حكايات خالتي بمبة ومحمد رشدي.. جزء من لسانه اتقطع ورجله اتقسمت نصين
-
خالتي بمبمة
كاتب نجم جديد
في حكاية النهاردة يا حبايب، خالتكم بمبة هتتكلم عن حادثتين اتعرض ليهم نجم بحق وحقيقي في الأغنية الشعبية، فلاح مصري اتولد لعيلة فقيرة في دسوق بمحافظة كفر الشيخ، يجي من 92 سنة كده، هو صاحب أغاني “عدوية”، “وهيبة”، “طاير يا هوا”، “كعب الغزال”، “ميتا أشوفك”، الفنان محمد رشدي.
رشدي اللي كان متعود يلف القرى عشان يسمع المنشدين في الموالد، ويضطر يروح بيته متأخر كانت أمه تستناه على باب البيت عشان خايفة ابوه يشوفه ويتخانق معاه، طبعًا ما هو ولد جه بعد بنتين وخلفتها الرابعة كانت برضه بنت، يعني “الحيلة”، المهم حبه للغنا ارتبط في البداية بحبه للجميلة المختلفة ليلى مراد، ولأنها كانت أهم مطربة عرفتها السيما واستفادت منها، مكنش يقدر يعرف أن فيه فيلم بطلته ليلى، وميروحش يتفرج عليه مرة واتنين وتلاتة وأحيانًا الأربع حفلات لأيام.
بمبة بتحكي عن الدقن المليجي وصداقة بدأت بسيجارة
هتقولولي مكنش بيزهق، وحياة خالتكم بمبة مكنش بيزهق، لأ وغير كده كان وهو ماشي على كوبري دسوق، يسمع الحوار ويتخيل إنها واقفة قدامه بتقول كلام البطلة وهو يتحول للبطل ويرد عليها ويغنوا مع بعض.
كنت قلتلكم إنه من عيلة فقيرة ودي حاجة كان دايما يفتكرها ويفخر بيها، مكنش قريب فلان ولا علان، ونجاحه كان مبني على موهبته وتعبه، حد ذكي يسألني بقى كان بيدخل السينما إزاي وهو معهوش تمن التذكرة لحفلة واحدة حتى، عارفين إزاي كان يفضل واقف واول ما السيما تقفل أبوابها يلم ورق التذاكر المقطع ويلزقها عشان يخدع اللي واقف على الباب ويدهاله على أنها تذكرة جديدة ويعرف يدخل.
حظه الوحش، وزي ما حكالي ابنه طارق، ان الراجل على باب السيما اللي بياخد التذاكر، اكتشفه لعبته باين مش عارفة، المهم إنه زقه ورفض يخليه يدخل يتفرج على الفيلم، فوقع على الأرض يا حبة عيني وكان فيه طوبة، خبطت في “بُقه”، وده كان سبب في قطع جزء من لسانه، وفضل أثر الحادثة دي لحد أخر يوم في عمره خاصة لو نطق كلمة فيها اتنين “ر”، وقدر بعد سنين إنه يخفي اللدغة دي وميحسش بيها الجمهور، ودي كانت أول حادثة يتعرض ليها رشدي.
عارفين المثل اللي بيقول قيراط حظ ولا فدان شطارة، رشدي كان شاطر بس كان غايب عنه قيراط الحظ، وعشان كده قابل حاجات كتير وقفت في طريقه لحد ما قدر يثبت نفسه، وحتى لما وصل لأول طريق الشهرة اتعرض لحادثة تانية كانت هتقضي على حياته مش بس مشواره الفني، هحكيلكم عليها، وفي يوم كان بيحيي حفل لصالح المجهود الحربي في السويس، وكان معاه عدد من الموسيقيين، وكمان الرقاصة نادية فهمي، وبعد ما الحفلة انتهت، كانوا في طريقهم للقاهرة، في ميكروباص، وطلبت منه نادية إنه يتنقل على الشمال في مكان تاني عشان هي تعرف تنام.
رشدي حكى لطارق إنه بعد ما ساب مكانه بحوالي 10 دقايق، خرجت فجأة قدامهم عربية في الاتجاه العكسي، مش عربية عادية لأ دي عربية مليانة أنابيب بوتاجاز، شالت الجنب اليمين أيوة اللي قاعدة فيه نادية فهمي كله، حبيبتي معرفوش يلاقوا جسمها، لكن هو فاق لقى رجليه اليمين نصين، رجعها لمكانها الطبيعي، وحاجبه اتقطع، لو ركزتم شوية في صورة أو في أي لقطة قريبة ليه من الأفلام هتلاقوا أثر للإصابة في حاجبه، يعني الحادثة دي كمان سابت أثرها عليه حتى في رجله، وعملية حاجبه مرجعتهوش لحالته الطبيعية، وعشان كده كان بيحاول يخفي الأثر ده بقلم الحواجب.
حياته لفترة فضلت متأثرة بالحادثة دي، عارفين يعني إيه مطرب رجله تفضل في الجبس لشهور طويلة، لأ وكمان وشه فيه علامة باينة، حالته النفسوية كانت بتسوء يوم ورا يوم، لحد ما جه عمل كان وش الخير عليه ملحمة أدهم الشرقاوي، الإذاعة كلمته عشان يجي يسجلها، وده بعد إصرار الفنان الكبير محمد حسن الشجاعي إن محدش غير رشدي يغني 87 موال، ودي المواويل اللي سمعها عبدالرحمن الأبنودي، وحلم إن يغنيله في يوم الصوت ده، ولما جه القاهرة وراح الإذاعة وعرض أغنيته وهيبة على الشجاعي، قاله الأغنية دي لازم يغنيها محمد رشدي، وراحله وكان لسه بيعاني من أثار نفسوية سيئة ومخفش بشكل كامل، وفجأة اتقلبت الدنيا، الكل بيغني تحت الشجر يا وهيبة، رجعت الحياة لرشدي، وبدأ رحلته مع الأبنودي، واللي انضم ليهم فيها واحد من أهم الملحنين بليغ حمدي.
الكاتب
-
خالتي بمبمة
كاتب نجم جديد