حسن الأسمر .. مسحراتي وممثل وأول مطرب شعبي يشتري عربية
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
زحمة يادنيا زحمة.. كانت تملأ شوارع القاهرة في أواخر السبعينات تحديدًا عام 1977 ففي كل إشارة أو مقهى أو زاية تستمع عبر الكاسيت لصوت المطرب أحمد عدوية وهو يقول ” زحمة وتاهوا الحبايب”، في ذلك الوقت كان “حسن الأسمر” مستمعًا ومراقبًا لعدوية اللي مكسر الدنيا على حد قول”الأسمر”.
ومن خلال إعلان صغير عن شركة متواضعة الحال “صوت الجيزة” تبحث عن أصوات شابة لإنتاج ألبومات فنية جديدة، عرف حسن الأسمر طريقه إلى الفن رسميًا بعدما ذهب إلى الشركة: روحت قولت لصاحب الشركة (أنا عاوز أغني)، فقالي سمعني صوتك ونشوف»، وبالفعل سجّل “الأسمر” عددًا من الأغنيات بصوته، حتى أقتنع صاحب الشركة بموهبته، وأنتج لهُ ألبومه الأول: «عيون ست البنات»، ومشيت الدنيا، أصبح حسن الأسمر أول مطرب شعبي يشتري عربية، عندما كانت السيارة مقياسا لنجاح المطرب ووقتها صمم على إخفاء “الوحمة” في دعاية الألبوم.
كل إشارات المرور فتحت الأبواب أمامي إلى مجال الأغنية الشعبية ورغم أنني لا أنكر فضل من سبقوني من الأساتذة محمد رشدي، ومحمد العزبي، وعبدالمطلب، إلا أنني لست امتداداً لأحد فلكل فنان لونه وطعمه وشخصه وكيانه، هكذا قال حسن الأسمر.
كان للمطرب الشعبي حسن الأسمر رغبة واضحة منذ البدايات في أن يخوض تجربة التمثيل بجانب الغناء الشعبي، وشارك في عدد من الأعمال لعل أقومها وأنضجها مشاركته في مسلسل”أرابيسك” لأسامة أنور عكاشة والمخرج جمال عبد الحميد.
وبعدها وقف حسن الأسمر على خشبة المسرح القومي، بعدما اختاره المخرج مراد منير للمشاركة في مسرحية “مغامرة المملوك جابر” عن نص لسعد الله ونوس، ولم يخفي “الأسمر” رهبته في خوض التجربة وتردد كثيرًا قبل موافقته على الدور، قائلا (أنا محترف غناء، أما التمثيل فأنا أؤدي بإحساسي وبتوجيه المخرج الذي يراني في دور معين ويضعني فيه فالإحساس هو الأساس والممثل أيضًا يؤدي بإحساسه ولا أعتقد أن هناك اختلافًا فكلاهما فن وصدق وإحساس).
قدم حسن الأسمر، المسحراتي في صورة درامية تحكي عن مجموعة من القيم والأخلاق والسعي إلى الرزق في إطار فكرة جيدة تختلف في الموضوع والأسلوب وهذا يختلف عما قدمه سيد مكاوي وفؤاد حداد.
رحل حسن الأسمر في أغسطس 2011، قبل أن تُذاع أغنيته الأخيرة «بحب الحياة»،عقب إصابته بجلطة في القلب، وتم إيداعه بأحد المستشفيات، حتى تُوفي، وودعه جمهور العباسية وعلقوا على الجدران صورة مطربهم المفضل ليبقي حيًا بينهم إلى الأبد.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال