همتك نعدل الكفة
116   مشاهدة  

حرب أكتوبر حتى اللحظات الأخيرة

حرب أكتوبر
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



1ـ بعد أيام النصر الأولى من حرب أكتوبر .. الخوف يسيطر على الجنرال الشاذلي لهذه الأسباب؟

2ـ قرار مصري خاطئ يغير مصير الحرب 

3ـ الجيش الإسرائيلي يدمر 250 دبابة مصرية 

4ـ أبو الغيط : كان قرار السادات خاطئًا ودفعنا الثمن غاليا 

5ـ حرب باردة بين ” بارليف” و ” شارون” 

6ـ معركة المزرعة الصينية ومصير معركة سيناء 

7ـ فشل خطة العبور العكسي و ” بارليف” يتحمل النتائج 

8ـ الشاذلي يطلب مواجهة قوات شارون ووزير الدفاع يرفض

9ـ السادات للشاذلي: تستحق أن يتم تحويلك إلى المحاكمة العسكرية 

10ـ السادات يفوز بالرهان و الأمم المتحدة تفرض وقف إطلاق النار 

 

في 13 أكتوبر عقد” إسماعيل علي” وزير الدفاع في حكومة السادات و الجنرال “الشاذلي” رئيس الأركان المُخطط الأبرز لهجوم السادس من أكتوبر اجتماعًا، فالأخبار على هضبة الجولان سيئة، حيث أن الجيش السوري يتراجع حتى أن العاصمة ” دمشق” مهددة، بالتالي  على مصر التحرك لإنقاذ الموقف كونها شريكة تحالف مع القوات السورية.

بعد أيام النصر الأولى من حرب أكتوبر.. الخوف يسيطر على الجنرال الشاذلي لهذه الأسباب؟

في الاجتماع اختلف الجنرالين، فوزير الدفاع يريد أن يشن هجومًا مضادًا على القوات الإسرائيلية في الهضبة، لكن الجنرال الشاذلي له رأي آخر إذ أراد هجوم محدود، فمن وجهة نظره القوات المصرية لا تستطيع مواجهة القوات الإسرائيلية في الجبهتين ( السورية  و المصرية ). لكنها قرارات سياسية إذ طلب” إسماعيل” من ” الشاذلي” تنفيذ الأوامر .

سيطر الخوف على الجنرال الشاذلي لأنه مقتنع تمامًا بأن هجومًا جديدًا في سيناء لن ينفع السوريين كما أن القرار قد يضر بالمصالح المصرية لكن “السادات” هو من أصدر الأمر لذا لا يمكنه الجدال وعليه بتنفيذ الأوامر حتى وإن كانت خاطئة، وحول هذه الواقعة علق مستشار الأمن القومي للسادات ” أحمد أبو الغيط”:” السادات أراد أن يثبت للسورين أن في إمكانهم الاعتماد عليه كما أن السادات في ذلك الوقت كان واثقًا من نفسه، ظن فعلا أن في إمكانه أن يلحق  الهزيمة بالإسرائيليين خاصة بعد نتائج الحرب الأولى”.

الفريق الشاذلي و ووزير الدفاع و السادات
الفريق الشاذلي و وزير الدفاع و السادات

قرار مصري خاطئ يغير مصير الحرب 

وعلى صعيد آخر في تل أبيب في 13 من أكتوبر تم استدعاء رئيس الموساد على وجه السرعة إذ قال في لقاء تلفزيوني أن :” جولدا مائير رئيسة الحكومة طلبت من السكرتير  الخاص بي أن أتوجه إليها على وجه السرعة”، وأضاف قولت في نفسي من المؤكد هناك معلومات جديدة وصلت فيمَا يخص الحرب، وكانت المعلومات بالفعل من شأنها أن تغير مصير معركة سيناء بل مصير الحرب كلها”.

واستكمل رئيس الموساد الإسرائيلي وقت حرب أكتوبر:”  دخلت غرفة الاجتماع ووجدت جولدا مائير والجنرال داوود و دايان موشيه، وكانت المعلومات هي تحرك المدرعات المصرية لشن هجوم في الجولان مشيرًا إلى أن هذه المعلومات هي ما أنقذت إسرائيل، وحفظت ماء وجوهنا أمام العالم.

الجيش الإسرائيلي يدمر 250 دبابة مصرية 

في فجر الرابع عشر من أكتوبر انطلقت المدرعات المصرية في هجومها كما كان متوقعًا ومع رفع النقاب عن خططتها دُمرت كلها و ما هي إلا بضع ساعات وقد تم تدمير 250 دبابة وتراجع الجيش المصري إلى رأس الجسر، يقول ” موشيه” وزير الدفاع الإسرائيلي عن هذا الهجوم :” لقد كان  الهجوم الذي شنه السادات كارثيا”، وبعد هذا الهجوم وتحقيق نقاط نصر لإسرائيل  اتصل” موشيه” بجولدا مائير ليزف إليها الخبر السار تقول جولدا مائير :” قال لي بارليف أعاد جيشنا ليكون جيش الدفاع الإسرائيلي وعاد جيراننا لما كان عليه في السابق بالطبع قالوا إنهم انتصروا لكنهم اليوم خسروا كثيرًا من المدرعات ، وأضاف لقد استتب الوضع”.

تدمير دبابات
تدمير دبابات

أبو الغيط : كان قرار السادات خاطئًا ودفعنا الثمن غاليا 

ومن  الناحية المصرية علق “أبو الغيط” مستشار الأمن القومي للسادات حول تدمير إسرائيل 250 يقول:” كان هذا القرار خاطئًا جدًا وقد دفعنا الثمن غاليًا، فقد  دفعناه مرتين لا بل ثلاث مرات في المرة الأولى عبر الخسائر التي تكبدناها في الرابع عشر من أكتوبر، و قد كانت خسائر فادحة وفي المرة الثانية عندما اخترق الإسرائيليون صفوفنا وسربوا مثل تلك المعلومات ، أما المرة الثالثة فكانت من وجهة نظر سياسية هكذا ما عدت المفاوضات تصب في مصلحتنا”. وعن هذا اليوم قال ” الشاذلي” في مذكراته:” أنه اليوم الأكثر مأسويا منذ بداية الحرب لم أفهم لما اتخذ السادات مثل هذا القرار”.

الآن أصبح المصريون في موقف الدفاع، وعليه فقد تمكن الجنرال “بارليف” ـ  أحد قادة الحرب للجيش الإسرائيلي ـ وضع التفاصيل الأخيرة للهجوم المضاد الذي تشنه قواته في اليوم التالي . على الورق الخطة واضحه ؛ستعبر فرقتان مع 400 دبابة إلى القناة و تغزو السويس وتكملان طريقها إلى القاهرة يقول :” حامي اسفين” قائد فرقة أربيل شارون: كان الوضع على الورق يدعوا إلى التفاؤل، فسنعبر للجهة الأخرى من القناة والوصول إلى القاهرة”، واستكمل:” من الناحية التشغيلية افتقرت الخطة للدقة كنا نعرف أنه علينا العبور ومواجهة المصريين لكن لا أحد يدرك أن معركة حقيقة كانت تنظرنا”.

حرب باردة بين ” بارليف” و ” شارون” 

اجتمع الجنرالين  “بارليف” و” شارون” لوضع خطة عبور المدرعات وإنشاء جسر يغوص مسافة 400 متر للجهة الأخرى من القناة لكن القائدين اختلفا، فقد طلب ” بارليف” من ” شارون” تولي هذه المهمة التي بها ستجتاح القوات الإسرائيلية إلى القاهرة، في حين يرى” شارون” أن من عليه تنفيذ المهمة هو “بارليف”،  وحول هذا الخلاف يقول “شايف” السكرتير الخاص للجنرال داود في لقاء تلفزيوني: “أن شارون قد ترك الجيش وبقي على قوات الاحتياط وأصبح سياسيًا مهما وكانت أراؤه تلقى أذن صاغية وقد تم استدعاء للخدمة العسكرية وهو ما أربك رأس القيادة كلها بالتالي الخلاف الدائم بين الجنرالين”.

معركة المزرعة الصينية ومصير معركة سيناء 

يتمركز المصريون و يحكمون قبضتهم على منطقة تسمى المزرعة الصينية تربط كل الطرق المؤدية للقناة، ويجب على إسرائيل السيطرة على تلك المواقع لإنشاء الجسور فتتمكن القوات الإسرائيلية الأخرى من عبور القناة و إلا ستبوء العملية بالفشل، في نهاية اليوم في الخامس عشر من أكتوبر انطلقت دبابات شارون لغزو المزرعة الصينية عرف المصريون المناورة وعرفوا أن مصير معركة سيناء سيحدد هنا .

شنت معارك ضارية أحدثت مواجهات عنيفه بين الجنود في الجيشين واستمر الوضع إلى (ثلاثة) أيام، يقول قائد في الفرقة الثانية للجيش المصري “طلعت مسلم” كان العدو يحاول أن يخترق رأس الكبري المتواجدون فيه و حاولوا الاستلاء على إحدى وحدات صواريخ الدفاع الجوي “، واستكمل:” اشتبكنا معهم واستطاعت إحدى سرايا مدفعية اللوا أنها توقف هجوم العدو”.

ومن ناحية أخرى يقول “يائير” ملازم بالجيش الإسرائيلي عن اشتباكات المزرعة الصينية يقول:” عند وصولي إلى مفترق طرق بدأ كل شيء ما أن تقدمت حتى صوب صاروخ نحوي اهتزت دبابتي نظرت من حولي كانت دبابة قائد الفرقة تحترق، ما عدت أرى، ارتفع الدخان الدبابة لكنها كانت تعمل، المهم وصلت قواتنا وبدأت بإطلاق النار كذلك فعل المصريون”.

معارك المزارعة الصينية
معارك المزارعة الصينية

فشل خطة العبور العكسي و ” بارليف” يتحمل النتائج 

في حين كان القتال محتدمًا ساد الصمت على بعد بضعة كيلوا مترات إلى جنوب المزرعة الصينية على ضفاف القناة ها قد بدأت قوات” شارون” في الساعة الواحدة والنصف فجرًا بإنشاء الجسور المطلوبة لعبور القوات ولا يوجد أي مقاومة على الإطلاق من الجانب المصري.

إقرأ أيضا
عيد الميلاد

صباح 16 من أكتوبر عبرت القناة 30 دبابة 750 جنديًا و كان هذا بعيدًا عن الهدف الذي أبلغه الجنرال “بارليف” الجنرال “شارون” قبل يومين والمتمثل في عبور 400 دبابة وفرقتين، بعد فشل الخطة كان الوضع مأسوي على الصعيد السياسي والعسكري لذا على “بارليف” تحمل المسؤولية. فقد انتهى ” شارون” وأصبح معزولًا عن القوت الإسرائيلية، ومن المتوقع أن يقع بين براثن المصريون.

الشاذلي يطلب مواجهة قوات شارون ووزير الحربية يرفض

من الجهة المصرية في المقر الرئيسي وردت المعلومات الأولى للغارة الإسرائيلية على الضفة الغربية للقناة، فأدرك الجنرال “الشاذلي” على الفور الخطر المميت الذي يمثله هذا التطاول لذا يجب التحرك سريعًا والتصدي لقوات شارون في الجانب الآخر ، وطلب إعادة تجميع القوات بحيث يوفر قوات لمواجهة العدو غرب القناة بعد استمرار الوحدات شرق القناة على اعتبار أن الحاجة إليها أكثر.

رفض” إسماعيل على” وزير الدفاع في حكومة” السادات” اقتراح “الشاذلي” إذ كان من المستحيل نقل الوحدات من ضفة إلى أخرى للقضاء على بضع دبابات إسرائيلية سيكون لهذا تأثير كارثي في المواطنين وقد تزامن هذا ووصول السادات إلى مقر البرلمان حيث يلقي خطاب النصر .

في السابع عشر من أكتوبر عند الظهر اجتمع كبار قادة الحرب الإسرائيلية فحضر الاجتماع؛ داود و بارليف وموشي ديان بالإضافة إلى الجنرال برين قائد الفرقة المدرعة التي عليها عبور القناة، في هذا الاجتماع سيقررون ماهي الخطوات التالية، لكن هناك حرب أخرى بارده بين الجنرالين بارليف وشارون لذا عمل داود على تهدأة الأمور بينهما و إلا سيكون الوضع أكثر تعقيدًا .

مع انتهاء الاجتماع شارفت معركة المزرعة الصينية على الانتهاء، وتم تحرير إحدى الطرق المؤدية للقناة و يمكن للدبابات الإسرائيلية الآن غزو مصر ، فقد توجهت فرقة “برين” للسويس في الجنوب فيمَا انطلقت فرقة “شارون” نحو الإسماعلية لتشن هجومًا على الفرقتين الثانية والثالثة في الجيش المصري.

السادات للشاذلي: تستحق أن يتم تحويلك إلى المحاكمة العسكرية 

القاهرة 18 أكتوبر في المقر العام التوتر في أوجه الجنرال “الشاذلي” و” السادات”  موجودان في قاعة المؤتمرات،  طلب الشاذلي الأذن لسحب القوات المصرية من منطقة الجسر، ومقاومة قوات شارون التي تحركت نحو الإسماعلية ، لكن السادات رفض بل وبخ الشاذلي قائلًا :” لما تريد دوما جعل قواتنا تتراجع، وأضاف تستحق أن يتم تحويلك إلى المحاكمة العسكرية” وعلق ” الشاذلي” في مذكراته  :” شعرت بذل كبير و فكرت في الاستقالة لكني لم أستطيع التخلي عن رجالي”.

الشاذلي والسادات
الشاذلي والسادات

يعرف السادات أن الوضع شديد الْخَطَر بفضل المساعدات الأمريكية،  وأن إسرائيل تستطيع  شن حرب طويلة أنها اللحظة المناسبة لتحويل أيام الانتصار الأولى لنصر سياسي، فيجب أن لا يستمر النزاع و كان ما  يهم السادات هو أنه تغلب على الغطرسة الإسرائيلية بتدمير خط بارليف أما الباقي فلا يهم بل الأهم هو البدء بالمفاوضات قبل أن يفرض عليك نتيجة التدخل الأمريكي.

يقول “صامويل هوسكينسن ” من الاستخبارات الأمريكية عبر لقاء تلفزيوني: ضاعفنا جهودنا فلو استمر الإسرائيليون في التقدم لأخلوا بالتوازن العسكري ولكن لم يشأ كيسنجر أن يحصل هذا إنه من أنصار السياسة الواقعية و حده التوازن على الأرض يجعلنا إحلال السلام في المستقبل.

بعد حوالي 19 يومًا من المعارك الشرسة ما زالت إسرائيل تحتل جزء من الجانب الغربي للقناة وتستوقفهم مدينة السويس أما المصريون ما زالوا يسيطرون على مساحة رأس الجسر على الضفة الشرقية،ولم يكن أيا من الطرفين قادر على حسم المعركة لمصلحته.

السادات يفوز بالرهان و الأمم المتحدة تفرض وقف إطلاق النار 

في 22 من أكتوبر عام 1973م  وبناء على مبادرة من واشنطن و موسكو فرضت الأمم المتحدة وقفا لإطلاق النار وبدأ المفاوضات، ويمكن هنا أن نقول أن السادات كسب الرهان و بات الانسحاب الإسرائيلي احتمالًا واردا جدا  بل ومؤكدا بعد حرب أكتوبر

الكاتب

  • حرب أكتوبر مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان