همتك نعدل الكفة
39   مشاهدة  

حقيقية أم من زيف العقل البشري.. هل هناك بطل حقيقي ؟

البطولة
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كلمة البطولة أو البطل عادة ما تُطلق على الشيء الخارق، لكن هل هناك خارقون في حياتنا اليومية؟، هل أبو زيد الهلالي أو عنترة أو حتى نابليون أبطالًا؟ ومن جعلهم أبطالًا؟ . الحقيقة إن البطولة ليست إلا فكرة في عقول الناس أو في الآداب، فلو نظرنا بموضوعية نجد أنها كلمة سخيفة لا تمت للواقع بصلة، بل من الساذج من يصدق ويؤمن بوجود هؤلاء الأبطال.

إن إسناد الانتصارات الحربية الكبرى والفتوحات التي حولت مسار التاريخ إلى شخصيات بعينها مثل الإسكندر، أو عمرو بن العاص، أو هانيبال أو سواهم ماهي إلا سطحية، فليس عمرو بن العاص وحده الذي غير تاريخ الشرق، وليس نابليون وحده من انتصر في حروب فرنسا في أوروبا وأفريقيا، لكن الانتصارات والهزائم عملية متشابكة ومعقدة، تشترك فيها عوامل كثيرة ويشارك فيها مئات بل آلاف الناس.

ولعل مفهوم البطولة كما تصوره الآداب مغاير من مكان لمكان ومن زمان لآخر، فكما هو معلوم إن الآداب تمثل قيمة كبرى من واقعية الحياة، فبالنظر إلى مجالات الدراسات المتعلقة بالحياة بين الشرق والغرب، نجد أن نموذج البطل _ الذي لا وجود له في الحقيقة _ في الشرق نموذج إنساني منذ نشأته، أما النموذج الغربي فهو نموذج يعتمد على المادة والقدرية.

البطولة
البطولة في بلاد اليونان قديمًا

إن نموذج البطل حينما ظهر فقد ظهر في بلاد الإغريق، هذا الظهور كان مرتبطًا بضعف الإنسان أمام قوى الطبيعة، والقوى الغيبية التي آمن بها، بل جعلها تحدد مصائر البشر، فأصبحنا نرى أن البطل إله أو له صداقة بالإله، ومن ثم فقد أدرك الإنسان الغربي منذ ذلك الحين مرتبط بالقدرية.

أما البطل بالمفهوم الشرقي فقد ظهر أول ما ظهر في القاهرة الذي اعتمدت على الصيغة الإنسانية للبطل الملحمي، فتمجيد الفرد صناعة مصرية خالصة عرفها المصريون منذ عهد الفراعنة، ونرى هذه الصورة حينما يقوم المصريون بالتضرع لهؤلاء الأبطال الخارقين تحت قباب الأضرحة مثل السيد البدوي، إبراهيم الدسوقي وغيرهم ، رغم تاريخهم الذي يبتعد عن الفعل الخارق أصلا، لكنها حكايات صدقها العقل المصري .

ويقول نقاد الأدب مثل الدكتور عبد الرحيم الكردي إن قصة عنترة وأبا زيد الهلالي ذات صناعة مصرية، فالذي حول عنترة من كونه فارسًا شجاعًا إلى سيرة ملحمية هي القاهرة وحدها، وليست الصحراء، الذي جعل أبا زيد الهلالي ملحمة شعبية هي مجالس المستمعين حول شعراء الربابة في قرى مصر ونجوعها، فالصحراء صنعت فارسًا، أما البيئة المصرية فصنعت البطل الملحمي الإنساني.

البطولة
أبا زيد الهلالي في السير الشعبية

وفي القرن العشرين حينما كثرت الظروف الحربية والثورات في الوطن العربي ، كثرت الروايات أيضا التي تصور أبطال ملحميين في الأدب العربي الحديث مثل صورة عنترة في رواية ( أبو الفوارس) لمحمد فريد أبو حديد و حواء خالدة لمحمد تيمور وصورة أحمس في رواية نجيب محفوظ كفاح طيبة وصورة قطز في رواية وإسلاماه.

ثم انتقلت صورة البطولة في الأدب العربي بعد ثورة ١٩٥٢ إلى ذلك الجندي الذي نزفت دماءه فداء للوطن، أو بطل ثوري يحقق مكاسب ثورية عن طريق إراقة الدماء كما في رواية قصة حب ليوسف إدريس وفي رواية في بيتنا رجل لاحسان عبد القدوس .

إقرأ أيضا
مختار التتش

البطل أو البطولة ليست موجودة في الواقع بل هو فعل خارق، وكلنا بشر لا نصنع الخوارق، لكنه موجود في الآداب وفقط، بتلك الصورة التي قولناها.

اقرأ أيضًا : الأدلة البديهية على المركزية العروبية 

الكاتب

  • البطولة مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان