حسن الإسكندراني باشا .. رمز أسرة محمد علي باشا الذي كرمه جمال عبدالناصر في حفيدته
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اتجهت محافظة الإسكندرية في ستينيات القرن الماضي إلى تكريم رموزها فكان على رأس الأسماء المُقْتَرَحة حسن الإسكندراني باشا قائد البحرية المصرية في حرب القرم.
المسيرة والنهاية
تتفق كل المراجع التاريخية على أن حسن باشا الإسكندراني من مواليد 1790 م بمنطقة البحر الأسود، وفي سن العاشرة ذهب إلى مصر فعمل في منزل القائد العسكري محمد علي باشا قبل أن يتولى الحكم، ومع تولي الحكم قرر الباشا إرساله إلى فرنسا في بعثة عسكرية وهنا اكتشف حسن الإسكندراني أن له ميول إلى العمل البحري.
تخرج حسن باشا الإسكندراني من الكلية البحرية في مدينة تولون الفرنسية وأجرى 3 بعثمات علمية بحرية شملت 4 بلدان هي السويد والنرويج والبرازيل وأمريكا الجنوبية.
جاء العام 1831 حاملاً في طياته تفوقًا لحسن الإسكندراني فترك فرنسا وعاد إلى مصر فعمل في أسطولها البحري وترقى بالمناصب فصار رئيسًا لترسانة الإسكندرية، وناظرا للقوات البحرية المصرية.
وبعد وفاة محمد علي باشا تولى حسن باشا قيادة الاسطول المصري الذي حارب روسيا في القرم سنة 1853 خلال عهد عباس باشا الاول وسعيد باشا، وأبحر في 1854 عائدًا على رأس أسطوله إلى الآستانة لإصلاح بعض السفن فهبت على مراكبه في عرض البحر الأسود عواصف هوجاء وتكاثر عليها الضباب فحال دون اجتيازها بوغاز البسفور بسلام.
في 31 أكتوبر 1854 اشتدت العاصفة عند مدخل البوغاز على مقربة من شاطئ “الروم إيلى” مما أدى إلى اصطدام الغليون “مفتاح جهاد” الذي كان يقوده حسن باشا الإسكندراني بالفرقاطة “البحيرة” التي كان يقودها محمد شنان فغرق في أقل من ساعة 1920 مقاتلاً كانوا على ظهريهما ولم ينج سوى 130 جنديا، وكان في عداد الغرقى حسن الإسكندراني ومحمد شنان بك قائد الأسطول المصري.
الحفيدة تكمل المسيرة
كادت أن تتوارى سيرة حسن باشا الإسكندراني لولا حفيدته عصمت محسن حسن الإسكندراني، فقد كان والدها من رجال العسكرية، بينما أمها عزيزة حسن ربة منزل ونجلة الأمير حسن إسماعيل أما شقيقها عزيز فكان من قادة الجيش المصري الذين اشتركوا في حرب البلقان عام 1912 م.
اقرأ أيضًا
الباشا والبكباشي “الميزان يجمع محمد علي وعبدالناصر في لقاء”
اختارت عصمت الإسكندراني طريق العلم فتعلمت في الإسكندرية وأجادت الإنجليزية والعربية ثم قررت أن تكون رحالة بحرية فسافرت إلى عدة بلدان عربية وأجنبية لدراسة المساجد والقلاع والكنائس والأماكن الأثرية في 18 سنة وأدى ذلك إلى إطلاق لقب بنت بطوطة عليها.
عاشت عصمت الإسكندراني في ثلاثينيات القرن الماضي بفرنسا وعملت في الكتابة بها بعد أن تتلمذت على يد المستشرق الفرنسي كريستيان شيرفيس ومع وقوع حرب 1948 رجعت إلى مصر وتبرعت بقيمة سفينة حربية للجيش المصري وأخدت بيتها في رأس التين إلى القوات البحرية ليكون نادي لأفراده.
تفرغت عصمت الإسكندراني للكتابة في التاريخ ووثق الباحث إبراهيم خليل إبراهيم أعمالها فكانت «فينيقيا، هارون الرشيد والبرامكة، صفحات من تاريخ البحرية المصرية، موقعة نفارين»، وتقديرًا لدورها ودور جدها قرر منحها الرئيس جمال عبدالناصر وسام الكمال عام 1955 وأعطاها لقب أم البحرية، وأهداها وسامًا آخر عام 1960 م.
وقررت السلطات المصرية في 2 مايو 1964 م بإقامة تمثال لجدها حسن باشا الإسكندراني في حديقة الخالدين بالإسكندرية وتكليف المثال جمال السجيني بتصميمه، وقبل وفاتها سنة 1973 م قررت عصمت الإسكندراني أن توهبت جميع ممتلكاتها من عقارات وأراض زراعية وما لديها من مال لصالح الكلية البحرية المصرية والتي اكتسبت فيها عصمت مكانةً كبيرة حتى رحيلها.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال