“الثوابت الوهمية” حـد الردة (7) .. يعني إيه مرتد ؟
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
استعرضنا خلال الحلقات اللي فاتت مدى شرعية ” حـد الردة ” من مختلف مصادر التشريع، البداية كانت من الفقه وصولًا للنص القرآني، زي ما شوفنا الحلقة اللي فاتت، الحلقة دي بقى وزي ما اتفقنا هنشوف سوا معنى الكلام اللي بنقوله.. فخلونا تحديدا نشوف هو يعني إيه مرتد .
طالع حلقات
الــثــوابـــت الــوهــمـــيـــة
من هو المرتد ؟
يُعرَف المرتد في الإسلام على أنَّه الشخص الذي يكفرُ من بعد دخوله في دين الإسلام، وسمِّي بـ “المرتد” لأنَّ معنى الرِدَّة هي الرجوع عن شئ ما.
وهو ده التعريف اللي بيعتمده كافة المشايخ والفقهاء، وكل القائلين منهم بمشروعية حد الردة بيصيغوا توفيقهم بين النص القرآني “لا إكراه في الدين” وبين وجوب قتل المرتد بأن الطريق للإسلام اتجاه واحد مافهوش رجوع.
النموذج اللي اتكلم عنه الشيخ الشعراوي في الفيديو ماعدش متوفر بنسبة تذكر ضمن أعداد المسلمين دلوقتي، ما لا يقل عن 90% من المسلمين دلوقتي همه أبناء لأباء مسلمين فتم تقييدهم كمسلمين وتلقينهم تعاليم الدين الإسلامي بوصفه الدين الحق مش بوصفه عرض يحق لهم يقبلوه أو يرفضوه.. دول حتى بيتعلموه في سن يستحيل فيه الإنسان يقدر يدرك الفارق بين المعجزة الربانية وأساطير ألف ليلة وليلة.
فإذا اتفقنا على صحة كلام الشعراوي -فرضًا يعني- يبقى كده حـد الردة اللي بيتكلم عنه ده لا يطبق على د. فرج فودة ولا سلمان رشدي ولا أي اسم من الأسماء اللي تم ذكرها في الحلقة الأولى، ولا ينفع يتم تطبيقه على الغالبية الكاسحة من المسلمين.. لأن ببساطة الأغلبية الكاسحة دي مسلمين بالوراثة مش بالاختيار.
ويبقى كده رجال الدين الإسلامي عندهم حل من أتنين للحفاظ على بقاء حد الردة والحفاظ على منطقيته، الأولاني.. إنه يبقى مقصور فقط على النسبة البسيطة من المسلمين اللي بيدخلوا الإسلام على كبر وبكامل إرادتهم الحُرة، بس ضروري يعلموهم “الناسخ والمنسوخ” قبل ما يسلموا منعا للمشاكل المستقبلية.. أو يعلموا الآيات المنسوخة داخل المصاحف بلون مختلف مثلا.
التاني أن التوقف عن تلقين الدين للإنسان قبل سن الإدراك.. وانتظار وصول الإنسان مننا لمرحلة النضوج العقلي والقدرة على التمييز ثم عرض الدين عليه.. برضه مع توضيح “الناسخ والمنسوخ” والتأكيد على توصيل معلومة أن الطريق ده اتجاه واحد، وبعدها من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وساعتها بقى اللي يؤمن ويرجع في كلامه يستاهل اللي يحصل له.
بنهاية الحلقة دي نبقى كده خلصنا الكلام عن “حـد الردة”.. ونتقابل قريب مع ثابت جديد من الثوابت الوهمية.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال