همتك نعدل الكفة
560   مشاهدة  

حفل الزفاف كمحتوى رقمي .. كيف أصبحت الأفراح مادة إعلامية مُربحة؟

العروس التريند
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



سوف نقوم معًا بتجربة بسيطة .. من فضلك ادخل إلى حسابك الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “انستجرام”، وقم برصد أنواع محتوى الفيديوهات التي ستظهر لك في مقدمة النتائج .. وستجد أن محتوى الأفراح، أو مقاطع ليلة الزفاف، و”فريست لوك“، و “رمي بوكيه الورود الخاص بصديقات العروس وأصدقاء العريس”، و “رقص العروس مع العريس”، و”بكاء الأهالي من الطرفين” ، وغيرها من اللقطات الجانبية الخاصة بلحظات “كتب الكتاب”، ولقطات الأحضان عقب إعلان إتمام الزيجة .. وكثير من غرائب وعجائب وطرائف صيد الكاميرا، ستجد تلك الفيديوهات حتمًا في مقدمة النتائج الأكثر مشاهدةً  وتفاعلًا، بل وأكثر خلقًا للقضايا الجدلية التي تصل أحيانًا إلى شرح فلسفة فعل بسيط لا يدري صاحبه نفسه أن كل كان سيحدث بسببه!

 

منذ الأمس، وصباح اليوم، قامت السوشيال ميديا المصرية ولم تقعد بعد فيديو لم يتجاوز الدقيقة، وفيه تشرح عروس جديد لعريسها عن مطالبها منه، والتي انحصرت في معاملة أهلها وزويها معاملة حسنة كما ستعامل هي أهله .. الفيديو كان سريع للغاية لدرجة أن المناقشات الفلسفية المفتوحة على مصرعيها منذ انتشر الفيديو عن العروس وأخلاقها وما قصدته ونواياها الشخصية تجاه العريس، كل هذه المناقشات لا تعتبر سوى تفاهة لا أكثر، محاولة اختلاق لتريند لا وجود له من الأساس، محاولة لخلق حالة من النصح والحكمة وعصير الخبرات، محاولات لحشر الأنف فيما لا دخل للناس به شئ من قريب أو بعيد .. بل وزاد الطين دخول الصحف والمواقع الإلكترونية على الخط ومحاولة النيل من الفتاة التي لا تدرك إلى الآن كيف أصبحت حديث البلد، وبالتأكيد تسأل نفسها: ماذا فعلت كي يتحدث هؤلاء؟ .. والأمر هنا ليس عن الموقف الشخصي للفرد مما قالته .. الحديث هنا عن كيف وصلت حالة الفراغ بنا إلى صناعة حدث وهي كهذا؟ لكن لا مفاجأة في ذلك بالأخص إن أخبرتك أن أعلى الفيديوهات مشاهدةً في الأيام الأخيرة كان لرجل مصري يجلس في مطبخه ويقطّع بطيخة ! فقط دون زيادة، فتحركت الصحف لعمل حوار صحفي معه .

YouTube player

فيديو العروس التريند

إستفادت صفحات “ابتزاز المشاعر” الموجودة وبكثافة على مواقع السوشيال ميديا المصرية ، أيما استفادة من محتوى الأفراح ومشاهد التقدّم للعروس في منزلها وقراءة الفاتحة، والحقيقة أن تلك الصفحات تعتبر صناعة خاصة مُربحة ماديًا إلى أقصى حد، تعتمد كل الاعتماد على ابتزاز مشاعر المعجبين وذلك عن طريق إغراقهم حتى الأذن في الحديث عن المشاعر وتفاصيل العلاقات الشخصية والعاطفية بنبرات غير متخصصة، واتجه بعض صناع المحتوى لاختلاق قصص عاطفية تربطهم ببعضهم البعض للاستفادة من مشاهد الأفراح في التسويق لأنفسهم، فتخلق حالة من اثنين، الأولى وهو الفهم المغلوط للصورة وذلك عن طريق تكوين مشاهد مُسبقة عن المستقبل فيما يخص البعض من المقبلين على خطوات الارتباط العاطفي، والثانية خلق حالة من الهلع لإرضاء السوشيال ميديا والصورة النمطية التي وضعتها في الأذهان للارتباط العاطفي المرتبطين، فتجعل الأفراد كقرود محبوسة في أقفاص السيرك .. وعليهم إرضاء الجمهور والحصول على ختم مرور السوشيال ميديا .. وإلا حوّلوك إلى تريند لا يبقى لك ولا يذر.. فقديمًا كانت عناصر الزفاف تتكون العريس والعروس والمعازيم .. لكن الآن تتكون من العريس والعروس والمعازيم والسوشيال ميديا !

إقرأ أيضا
محمد عبيد

الكاتب

  • حفل الزفاف محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان