حسن عفيفي .. بطل نوستالجيا جيل الثمانينات
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
إذا كنت من أبناء جيل الثمانينات وما سبقه من أجيال فانت بكل تأكيد تعرفه، تراه في كل تتر فوازير كانت تقدمها نيللي او شريهان او حتى سمير غانم، تراه يؤدي حركاته الراقصة في مشهد كأنه ضيف شرف، وترى اسمه علامة مسجلة على كل تتر، حسن عفيفي الرجل الذي يمكن ان نقول عنه أنه من أرانا بهجة الرقص، ونحن أطفال، وكان ختم الجودة على نجاح استعراضات أي فوازير.
يعد حسن عفيفي من الرعيل الأول لفرقة رضا بدأ معهم حياته كراقص قبل أن يصبح مصمم استعراضات وراقص أيضا، وهنا نحن نتكلم عن فرقة رضا في الحقبة التي أسست فيها تاريخها ومجدها الفني وكانت المنافس الأشرس لكل فرق الرقص الشعبي في العالم وكانت الأفضل، قبل أن تتحول إلى تلك الفرقة البائسة الحزينة التي يقع مقرها في مسرح البالون، ولا تقدم أي شيء يذكر تقريبا، بعدما أممت وفعلت بها البيروقراطية الأفاعيل.
حسن عفيفي لم يكن مجرد مصمم استعراضات جيد وحسب، بل كان يوظف الاستعراض لخدمة الدراما، بل إن الاستعراض نفسه في عالم حسن عفيفي كان مشهد درامي متكامل قد ترى فيه الكوميديا والتراجيديا وتشعر معه بكل المشاعر التي يترجمها الراقص او الراقصون إلى حركات.
بشكل شخصي فانا لست من هواه فن التعبير الحركي، ولكن مع حسن عفيفي الأمور مختلفة كليا وجزئيا، وربما كان صاحبي تلك المدرسة هما الأخوين رضا مؤسسي فرقة رضا ولكن حسن عفيفي كان التلميذ المتفوق على الأساتذة أحيانا، لأنه في رأيي قبل حسن عفيفي كان فن الاستعراض عبارة عن استعراض فعلي للجسم وحركاته على أنغام الموسيقى مع بعض الحركات التعبيرية والتي تجاهد الموسيقى في جعلها درامية، وتذكر نحن نتحدث عن الرقص الشعبي وليس البالية أو الرقص الشرقي.
ما بعد فرقة رضا وحسن عفيفي بالتحديد تحول الرقص لمشهد درامي له بداية ووسط ونهاية تمهيد وأحداث وذروة وأزمة وحل، بل تحولت الفرقة نفسها إلى نجوم تقدم أفلام فقد قدمت فيلمي (إجازة نص السنة وغرام في الكرنك) قبل أن يقدم حسن عفيفي نفسه كممثل في عدة أفلام منها الحب سنة 70 وفتاة الاستعراض وغيرها، إلا ان عفيفي لم يكن يتوهج امام الكاميرا إلا وهو يرقص، أما كمؤدي لمشاهد تمثيليه فلم يكن بالمستوى المطلوب إطلاقا.
ذلك التوهج صاحبه حتى حينما انتصر العمر عليه وأصبح يصمم الاستعراضات فقط ولا يشارك في الرقص فيها، فكان ظهوره بمثابة الكريز على قمة الكعكة، فمن منا ينسى رقصته مع سمير غانم في تيتر نهاية فوازير فطوطة 83 فوازير الأفلام، أو ظهوره في تتر بداية فوازير فطوطة 82 فوازير الشخصيات، وغيرها.
ولكن متى بدأت رحلة حسن عفيفي في تصميم استعراضات الفوازير، الفوازير في الأساس بدأت تقريبا مع بداية التلفزيون حينما قدمها المخرج محمد سالم وجاء بعده يحيى العلمي والذي معه بدأ حسن عفيفي في تصميم الاستعراضات بصفته أشهر وأنجح مصمم استعراضات وقتها، فوازير كتبها صلاح جاهين وأخرجها يحيى العلمي وكانت بعنوان لغز الملكة شهرزاد.
ولكن لنكن منصفين الشخص الذي حمل الفوازير إلى منطقة أخرى وأصبحت عمل ينتظره الجمهور كل رمضان هو المخرج يحيى العلمي الذي شكل ثنائي رائع مع حسن عفيفي ويبدو أن التفاهم بينهم كان في قمته، الاثنان حولا تيترات الفوازير إلى أعمال فنية خالدة مستقلة بذاتها، بالطبع يضاف لهم العديد من الأسماء صلاح جاهين وعبدالرحمن شوقي وسيد مكاوي وحلمي بكر والأبطال نيللي وسمير غانم وشيريهان ولكن يظل الثنائي فهمي عبدالحميد وحسن عفيفي هما حجري الأساس لكل ما يطلق عليه الفوازير.
ظل التعاون بينهما قائما حتى وفاة فهمي عبدالحميد او كما كان يلقب في الوسط (بالحاج فهمي) لتظل عادة كل القادمين بعد فهمي عبدالحميد الاستعانة بحسن عفيفي كمصمم استعراضات في أي فوازير حتى ظهر على الساحة مصمم استعراضات منافس وبارع هو الاخر وهو عادل عوض، وقتها بدأت الأضواء تخفت شيئا فشيئا ليس عن حسن عفيفي ولكن عن فن الفوازير بالكامل، بعد عدة تجارب لم تحصل على النجاح المطلوب، اختفت الفوازير وأصبحت الآن مجرد نوستالجيا لأبناء الثمانينات، نوستالجيا كان بطلها حسن عفيفي الذي حفظنا شكله وملامحه ونحن أطفال قبل أن ندرك من هو وما يقدمه لنا من بهجة خالصه في حركات استعراضية ممتعة.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال