حكايات الرؤساء مع أمهاتهم ..في حياة ناصر ” فهيمة “
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
…….الرؤساء مع أمهاتهم
يخط رسومات وكلمات على ورقة بيضاء، تنتهى بكلمات الفقد والحزن التي يشعر بهما الصغير، بعد غياب أشهر عن عائلته الصغيرة، منهمكا في حياة مدرسته الابتدائية الداخلية بالإسكندرية، وهناك كان يبكى وحيدا، وتهاجمه وحشة الغربة، يصبر حاله بلقاء أمه ” فهمية ” بعد غياب طويل.
مضت أشهر جديدة قبل أن يعود الصغير الى بيته، مشتاقا الى حضن أمه، وحين رنا من غرفتها، كانت المفاجأة وجد سيدة آخري، هذه ليست ملامح أمه ولا ابتسامتها، انقبض صدره للحظات، قبل أن يسألها “انت مين؟”، فترمقه السيدة بنظرة غريبة، عرف بعدها أنها زوجة الاب عنايات الصحن، التي شغلت مكان الأم بالنسبة لوالده، بعد رحيل الأم الى مكان بعيد، حسبما أخبره الأب عبد الناصر حسين، الذي لم يشأ ان يغضبه بخبر وفاة والدته أثناء دراسته.
…….الرؤساء مع أمهاتهم
المشهد كان كلمة النهاية لعلاقة 8 سنوات، عاش الصغير “جمال” معظمها مع والدته، يتذكر بالكاد ملامحها، فيعود ويخطها على ورقة، تعلوها دموعه، حيث لا يجد من يراسل، هكذا تعود على الفراق تدريجيا، محتفظا بالخطابات في أدراج مكتبه، وصورة أمه في ذاكرته، وحين يغمره الاشتياق الى عناق حميم لـ” فهيمة محمد حماد” ابنة تاجر الفحم بالإسكندرية، يغلب أحزانه في صمت.
وفي لحظاته العصيبة، على أوج الحكم، يتذكر تلك الصعوبات التي مرت بوالدته، وكيف ساندت والده عبد الناصر حسين الموظف البسيط في هيئة البريد، و الذي كان يعمل في محل الفحم الذي يمتلكه والدها بالإسكندرية، حيث كان والدها تاجرا ميسور الحال ذائع الصيت ائنذاك، حين نزح عبد الناصر حسين من الصعيد.
وفي حافظة ذكريات جمال عبد الناصر زعيم الأمة العربية، وثاني رئيس لجمهورية مصر العربية، كلمات لم ينبس بها لسانه لوالدته، التي لم يرها سوي مرات معدودات، وعاش يتمنى رؤيتها حتى في منامه، ليعبر لها عن كلمات الحب و الامتنان.
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال