حدوتة الباشا : عندما تحالف محمد علي باشا مع المماليك
مسرحية “مدرسة المشاغبين” اللي اتعرضت عام 1973 كان من المفترض يقوم بدور “بهجت الأباصيري” الفنان «سعيد صالح»، ودور “لطفي بهاء” كان من نصيب «محمد صبحي»، أما دور الناظر “عبد المعطي” فاااا كان من نصيب «عبد المنعم مدبولي»، والمدرس الغلبان “علام الملواني” عمله «حسن مصطفى»، بس مفيش حاجة بتفضل على حالها، و«عادل إمام» بقى الأباصيري، و«سعيد صالح» بقى صاحبه “مرسي الزناتي”، و«هادي الجيار» أخد دور لطفي، أما الناظر فااا زي ما إحنا عارفين بقى من نصيب «حسن مصطفى»، ودور علام راح لـ «عبد الله فرغلي».
في مشهد من المسرحية الأباصيري والزناتي قعدوا يلطموا ويقولوا “يا خرابي… يا ختاي”
أهو ده بالظبط كان حال قاضي القضاه بعد ما قادة الجنود العثمانيين قتلوا «طاهر باشا» ورموا راسه من الشباك بعد ما رفض يدفع لهم فلوسهم المتأخرة وقفش عليهم، قاضي القضاه اتجنن لأنه ببساطة كده «طاهر باشا» حكم أقل من شهر، يعني كأنك يا أبو زيد ما غزيت، كمان الجنود الألبان لما شافوا راس كبيرهم مرمية في الشارع، الدم غلي في عروقهم وقامت عركة كبيرة جدا بين الجنود الألبان والجنود العثمانيين والدم بقى للركب واتحرقت سراي الوالي.
بعد ما العركة خلصت الكل قعدوا علشان يشوفوا مين اللي هيبقى الوالي عما يوصل خطاب السلطان العثماني، في البداية عرضوا المنصب على «محمد علي» اللي بقى دلوقتي قائد الجنود الألبان وعلاقته كويس بأهل البلد ومشايخ الأزهر، بس «محمد علي» قالهم “ماليش فيه، برة عني الحوار ده”، وده لأنه كان فاهم كويس قوي إنه أول حاجة هتتطلب منه هي الفلوس المتأخرة، ومش بعيد يتعمل فيه نفس اللي اتعمل في «خسرو باشا» أو «طاهر باشا».
في النهاية اتفقوا إن «أحمد باشا» حاكم القاهرة يبقى هو الوالي المؤقت، وبما إنه راجل غلبان وفي حاله فااا مفيش خطر منه، بس هما يومين و«أحمد باشا» فهم الدنيا وعرف مين اللي بيحرك الجنود زي ما هو عاوز، فاااا بعت رسالة لـ «محمد علي» يطلب فيها إن يسيب البلد ويمشي، وأخد بعضه ومعاه رجالته واحتموا بمسجد الظاهر اللي الحملة الفرنسية حولته لحصن اسمه “سولكفسكي”، وكان معاهم «إسماعيل آغا» و«موسى آغا» اللي قتلوا «طاهر باشا».
هنا بقى «محمد علي» اتحالف مع القائد المملوكي «عثمان بك البرديسي»، وكل واحد فيهم جرح نفسه وشرب من دم التاني، وحلفوا بشبكة العشرة الكرام إنهم يبقوا كتف بكتف، وبعتوا فرقة من 2000 ألباني على مسجد الظاهر جابوا «أحمد باشا» من قفاه، واتسجن هو كمان في سجن القلعة، أما «إسماعيل آغا» و«موسى آغا» فااااا اتحكم عليهم بالإعدام، وبعدها أعلن «محمد علي» و«إبراهيم بك» و«عثمان بك البرديسي» العفو العام، وسيطر المماليك على القلعة، والقاهرة سيطر عليها الجنود الألبان.
في اللحظة دي بقى وصل خطاب السلطان العثماني «سليم الثالث» مكتوب فيه “بالصلاة على النبي كده قررنا إن أحمد باشا يبقى هو الوالي على مصر”، فااا ردوا عليه بالمستعجل “مكنش اتعذر ولا باع جزر يا عم السلاطين، صح النوم يا كبير، ده أحمد باشا في السجن، وخسرو باشا في السجن، وطاهر باشا تعيش انت، والمماليك اتحالفوا مع الألبان، وشالوا أجيري وجابوا البدري يدرب المنتخب ولا حول ولا قوة إلا بالله، شوف ناوي تحل العكة دي إزاي”.
اقرأ أيضا
حدوتة الباشا .. طاهر باشا يفقد رأسه في الطريق للعرش