حقائق وأسرار مثيرة عن مقاتلين امبراطورية المغول.. لم يخلدهم التاريخ من فراغ
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت امبراطورية المغول قبل القرن الثاني عشر ميلاديًا، عبارة عن عشائر من البدو الرحل لا يعلم أحد عنهم شيء، كانوا يتجولون بين الجبال لقرون طويلة يتقاتلون فيما بينهم، ويقاتلون القبائل المجاورة لهم، ولكن بعد مجيء القائد “تيموجين”، تغير الأمر تمامًا حيث قام بغزو جميع العشائر المحيطة به، وضمها لسلطته ثم وجه أنظاره لبقية العالم، وهو ما نجح فيه بالفعل حيث احتل أراضي شاسعة للغاية.
كانت امبراطورية المغول أكبر إمبراطورية في التاريخ، وانتشر اسمهم في العالم بأكمله وكانوا يثيرون الرعب بشكل غير مسبوق، وتسببت غزواتهم في قتل أكثر من 40 مليون شخص، فما هو السر وراء تلك القوة التي أرعبت العالم بأكمله؟، وكيف حافظوا عليها بهذا الشكل الفريد حيث لم يأتي مثلهم أبدًا؟.
نشأة عسكرية قوية
نشأ الشباب المغول في طبيعة قاسية بين الجبال والسهوب، يعيشون على الغنائم التي يحصلوها من إغارتهم على جيرانهم، حركتهم وتنقلاتهم على الأحصنة دعمت لديهم امتيازات تكتيكية رهيبة، حيث كان لديهم قدرة كبيرة على التنقل والحركة بسرعة وخفة شديدين، في ذلك الوقت كانت معظم الجيوش تتشكل من المشاة، مما أعطى المغول الأفضلية الكبرى في جميع غزواتهم، ولكن المشكلة الأساسية كانت تكمن في كونهم بلا قائد قوي، ولا يتمكنون من الاتفاق أبدًا، لذا كان كل ما يحتاجوه هو قائد ذو شخصية قوية، يتمكن من الإمساك بزمام الأمور جيدًا، وهذا ما كان متوفرًا في تيموجين المعروف باسم “جنكيز خان” بمعنى سيد الرجال.
سيد الرجال “جنكيز خان”
كان تيموجين هو ابن زعيم قبيلة مغولية، وعندما توفى والده أجبرت والدته على الذهاب بعيدًا وهي محتضنة أبناءها الصغار، ونشأ تيموجين في فقر شديد وظروف حياتية قاسية بين الجبال العتيقة، ووصل بهم الفقر لحد أن قتل تيموجين أحد أشقائه ليأخذ وجبته، واصبح تيموجين رجلًا قاسيًا ولكنه يملك شخصية قيادية مميزة، وحين قرر استرداد حقه في عرش والده، تبعه العديد من الفرسان المخلصين له، واستولى على العشرات من القبائل المغولية الواحدة تلو الأخرى، وذلك بفضل مناوراته الحربية المميزة، وبعد فترة قام بنزع جميع الألقاب ووحد المغول تحت رايته وقيادته.
اقرأ أيضًا
“قصة 4 قبائل تركية شكلت مجتمع المغول” إحداها أسست دولة إسلامية
بدأ يحول أنظاره تجاه العالم الخارجي، وبدأ في تنظيم الجيش من أجل الحرب، ووضع أسس ونظم جديدة تخضع للموهبة والكفاءة فقط، وكان النظام العسكري الذي وضعه قاسيًا شديدًا، يخضع الجنود للتدريبات بشكل مستمر، ولا تنتهي المناورات الحربية، وكان النظام الذي وضعه يقوم بشكل هرمي محكم، في قاعدته مجموعات عديدة، كل مجموعة تتكون من عشرة رجال أُطلق عليهم اسم “آربانس”، وكل عشرة من مجموعة “الآربانس” يشكلون فوج عسكري اسمه “زون”، وكل عشرة من أفواج الزون يشكلون كتيبة عسكرية تُسمى “مينغهان”، وكل عشرة كتائب تُشكل فرقة عسكرية تُعرف باسم “تومان”، وأخيرًا هناك الحرس الإمبراطوري الذي يتكون من عشرة آلاف مقاتل، كل هذا التشكيل والتأسيس كان استراتيجية حديثة للغاية في العالم العسكري بمعايير ذلك الزمن، لم يعرفه أحد من قبل جنكيز خان، مما أعطاه الأفضلية في كل الحروب.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال