حقيقة مقولة امصص بظر اللات “ليست شتيمة وأبو بكر الصديق بريء من فِهْم غيره”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
توارت حقيقة مقولة امصص بظر اللات باستناد الشاتمين باسم الدين عليها، إذ يلجأوا في انتقاد من يعارضهم إلى سبهم سبًا قبيحًا، وبسؤالهم عن الحجة التي تجيز لهم الشتم يقولوا «قال سيدنا أبو بكر الصديق لأحد كفار قريش امصص بظر اللات».
حقيقة مقولة امصص بظر اللات وقصتها التاريخية
تاريخيًا فإن حقيقة مقولة امصص بظر اللات «مُحَوَّرة» من شتيمة جاهلية كان العرب يقولوها وهي «امصص بظر أمك»، فاستبدل أبو بكر الصديق كلمة «أمك» بـ «اللات (إلهة عند قريش)»؛ وتلك قاعدة شديدة الأهمية تترسخ عليها قصة المقولة.
قيلت مقولة «امصص بظر اللات» من أبي بكر الصديق إلى عروة بن مسعود الثقفي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم زمن صلح الحديبية وجلس بين يديه وقال «يا محمد أجمعت أوشاب الناس ثم جئت بهم إلى بيضتك لتفضها بهم إنها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور، يعاهدون الله لا تدخلها عليهم عنوة أبدا وايم الله ، لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غدًا، فقال أبو بكر الذي كان جالسًا خلف النبي امصص بظر اللات، فقال عروة: من هذا يا محمد ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: هذا ابن أبي قحافة ، فقال عروة لأبي بكر: أما والله لولا يد كانت لك عندي لكافأتك بها».
شرح الجملة أن عروة بن مسعود الثقفي ذهب للنبي قبل دخول مكة وقال «يا محمد لقد جئت بأوباش الناس من أجل أن يقاتلوا أهلك وأصلك، قريش استعدت لحربك دفاعًا عن عاصمة آلهتهم وأول من سيتخلى عنك وينكشفوا هم أصحابك الأوباش، فقال ابو بكر امصص فُرْج اللات فسأل عروة عن القائل فأجابه الرسول بأنه أبو بكر فقال عروة لأبي بكر لولا جميل عليّ لك لرددت».
تأملات في مقولة امصص بظر اللات تنفي أنها شتيمة
بدايةً فإن سكوت النبي صلى الله عليه وسلم عن المقولة يؤكد أنها ليست شتيمة، فالرسول صلى الله عليه وسلم بشكل عام ما كان ليقبل أن يُسَبّ أحد في حضرته الشريفة، وبشكل خاص في صلح الحديبية ما كان أن يتعامل مع قريش إلا بكل حذر فهو نفسه صلى الله عليه وسلم قدم تنازلات في المفاوضات أغضبت أصحابه، مثل قبوله في صلح الحديبية بأن يُكْتَب اسمه مجردًا من لقب «رسول الله».
اقرأ أيضًا
قصة وصية الرسول التي منع عمر بن الخطاب أن يكتبها أحد
أمر آخر وهو أن عروة بن مسعود كان غاضبًا من دخول المسلمين لـ مكة بلد الكعبة وعاصمة آلهة قريش واقتران الآلهة بدفاع أهل مكة أراد منه عروة أن يقول «ستحمي آلهة مكة نفسها عن طريق أهلها الذين سيدافعون عنها من أوباش الناس».
كان رد أبو بكر قاسيًا حين قال «امصص بظر اللات» لكنه ليس سبًا لـ عروة وإنما جملة مستفزة فيها رد عقلاني ألوهي لكلام مستفز، فالبظر هو مناط استثارة الأنثى ولو كانت اللات كإلهة تستطيع الدفاع عن نفسها أو حتى التأثر بالهجوم لتفاعلت من مص بظرها وهو محال في حقها إذ أنها مجرد جماد لا ينفع ولا يضر ولا يدافع عن نفسه وذلك شيء لم يعيه عروة، فأراد بالمقولة أن يقول «امصص بظرها وإن تفاعلت فإن كلامك صحيح».
ويُطْرَح سؤال يقول هل يجوز الاستدلال بهذه الجملة في سب أحد ؟ وتكون الإجابة أن المسألة محسومة بالقرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى نهى عن سب من لا يعترفون بألوهيته جل في علاه حيث قال «وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بناءا على شرحك فان ابى بكر قال ذلك نظرا لان الهة قريش لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا… وعليه فلا مانع من التجربة لنعرف ان كان الاهك يملك لنفسه ضرا أو نفعا… وعليه أمصص بضر محمد وبضر الاه محمد