1٬505 مشاهدة
شاهد بالصور : أول حفل زفاف على الطريقة الفرعونية
دائمًا ما يحرص أهالي النوبة والصعيد على طقوس الزواج المتواجدة منذ مئات الأعوام ويحافظون عليها من الاندثار، لكن حفل زفاف على الطريقة الفرعونية كان جديدًا.
اقرأ أيضًا
ليلة في منزل كاجمني الحكيم ورسائله لجيل الفيسبوك
الكثيرون منا لا يعلمون طقوس الزواج والأعراس خلال العصور الفرعونية في مصر القديمة، حتى لمعت فكرة في رأس “راندا الشيخ” التي تعمل بالقرية الفرعونية بأنّ تُعيد تسليط الضوء على طقوس الزواج الفرعوني من خلال إجراء “عرس ملكي فرعوني” داخل القرية يتضمن مراسم العرس من الألف للياء.
مراسم العرس الفرعوني
بدأت مراسم العرس باستعداد العروس في منزل “النبيل” وارتداء فستان أبيض يُزينه حزام من الخرز على شكل “الأحزمة الفرعونية” وتوجت رأسها بتاج فرعوني قديم، ثم ساعدتها الوصيفات في ارتداء أساور وعقد فرعوني، حتى جاء “العريس” الذي ارتدى زي فرعوني بالكامل، ثم صعدا إلى العربة التي يجرها ثلاثة من الخدم حتى وصلا إلى معبد آمون، وهناك قام أحد الكهنة بتتويجهم بقبعات ملكية قديمة.
واستقل العروسين بعد ذلك عربة فرعونية أخرى تنقلهم إلى داخل المعبد، حيث ينتظرهم الكاهن الكبير ليتلو عليهم عهود الزواج التي تشمل 20 بندًا تحدد شكل العلاقة بين الزوجين مثل تاريخ الزواج والإعلان والإشهار، وهدية الزوج للعروس، والقسم ومتعلقات الزوجة في المنزل ومتعلقات الزوجين المشتركة والرهن والتعويض في حالة الانفصال والإقرار الختامي وكاتب العقد والشهود، وبعدما انتهى من قراءة كل العهود ووافق عليها الطرفان أعطاهما الوثيقة المصنوعة من ورق البردي التي تتضمن كل العهود بالتفصيل، ثم رحلا العروسين في العربة الفرعونية.
زفاف أسطوري جذب أنظار العالم
ووقف العشرات من السائحون الأجانب يشاهدون مراسم الزواج الفرعوني بإعجاب شديد، والتقطوا العديد من الصور التذكارية مع العروسين الفرعونيين، وتابعوا المراسم باهتمام لمعرفة طريقة الزواج عند المصريين القدماء، حيث كان الزفاف تجسيدًا كاملًا لصورة حقيقية من مراسم العرس عند القدماء الفراعنة.
الزواج في مصر القديمة
كان الزواج في مصر القديمة يمثل رباطًا مقدسًا بين الرجل والمرأة، حيث قدس المصري القديم الزواج، وحفظ للمرأة جميع حقوقها الزوجية، وكانت تصب جميعها في مصلحة المرأة.
وكانت عهود الزواج في مصر القديمة تأمر الزوج بأن يقدم لزوجته مقدارًا من القمح كل صباح، ومقدارًا من الزيت شهريًا، وراتبًا شهريًا، ونفقات سنوية للعناية بزينتها وجمالها.
وكان الزواج يتم توثيقه عن طريق كتابة العهود في وجود شهود على العقد، وذلك بعدما يقوم الزوج بتجهيز منزل الزوجية ويشتري الأثاث والهدايا لزوجته ويمنح زوجته جزء من ممتلكاته.
كان الزواج في مصر القديمة يُطلق عليه “إر – حمت” والتي تعني “إتخاذ زوجة”، بينما الزوجة كانت تسمى “مريت” أي الحبيبة، و”نبت – بر ” والمقصود بها سيدة المنزل.
نصائح الحكماء للأزواج قبل الميلاد
انتشرت نصائح الحكماء ووصاياهم للأزواج قبل الزواج، ويعد أشهر هذه النصائح مقولة الحكيم “بتاح حتب” التي قالها عام 2400 قبل الميلاد ” إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك.. اعتن بها ترعى بيتك، وأطعمها كما ينبغي.. إكس ظهرها واستر عليها، عانقها وأوفي لها طلباتها، أفتح لها ذراعيك وادعوها لإظهار حبك لها.. اشرح صدرها وادخل السعادة إلى قلبها بطول حياتها، فهي حقل طيب لسيدها، وإياك أن تقسو عليها فإن القسوة خراب للبيت الذي أسسته.. فهو بيت حياتك.. لقد اخترتها أمام الله فأنت مسؤول عنها أمام الإله.. حافظ عليها ما دمت حيًا فهي هبة الآلهة التي استجابت لدعائك، فأنعمت بها عليك، وعليك تقديس النعمة إرضاءًا للآلهة.. حس بآلامها قبل أن تتألم إنها أم أولادك إذا أسعدتها أسعدتهم، وفي رعايتها رعايتهم.. إنها أمانة في يدك وقلبك فأنت المسؤول عنها أمام الإله الأعظم الذي أقسمت في محرابه أن تكون لها أخًا وأبًا وشريكًا لحياتها”.
أمّا الحكيم آني فقد وجه حديثًا للرجال في القرن الرابع عشر قبل الميلاد قائلًا ” يا بنتي لا تكن رئيسًا متحكمًا لزوجتك في منزلها إذا كنت تعرف أنها ممتازة وتؤدي واجبها في منزل الزوجية.. فهي سعيدة وأنت تشد أزرها ويدك مع يدها، أنت تعرف قيمة زوجتك.. وسعادتكما حين تكون يدك بجوارها.. فكل زوج ينبغي أن يتحلى بضبط النفس وهو يعامل زوجته”.
وأخيرًا الحكيم “سنب حتب” عندما أراد تقديم وصية لابنه قبل زواجه فقال له “إذا أردت الله فأحب شريكة حياتك واعتن بها تعتن ببيتك وترعاك.. قربها من قلبك فقد جعلها الله توأمًا لروحك.. إذا أسعدتها أسعدت بيتك، وإذا أسعدت بيتك أسعدت نفسك.. زودها بكسوتها ووسائل زينتها وزهورها المفضلة وعطرها الخاص، فكل ذلك سينعكس على بيتك ويعطر حياتك ويضفي عليها الضوء.. إسعدها ما دمت حيًا فهي هبة الإله الذي استجاب لدعائك بها فتقديس النعمة إرضاءًا للإله ومنعًا لزوالها”.
المرأة عظيمة الشأن في مصر القديمة
ويؤكد التاريخ على أن المرأة كان لها شأن عظيم في العصور الفرعونية،وأنّ عقود الزواج كانت دائمًا في مصلحة الزوجة وتضمن لها كافة حقوقها، ولكن الزواج كان يختلف قليلًا عن الآن، فكانت المرأة هي من تعرض الزواج على الرجل وتخطبه، وكان معروفًا أنّ المصري القديم كان يكتفي بزوجة واحدة فقط.
أمّا قانون الملكية في مصر القديمة فكان يضمن للمرأة جزءًا من ممتلكات زوجها بعد الزواج ويضمن لها التصرف في الممتلكات التي آلت إليها بعد الزواج بحرية مثل المهر، وفي حالة وقوع الطلاق كانت تعود كل ممتلكاتها إليها بالإضافة إلى تسوية تحصل عليها من الزوج، بينما في حالة وفاة الزوج كانت زوجته ترثه بنسبة الثلثين والثلث الباقي يتم تقسيمه على أطفاله وإخوته، وكان هناك من يترك وصية بتمكين زوجته من الجزء الأكبر من نصيبه ويسمح لها بالتصرف فيه وفي أمواله.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
