همتك نعدل الكفة
120   مشاهدة  

حفل الزفاف في مصر من الفرحة الحقيقة إلى هوس التريند

حفل الزفاف
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



حفل الزفاف في مصر يحملُ تاريخًا كبيرًا، من حيث أشكال الزَّفة والأغاني الخاصة بالعُرس، والطعام المقدم للمعازيم وغيرها الكثير من الأمور التي لن تجدها سوى في مصر .

ولأن مصر مليئة بالتعددية الثقافية، فإن كل محافظة في مصر وكل فئة تحمل في فرحتها طابعًا خاصًا، فمثلا الفرح النوبي يختلف عن الصعيدي عن الفلاحي عن فرح أبناء المدن، وكان هذا لفترة قريبة قبل انتشار الابتذال الالكتروني والتخلي عن هويتنا.

أفراح مصر زمان

من أبرز الأشياء التي ميزّت الأفراح المصرية الأغاني كونها وسيلة للابتهاج بين جميع الفئات، فعرف الفرح في مناطق قرى وجه بحري الأغاني الفلاحي التي تمتاز بالمفردات البسيطة، وهذه الأغاني حملت التفاخر بنسب العروس أو النصائح التي من شأنها تحافظ على الرجل والبيت، وبعضها يُشير إلى قيم ذكورية، وكانت تتولى هذه الأغاني امرأة بسيطة من الأقارب أو الجيران.

وكانت “فاطمة عيد ” هي الراعي الرسمي لحفل الزفاف في محافظات بحري بأغانيها البسيطة وصوتها الحيوي و رتم الإيقاع السريع لأجواء حماسية و صاخبة وممتعة.

أما في الصعيد فلم يختلف الوضع كثيرًا، ففي أفراحهم يهتموا بالغناء و المواويل والرقص و التحطيب هذا بالنسبة للرجال ، أما بالنسبة للنساء فكن يحرصن على الغناء من وحي التراث الفلكلورية الذي توارثوه جيلً بعد جيل .

وفي المدن الوضع مختلف قليلًا فهناك قاعات للأعراس وأيضا الاحتفال بسيط بأغاني بسيطة ليس فيها صخب أو ابتذال، وكان القاسم المشترك بين كل هذه الفئات هو الطعام، فالشعب المصري معروف بالكرم ولهذا كانت الموائد المليئة بالأصناف المتنوعة واللحوم تعد للمعازيم والضيوف وتعتبر من أولويات أصحاب العرس للمعازيم.

الابتذال في الأفراح المصرية

الآن الوضع اتخذ شكلًا مبتذلًا غير محدد الأهداف خرج شكلًا وموضوعًا ومضمونًا عن الفرحه، الكل يتسابق على الخروج بشكل فج بعيد عن الفرحه فقط مجرد ظهور على السوشيال ميديا و اقتناص التريند.

في الفترة الأخيرة وجدنا أن الأفراح المصرية اتخذت شكلا آخر عما كانت عليه طوال تاريخ مصر الثقافي، أصبحت كل فئات مصر تقريبًا تحتفل بنفس الطريقة؛ الأغاني واحدة ( المهرجانات) القاعات تأخذ نفس الشكل بحيث لا نستطيع التفرقة بين ثقافات المعازيم أو خلفياتهم، فستان العرس، ومستحضرات التجميل التي تطمس وجه العروس وتعيد بناءها بحيث أصبح شكل بنات مصر واحد تقريبًا.

إقرأ أيضا
كرة القدم والسياسة

كل هذا وقد بُلينا بما يسمى ظاهرة” المايك” ومعناها عبر منصات التواصل أن هناك فرد في الفرح سواء من أهل العروسين أو العروسين أنفسهم يحملون الميكرفون ويقدمون نصائح للمعازيم أو للعروسين، ومن هذه الظاهرة على سبيل المثال فتاة ظهرت في أحد الأعراس و أصبحت حديثا لوسائل التواصل الاجتماعي وكانت جملتها المشهورة في الفيديو التي وجهها للعروس ” مع إنهم بيقولو على أخوات العريس عقارب”  واستكملت الفتاة حديثها الفج في ليلة مثل هذه دون مراعاة لمشاعر العروسين، وكانت طريقتها في إلقاء الكلمة محط سخرية بالنسبة المحيطين فكانت مبتذلة عديمة الفائدة.

وهناك أخرى ظهرت في فيديو أصبحت هي أيضا حديث التواصل الاجتماعي وكانت هي العروس أرادت أن تقول كلمة لوالديها أمام المعازيم – وليست المشكلة في الكلمة_ و إنما كانت في طريقة حديثها الذي وصفها رواد التواصل الاجتماعي بكلمة الإذاعة المدرسية ، فلم تحمل الكلمة سوى ضجيج صارخ و اقتناص التريند بعيدا عن الفرحة في ذاتها.

وأخرى عروس ظهرت في فيديو و قدمت رقصة أمام الحضور لم نفهم ماذا تقصد وأين الفرحة، ناهيك عن التلوث البصري الذي نراه من الفتيات وملابسهن و ابتذال الشباب في الرقص، حفلات الزفاف في مصر اتخذت شكلًا خطيرًا من الانحدار السلوكي يتوقف فقط حينما نعود و نتمسك بهوية البيئة التي تربينا فيها لا التقليد الأعمى بما نراه على منصات التواصل، فما يناسبك لا يناسب غيرك . متى نعود مجددا لـ حفل الزفاف الحقيقي الذي يسععدنا ويسعد الجميع وفي نفس الوقت غير مكلف ماديا و مرهق معنويا ..متى؟!

الكاتب

  • حفل الزفاف مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان