حكايات خالتي بمبة.. شادية على الطريقة التركية ربت بنت أخوها وبيتها كان مليان عرايس
-
خالتي بمبمة
كاتب نجم جديد
33 سنة عاشتهم بعيدة عن الأضواء، قبل ما تموت وتغيب عن الدنيا كلها، ومع كده الكل اتأثر بوفاتها، كأنها كانت لسه واقفة على المسرح بتغني أو تمثل، عرفتوها ممثلة صغنونة وشقية، البطل بيضحك عليها في كتير من الأفلام، بس بيرجعلها في الأخر، أكيد أصلها متتسابش بصراحة، وحبينا صوتها اللي شاركنا أفراحنا، في نتيجة الثانوية الناجحين طبعا لازم هيسمعوا “ألو ألو احنا هنا”، كل البنات حبت على أغانيها، حتى أنا آآآآه ليت الشباب يعود يوما، ومفيش بنت بتتخطب من غير ما تسمع “يا دبلة الخطوبة”، وكل أم غنت لابنها “سيد الحبايب”، حتى في مناسباتنا الوطنية مينفعش منقولش “مصر اليوم في عيد”، ولا “يا حبيبتي يا مصر”، أيوة خالتكم بمبة النهاردة هتكلمكم عن حكاية من حكايات الدلوعة “فاطمة” أو شادية .
كتير منكم طبعا عارف إن شادية مكنش ليها نصيب في الخلفة، ربنا مكتبلهاش تجيب أطفال، رغم إن الحمل حصل أكتر من مرة، بس كان بيحصل إجهاض، بنت أخوها “ناهد” قالتلي يا خالتي بمبة، عمتي لو كانت خلفت 15 عيل مكنتش هتشبع أمومة، وإنها لو كانت خلفت كان ممكن متكملش في الفن، وتعتزل بدري عن سنة 1984 وقت اعتزالها، لكنها عوضت ده بالاهتمام بأولاد اخواتها، ومنهم ناهد اللي عاشت في بيتها سنين كتير.
ناهد بتحكيلي إنها تقريبا راحت تعيش في بيت عمتها شادية وهي عمرها 13 سنة، بعد وفاة والدها لغاية لما اتجوزت، وبرضه فضلت تروحلها كل يوم عشان تطمن عليها، ويقعدوا يتفرجوا على المسلسلات مع بعض زي “أسمهان” و”ليلى مراد” واللي مكنش عاجبها بالمناسبة، وشافت إن مكنش من حقهم يتكلموا في حياة ليلى الشخصية بالشكل ده، وإن فيه حاجات كتير غلط، أصلها كانت بتحب ليلى مراد جدا، اللي كانت أفلامها وأغانيها من أهم أسباب حبها للفن قبل ما تدخله.
فريد الأطرش وأغرب قصة غرام!
غير تربية ناهد، والاهتمام بباقي ولاد العيلة، شادية كان عندها عادة ومن وهي صغيرة تشتري لنفسها عرايس أشكال وألوان، فيه منهم اللي شكل بنات واللي على شكل صبيان، وتلبسهم لبس أطفال، أمومة بالفطرة، فضلت تكبر معاها، كان عندها اكتر من 20 عروسة، ومع كل سفرية تجيب عرايس جديدة تملا بيهم البيت.
رغم الدلع والحنية اللي بتشوفوهم في الأفلام، بس شادية في البيت شخصية قوية، وكلمتها لازم تتسمع، ناهد كانت بتخاف منها، مينفعش تطلع ولا تنزل من غير ما تاخد إذنها، ومتتحركش من الجامعة من غير السواق اللي بتبعتهولها مخصوص، لدرجة إن كان بيبقى معاها جدول محاضراتها، تربية تركية فيها شدة.
شجعت شادية ناهد إنها تكبر موهبتها في الرسم، وكانت دايما تقولها الفن هيطلع عليكي ورسمك حلو اوي.
علمتها الانضباط واحترام الناس ومعاملتهم بالطريقة التي تحب إنهم يعاملوها بيها، وإنها تبقى قوية وملتزمة مهما كان الظرف اللي بتمر بيه وده اللي ناهد عاشته مع شادية لما أخوها وتوأم روحها مات، وقتها كانت بتقدم مسرحية ريا وسكينة، ولإنها عارفة إن فيه عمال بتقبض باليومية، مقدرتش تاخد أجازة غير يوم واحد، المسرحية كانت مكسرة الدنيا وقتها الكل كان عايز يشوف شادية لأول مرة على المسرح كممثلة مش مغنية.
مع كل النجاح ده كانت بدأت تفكر تعتزل، كان لوفاة أخوها تأثير كبير عليها، شريك نجاحها واللي كانت بتستشيره في كل حاجة.
وكان من أهم أسباب اعتزالها إنها حبت تبعد في عز مجدها قبل ما الأضواء هي اللي تبعد عنها، وكان دايما قدامها كمثال ليلى مراد وجريتا جاربو، اللي اختفوا فجأة وكانت شايفاهم في منتهى الذكاء إنهم قدروا ياخدوا الخطوة دي ويكملوا لحد أخر حياتهم وهما مصرين ميتراجعوش، ولقت إن من كل خمسين سيناريو بيجيلها مش لاقية غير واحد وبالعافية كمان ينفع تقدمه، فكان القرار بالغياب.
شادية ماتت في نوفمبر 2017، وسابتلنا عشرات الأفلام ومئات الأغاني اللي هتفضل ما بينا تفكرنا بيها وبشقاوتها.
كل حكايات بمبة وأهل الفن من هنا
الكاتب
-
خالتي بمبمة
كاتب نجم جديد