حكاية طفل منحه المشير عبدالحكيم عامر درجة عسكرية “من اليمن وجعله شاويشًا”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كثير من المؤرخين تناولوا أيدولوجية المشير عبدالحكيم عامر في طريقة إدارته للضباط وشكل حبه لهم ومبادلتهم إياه بالحب، لكن من وجهة النظر العسكرية فإن أحد أبرز الذين وصفوه جيدًا كان الفريق سعد الدين الشاذلي.
المشير عبدالحكيم عامر ومنطق إدارة الجيش بعقلية العمودية
يحكي سعد الشاذلي واصفًا شخصية المشير عبدالحكيم عامر بقوله «فقد اتصاله بالقوات المسلحة، وبالعلم العسكري منذ أن تولى، يعني منذ أن ترك الجيش للسياسة في ثورة يوليو، لأنه كان برتبة رائد، فمعلوماته كرائد لم تزد كثيرًا عن معلوماته حتى وصل إلى مشير، ولم يمارس القيادات الميدانية وخلافه، وبالتالي نستطيع القول أنه كانت تنقصه الخبرة الميدانية والثقافية والعلمية، أضف إلى ذلك أن أسلوبه في قيادة القوات المسلحة كان أسلوب العمودية، يعني رجل عمدة ويقومم بأسلوب البقششة على من حوله بالامتيازات وبالرتب وبالمكافآت المالية، وبالسفر إلى لندن لعلاج».
اقرأ أيضًا
“وثائق بخط اليد” خطة تحركات ثورة 23 يوليو كما كتبها عبدالحكيم عامر
يحكي سعد الشاذلي من واقع مشاهدته لأسلوب المشير أن الضباط كانوا يحبوا جمال عبدالناصر لكن ولاءهم الأول موجه إلى المشير وأي ضابط كان يصل إلى عبدالحكيم عامر سيتحقق له أي شيء، ويسخر الشاذلي قائلاً «غالبية الضباط والجنود تجتذبهم مثل هذه الخدمات، يعني كان أي أحد يستطيع أن يصل إلى عبد الحكيم عامر، ويطلب منه أي طلب فسينفذه، إنما كانت المشكلة كيف يصل إلى عبد الحكيم عامر، إنما لو وصل إلى عبد الحكيم عامر وطلب منه أي شيء سينفذه، وهذا ليس أسلوب في القيادة وغير سليم، لأنه اكتسب ولاء الأفراد بواسطة الامتيازات فصار ولاءهم له وليس للوطن».
الشاويش أحمد وحكايته
أقرب نموذج لما حكاه الفريق سعد الشاذلي هي حكاية الطفل أحمد ثابت ذا الإثنى عشر عامًا حيث وصل إلى القاهرة في 14 أكتوبر عام 1964 من اليمن في بعثة دراسية بأمر من المشير عبدالحكيم عامر ومنحه رتبة عسكرية.
عمل الطفل أحمد في الجيش اليمني منذ أن تطوع وعمره 10 سنوات، وقد حمل السلاح في هذا السن واشترك في كثير من العمليات الحربية ضد المتسللين وفلول عائلة حميد الدين، واتسم بإجادة استخدام البندقية واعتبروه من الرماة الممتازين في لواء الثورة.
لم تكن زيارة الطفل أحمد ثابت إلى القاهرة في أكتوبر 1964 هي الأولى، فقد زارها وهو في سن 11 عامًا وتلقى تدريباته مع القوات اليمنية ثم عاد إلى بلده والتقاه المشير عبدالحكيم عامر وعرف قصته، واستعرضت جريدة أخبار اليوم تفاصيل لقاء المشير مع الطفل أحمد حيث قال له “أنت يا أحمد رجل ذكي ولا بد أن تتعلم” وأمر بإرساله إلى القاهرة في بعثة دراسية على نفقة القوات المسلحة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال