حقيقة أشهر شائعة عن الملك فاروق والشيخ المراغي “كثيرون يعتبرونها حقيقة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
احتوت العلاقة الوطيدة بين الملك فاروق والشيخ المراغي على قصص كثيرة كانت بمثابة مادة دسمة للكتاب في الحقبة الملكية أو الباحثين في التاريخ، غير أنها بها قصة خاطئة يعتبرها الكثيرين حقيقة مؤكدة وهي قصة طلاق الملكة فريدة.
ما هي الشائعة التي يعتبرها الكثيرين حقيقة
تناولت العديد من الكتب والصحف والمواقع الصحفية قصة طلاق الملك فريدة من الملك فاروق مع حشر لموقف الإمام المراغي، وامتدت القصة للعمل الدرامي في مسلسل الإمام المراغي.
تقول الشائعة أن الملك فاروق استخدم أسلوب الضغط على الشيخ المراغي لكي يصدر فتوى ينص فيها على أن يحرم على فريدة أن تتزوج بعده، وهو ما رفضه الإمام المراغي لأن فتوى كهذه فيها مخالفة للشريعة الإسلامية لأن هذا من حق أمهات المؤمنين.
كذلك حاول الملك فاروق مرة أخرى مع المراغي بأن يصدر فتوى تقضي بمنع الملكة فريدة أن ترى بناتها فلم يخضع له المراغي وهو ما تسبب في الجفوة بينهما.
مصدر هذه القصة كتاب فريدة ملكة مصر تروى أسرار الحب والحكم حيث قال المؤلف “قالت فريدة تعليقًا على محاولات فاروق مع المراغي إن الشيخ المراغي وقف معي أثناء محنة الطلاق، ولم يقبل ولم يخضع لكل الضغوط التي مارسها عليه فاروق، والغريب أن المراغي تعرض من جراء ذلك لغضب فاروق عليه وساءت العلاقات الودية بينهما.”
اقرأ أيضًا
من قمة الحب إلى أعلى مستويات الكراهية .. لماذا فشلت مفاوضات منع طلاق الملكة فريدة
الرد على شائعة الخلاف بين الملك فاروق والشيخ المراغي بسبب طلاق فريدة
الحكاية المشهورة التي تناولتها المواقع لم تحدث أصلاً لأسباب كثيرة، أولها فرق التواريخ فالشيخ محمد المراغي توفي سنة 1945م بينما طلاق الملكة فريدة حدث في عام 1948م حين صدر بيان رسمي من الديوان الملكي بذلك، وهذا يعني أن وقوع الطلاق كان بعد موت الشيخ محمد مصطفى المراغي بثلاث أعوام.
ثاني تلك الأسباب أن أول مشاكل الملك فاروق والملكة فريدة حدثت سنة 1946 م أي بعد وفاة الشيخ المراغي بعام وقالت عنها مذكرات اللورد كيلرن حيث قال “طلب الملكة للطلاق جاء بسبب واقعة بطلتها سيدة اسمها ليلى شيرين ضُبطت على مدخل جناح الملك فاروق في قصر عابدين، وتحول مشهد ضبطها إلى فضيحة شهدتها الملكة فريدة وشاركت في وقائعها، وكان نتيجة الحادث أن الملكة فريدة صممت على طلب الطلاق، قائلة : إنها تريد أن تترك القصر وتعيش وحدها مع بناتها وتترك فاروق يفعل ما يشاء، وكان الملك في البداية مغتاظاً مما جرى ويوافق على إجراء الطلاق فوراً، لكن أحمد حسنين باشا (مات سنة 1946) هرع إلى مكتبه عندما عاد من الفيوم يرجوه ألا ينفعل، لأن الأوضاع السياسية الآن وهو المسؤول فيها عن البلد بعد إقالة حكومة النحاس باشا لا تسمح بمثل ذلك”.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال