حكاية أول سيناريو كتبه نجيب محفوظ للسينما.. “تفاءل القدر يبتسم في النهاية”

نجيب محفوظ هذا العبقري الذي من الصعب أن يكتب أي صحفي او كاتب مهما كانت مهاراته اللغوية ويجد تشبيهات تليق بهذه التجربة الفريدة لكاتب استطاع أن يروض قلمه للكتابة بمختلف أشكالها، وبنفس القدر من الإبداع في كل تجربة، أنه العظيم، صاحب الروايات التي استحق عليها الفوز بجائزة نوبل في الأدب، وكذلك السيناريوهات التي توجد اسمه بسببه بقوة في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ولكن هل تخيلت يوم عزيزي القارئ ماذا حدث عندما حاولأن يكتب أول سيناريو له؟

نجيب محفوظ والمشروع الأول مع صلاح أبو سيف

يحكي الكاتب جمال الغيطاني في كتابه “نجيب محفوظ يتذكر” عن بداية الأديب العالمي نجيب محفوظ في عالم السيناريو، أنه بحسب ما رواه له أن فكرة دخوله على عالم كتابة السيناريو لم تكن تراوده، فهو حتى لم يكن يعلم طبيعة عمل كاتب السيناريو إلى أن التقى بالمخرج الكبير صلاح أبو سيف.

في عام 1947 طلب صلاح أبو سيف مقابلة محفوظ وأرسل له صديقه فؤاد نويرة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها أبو سيف بمحفوظ، فقد جمعتهم من قبل أحد مقاهي المثقفين في وسط المدينة وتعرف صلاح أبو سيف الذي كان مولع بالقراءة بكتابات نجيب محفوظ، مما جعل الأخير يقبل الدعوة.

وبالفعل ذهب نجيب محفوظ لمقابلة صلاح أبو سيف في شركة (تلحمي للسينما)، وأبلغه أبو سيف أنه قرأ رواية عبث الأقدار وحازت على إعجابه، وأشاد بطريقته في الكتابة التي تشبه سيناريو الفيلم مما يضيف متعة خاصة للقارئ.

وفي هذا اليوم عرض صلاح أبو سيف عليه أن يكتب سيناريو فيلم (المنتقم) الذي عرض في أغسطس عام 1947 ، وعندما تحدث محفوظ عن عدم علمه بطبيعة كتابة السيناريو، قال له صلاح أبو سيف الأمر يشبه كتابة القصة القصيرة، أنه سيعلمه هذا.

وبالفعل بدأ العمل لوضع سيناريو لفكرة أبو سيف، وذكر أديب نوبل أن صلاح أبو سيف هو من علمه كتابة السيناريو، وكذلك أهدى له في هذا الوقت كتاب (في فن السيناريو) لـ فرانك هارو، واعتقد اننا كمشاهدين كنا محظوظين بهذا التعاون الذي نتج عنه عدد من الأعمال أصبحت فيما بعد من أهم أفلام السينما المصرية.

نجيب محفوظ والسينما

خلال مشواره في عالم السيناريو، قدم نجيب محفوظ 146 عمل فني تنوعت ما بين الأفلام والمسلسلات التلفزيونية وأيضًا المسلسلات الإذاعية، وتضمنت قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية 10 أعمال له وهم:

1-بداية ونهاية؟

2-اللص والكلاب.

3-بين القصرين.

4-القاهرة 30.

5-ميرامار.

إقرأ أيضا

محمد محي والرهان الدائم على الجمهور

6-الاختيار.

7-ثرثرة فوق النيل.

8-الكرنك.

9-أهل القمة.

10-الحب فوق هضبة الهرم.

مر 14 عام على رحيل الأديب العالمي وصاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ، وحتى الأن نعيد تقديم أعماله و نستوحي من قصصه أفلام وأعمال تلفزيونية، وكأنه كان يعلم قبل رحيله أنه حتى الأجيال التي لم يعاصرها له حق الاستمتاع بأعماله وأن يترك لهم إرث من الأدب والفن.