حكاية أول مصورة كفيفة في عالم البصر
في عالم يحكمه البصر، تقف إسراء إسماعيل المصورة الكفيفة بكاميراتها تستمع بأذنيها للخطوات ولاتجاهات الصوت، تضغط بأصابعها على زر الكاميرا لتلتقط الصورة وينتهي الأمر بالنسبة لصاحب الصور بشكر وابتسامة ولكن عند “إسراء” تبدأ الحكاية.
أول مصورة كفيفة
قبل عدة سنوات، وجدت “إسراء” انجذابًا كبيرًا اتجاه التصوير الأمر الذي كان في بادئ الأمر غريبًا بالنسبة لمن حولها والذين وجدوا أنه مستحيل بالنسبة لها، لكنها لم تستمع إلى حديثهم، وقررت الانصياع لميولها وما تشعر به بداخلها، لتدخل تجربة جديدة لا يكون فيها أي نوع من الخسارة.
تحدت الفتاة العشرينية إعاقتها، والتي في الحقيقة ليست إعاقة فالأعمى أعمى القلب وليس العين، وأثبتت جدارتها في عالم التصوير، بعد أن وقعت في غرامه، فبعدما تخرجت في جامعة الإسكندرية كلية الآداب قسم اللغة العربية، قررت أن تعمل بعيدًا عن مجال تخصصها، والذي بات البداية أمرًا مستحيلًا، لكن إيمانها بنفسها وتفاءلها الدائم جعلها تحقق مرادها؛ لتصبح أول مصورة كفيفة في مصر.
انضمت إلى إحدى المبادرات التي تساعد المكفوفين وتمكنت من تطوير مهاراتها في قسم التصوير، بتعلم بعض التقنيات.
كان تصوير الأشخاص بالنسبة لابنة محافظة الإسكندرية في البداية صعبًا، ولكن مع التكرار أتقنت المهارات، حيث تقوم بوضعية مد السلام من أجل معرفة طول الشخص الذي يقف أمامها، وعلى هذا الأساس تتقن وضعية الصورة اللازمة له.
كما تتحدث الفتاة العشرينية للأشخاص أثناء التصوير؛ للتعرف على اتجاه وجوههم وتلتقط الصورة بالوضع الصحيح: “بتكلم مع الشخص اللي هصوره علشان أعرف اتجاه وشه علشان اضبط الكاميرا وأصور الصورة بشكل صح”
تقوم “إسراء” بضبط وضعية الكاميرا، ثم وضعها على النظام التلقائي، بعد أن تعود إلى الخلف لمسافة 2 متر، ثم تبدأ في التقاط الصور.
وتعتمد الفتاة العشرينية على وضع العدسة على النظام الافتراضي لالتقاط صور أكثر احترافية.
ولم تنجح “إسراء”، فقط في تصوير الأشخاص، بل نجحت في تصوير عدة محافل هامة منها مسرحية “ياما في الجراب يحاوي”، التي قدمها الفنان المصري، يحيى الفخراني، بجانب التقاط عدة صور هامة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخة 2021.
إقرأ أيضًا.. رحلة في عشق التصوير