها بالمكتب وفقط ولم نرى أية مشاهد تجمع ندى وأماني في مواقف إنسانية حتى نتفهم طبيعة تحول العلاقة لصداقة مثلا خارج المكتب.

في نظري كان المفترض أن يهتم المسلسل بألوان التوحد المختلفة أيضا، فهناك خلط كبير يحدث بأن كل المتوحدين أذكياء جدا وعباقرة فيما هذه ليست حقيقة، وتصويرهم بهذا الشكل طوال الوقت يظلم المتوحدين المختلفين أصحاب القدرات الأقل وهم كثر؛ وكان هناك فرصة حقيقية أن نفهم أكثر عن شخصية علي ابن أماني ونوع آخر من أطياف التوحد يعانيه حتى يتم التنويع في التحدث عن أصحاب التوحد.

يظل حالة خاصة مسلسل لطيف ولكن يا خسارة كان يمكن أن يصبح أقوى من هذا بكثير على المستوى الفني، وللحديث بقية.