حكاية جورج دبيلو الذي حارب العنصرية الأمريكية وهو أول طالب أسود يحصل على الماجستير
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
في زاوية بعيدة يجلس جورج دبليو مكلورين بمفرده وغير مسموح له الاقتراب من زملائه أو التحدث معهم، يحاول أن يستجمع كل قوى والتركيز مع البروفسير الذي وقف يشرح لهم مواد الدستوري الأمريكي، ورغم أن جميع المتواجدين في القاعة يتحدثون عن “الحقوق” لا يمتلك جورج دبليو الحق في التحدث أو طرح الأسئلة، هذه التفاصيل التي لا يرغب أحد مؤمن بالإنسانية ولديه الحد الأدنى من الأخلاق تخيلها، كان يعيشها جورج دبليو يوميًا خلف أسوار جامعة أوكلاهوما في أمريكا.
ورغم الفصل العنصري الذي كان يعيشه الأمريكيين أصحاب الأصول الإفريقية (السود) في الأربعينات، إلا أن جورج دبليو الذي ولد لأسرة إفريقية في أمريكا عام 1894، استطاع يكون أول شاب من أصول إفريقية يلتحق بجامعة أوكلاهوما ويكمل دراسته العليا.
في هذه الفترة كان السود يعيشون في أماكن بعيدة عن الأماكن التي يعيش بها البيض، ورغم أن جورج دبليو كان يعيش في ولاية أوكلاهوما التي كانت تعرف بجامعتها إلا أنه درس في جامعة لانغستون لأن اغلب طلابها كانوا من أصحاب الأصول الإفريقية، ولكن جورج الذي كان يطمح في الحصول على درجة الماجستير، قام بتقديم طلب من قبل جامعة أوكلاهوما في عام 1948 للالتحاق بالدراسات العليا في الجامعة، وكان هذا أول مكتسب يحصل عليه جورج دبيلو لأصحاب الأصول الإفريقية، حيث قضت المحكمة بالسماح له بالالتحاق بالجامعة وحضور فصول الدراسات العليا، ولكن دون الاختلاط بالطلاب البيض، حيث كان يجلس جورج بعيدًا عن الطلاب البيض بينما لا يزال يحضر جميع فصول ولكن كان يجلس في زاوية بعيدة عن الطلاب البيض ويفصل بينه وبينهم حائط، وكذلك كانت له مناطق جلوس خاصة في الكافتيريا والأحداث الرياضية ومرحاض منفصل.
مما دفع جورج إلى رفع دعوى قضائية ضد الجامعة، يتهمهم بأن الشروط التي وضعوها للالتحاق بالجامعة ظالمة وحرمته من المساواة ولم توافق محكمة المقاطعة على حجته ورفضت اقتراحه لأن الفصل العنصري “سياسة اجتماعية متجذرة بعمق في ولاية أوكلاهوما، ولكن جورج لم يستسلم ورفع قضيته مرة أخرى ولكن هذه المرة استأنف إلى المحكمة العليا الأمريكية.
وفي عام 1950 قضت المحكمة العليا بالإجماع بأن جورج دبيلو لم يتلق معاملة متساوية كما يقتضي الدستور الأمريكي خلال فترة وجوده في الجامعة، وكتب للمحكمة أن الممارسات العنصرية التي تعرض لها جعلته معوقا في سعيه للحصول على تعليم فعال للخريجين. هذه القيود تضعف وتمنع قدرته على الدراسة، والانخراط في المناقشة وتبادل وجهات النظر مع الطلاب الآخرين.
وفي الأخير ربح جورج قضيته ضد الجامعة، وكان السبب في التحاق العديد من الأشخاص أصحاب البشرة السوداء بالدراسات العليا، وحصل على الماجستير وأصبح أستاذًا جامعيًا.
وتحتفي جامعة أوكلاهوما بجورج أول طلب اسود يلتحق بها، وتنظم مؤتمر تحت اسم جورج دبيلو مكلورين في الحرم الجامعي كل عام، ويهدف المؤتمر بشكل رئيسي إلى توظيف طلاب الجامعات من الجيل الأول، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الأقليات.
المصدر: http://projects.oudaily.com/mclaurin/
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال