رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
702   مشاهدة  

حكاية اليهودي المُدافع عن المسلمين أمام السفارة الصينية بلندن

اليهودي
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الإنسانية محلها القلب، وفطرة الإنسان في دفاعه عن الحق أيًا كان صفه، وبينما ننتفض هنا على حسابتنا الشخصية بفيس بوك من أجل ما يحدث للإيغور من اضطهاد بالصين، يقف رجل يهودي كل ثلاثاء من الساعة السادسة للسابعة مساءَا أمام السفارة الصينية بلندن ليدافع عنهم بطريقته الخاصة.

أحيانًا الصمت يقول كل شيء إذا كان صاحبه يتحلى بشجاعة كافية، ويعرف أن الحق صاحبه ولن يخذله، فأندرو رجل بمنتصف العمر يُنهي عمله كل ثلاثاء ثم يأخذ معه نفس اللافتة التي يتظاهر بها بصمت تام أمام السفارة الصينية من أجل المسلمين. كتب على اللافتة كلمات بسيطة تشبه بساطته في التظاهر:

3 Million Muslims in Chinese concentration camps

“ثلاثة ملايين من المسلمين بمعسكرات الاعتقال بالصين” بهذه الكلمات يتظاهر وحده منذ مارس الماضي!..بعد معرفته بما يحدث لمسلمي الإيغور من اعتقالات وعزلهم بمعسكرات سمتها الحكومة بمعسكرات إعادة التأهيل ومحاربة التطرف، فيم أثبتت تقارير الجارديان والبي بي بي سي، وكذلك صور الأقمار الصناعية؛ أن ما تقوم به الصين هو عزل للأطفال عن أهاليهم، واعتقال الإيغور لسلخهم من معتقدهم الديني، وإجبارهم على عدم التحدث بلغتهم، وتحدث الصينية فقط، ومن لا يطبق التعليمات يتم تعذيبه بمختلف الطرق البشعة.

حكاية اليهودي المُدافع عن المسلمين أمام السفارة الصينية بلندن .................

ببقعة أخرى من العالم، وبالتحديد ببريطانيا بمدينة لندن لم يستطع تجاهل هذه الأخبار المؤسفة عن الرجل اليهودي الذي يدعى “اندرو” وقررـحسب قوله ـ أن يتخذ موقفًا يحاول عن طريقه تنبيه الناس والحكومات لما يحدث، وخاصة أن اليهود قد تم اضطهادهم من قِبل النازيين، وسكت العالم بأسره أمام ما حدث لهم من إبادة جماعية، وخاف أن تتصاعد الأمور ويحدث للإيجور نفس الشيء دون أن يشعر بهم العالم.

وتعاطف أندرو مع الإيجور؛ لأن أجداد زوجته في طفولتهم كانوا بمعسكرات التعذيب النازية، وواحد منهم كان بمعسكرات الإبادة، وعاشت حماته كطفلة مخفية حتى لا يتم التعرض لها أو قتلها، ونجت بفضل أناس  كانوا على استعداد لدفع ثمن الدفاع عن حياتها، وقال أن تظاهره مع المسلمين هو أقل ما يمكن فعله بجانب ما فعله الغير مع حماته في طفولتها كي تهرب من الاضطهاد الديني.

أضاف أندرو:

“شعرت أن المسلمين يشبهوننا في بعض الأشياء؛ نؤمن سويًا بنفس الأنبياء، كما لا يأكلون مثلنا لحم الخنزير، ونتشابه أيضا في معنى التحية؛ السلام عليكم بالعربية، وشالوم بالعبرية، وبينما نستطيع التعبير عن تحيتنا بحرية، هم معرضون للحبس والاضطهاد إذا ألقوها على الغير”

الحق يقف أمام كل أصوات الظلم، ويصل للغير وإن كان صاحبه يقف وحيدًا لشهور بلافتة لم تتغير؛ لذلك انضم لأندرو امرأة عجوز يهودية وحفيدتها، ورجل آخر، ومن رحم التجارب المؤسفة يولد التعاطف، وهذه المسنة تعرضت أسرة زوجها الأول اليهودي لمأساة تراجيدية لمقتل أحد أفرادها بالمعسكرات النازية، ومن ثم الإجبار على ترك ألمانيا، فقالت أن هذه الحادثة ما دعتها للنزول للتظاهر من أجل الإيجور، وأضافت أن العالم يتجاهل الموقف.

حكاية اليهودي المُدافع عن المسلمين أمام السفارة الصينية بلندن .................

علينا المساهمة بأي شيء مهما كان الفعل صغيرًا

هكذا عبر سُليمان الذي انضم لهذه التظاهرة البسيطة عن موقفه، وقال أن اليهودي اختبر مأساة الإبادة والتعذيب من النازيين؛ لذلك شعر أنه يجب عليه التظاهر من أجل ما يحدث للإيجور؛ لأن المأساة تشبه ما حدث لليهود آنذاك.

رغم معرفة رجال السفارة ورؤية ما يفعله اندرو، قرر أن يستمر في تظاهرته الصغيرة، ورغم تباين رد الفعل من الناس بالشارع، حيث توقف أحدهم وقال” من يهتم؟” في حين تضامن معه أخرون وأرادوا معرفة تفاصيل أكثر، ووقف معه مسلمون يعيشون بلندن.

إقرأ أيضا
القلق

قال  أندرو أنه لا يتخيل أن يفعل إنسان بإنسان آخر ما يحدث، و لن يتوقف عن مؤازرة الإيغور كل ثلاثاء إلا عندما تُغلق معسكرات الاعتقال، وأضاف أن البلاد المسلمة تخاف الاقتراب وإدانة الصين، كما لا تأخذ باقي الدول موقفًا مما يحدث، وأنه  ضد الانتهاكات والحروب، وربما لن يستطيع تغيير العالم ، ولكن يستطيع المساهمة بتظاهرة بسيطة ولافتة يشير بها للناس بالشوارع ليعرفوا ما يحدث.

الأفعال البسيطة تبدو للغير غير مؤثرة، وعندما نصر عليها نبدو في عداد المجانين، ولكنها تؤثر بالناس مع الوقت إن كانت صادقة واستمر صاحبها على فعلها، وهذا الرجل يؤمن بما يفعل من مؤازرة أخوته في الإنسانية، ولعل صدقه يحرك بالعالم شيئًا.

حكاية اليهودي المُدافع عن المسلمين أمام السفارة الصينية بلندن .................

المصدر

الكاتب

  • اليهودي إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان