همتك نعدل الكفة
1٬684   مشاهدة  

حكاية فيلم السندريلا عن أفغانستان الذي لم ير النور حتى موت أبطاله

حكاية فيلم السندريلا عن أفغانستان الذي لم يرى النور حتى موت أبطاله


أفغانستان لماذا؟ هو واحد من الأفلام التي منعت من العرض لأسباب سياسية، وما أكثر هذه الأفلام في ملفات السينما العربية، في الكثيرين لم يسمعوا من الأساس عن هذا الفيلم الذي يحكي عن حياة الناس في أفغانستان خلال فترة الاحتلال السوفيتي لها على خلفية دعم موسكو للنظام الحاكم لأفغانستان في هذا الوقت، وبسبب رفض المجتمع الدولي للدعم الروسي للنظام الحاكم الذي تأججت الشوارع في العاصمة كابول بالاحتجاجات ضده، قامت الولايات المتحدة بالاشتراك مع عدد الدول بدعم الحركات المسلحة ضد السوفييت، وقد تحدث الفيلم الأمريكي (Charlie Wilson’s War) بطولة توم هانكس، ورغم أن فيلم (أفغانستان لماذا؟) تم إنتاجه منذ أكثر من 30 عام إلا أنه مازال ممنوع من العرض حتى الآن.

فيلم Charlie Wilson's War

فيلم أفغانستان لماذا؟ (أفغانستان الله وأعداؤه)

في عام 1985 قدم المخرج المغربي عبد الله المصباحي فيلمه المثير للجدل (أفغانستان لماذا؟) أو كما تغيير اسمه فيما بعد (أفغانستان الله وأعداؤه) الذي يتناول فترة الاحتلال السوفيتي والدعم الأمريكي للمعارضة المسلحة في أفغانستان، وذلك من خلال تناول الصراعات المجتمعية التي تعيشها فتاة أفغانية والتي كانت تقوم بدورها سعاد حسني، هذه الفتاة التي جسدت الصراع السياسي والاجتماعي للمجتمع الأفغاني من خلال الصراعات التي تعيشها مع أهلها الذين بدأ التشدد الديني التملك منهم ومن أفكارهم.

وجسدت السندريلا دور فتاة متمردة على هذا لمجتمع، فتاة متعلم تحب الموسيقى وتكره التشدد الديني وترفض بشدة الاستسلام لصورة المجتمع الجديدة، وشارك سعاد حسني من مصر أيضًا الفنان عبد الله غيث، والذي قدم دور أستاذ جامعي وعالم دين ومفكر معارض للنظام، وبجانب السندريلا وغيث جمع الفيلم عدد من النجوم من جنسيات مختلفة.

حكاية صورة سيلفي للمخرج محمد خان حملت معها أحلام جيله إلى لندن

وكان يتنبأ المخرج عبد الله المصباحي خلال فيلمه المخطط الأمريكي لاحتلال أفغانستان، وأن هذا الدعم المقدم هو في الحقيقة بهدف الإيقاع بالدولة وليس الدعم لإرادة الشعب الأفغاني، كما توقع المخرج إنهيار الاتحاد السوفيتي، كما ناقش المصباحي قضية تابعية المجتمعات الإسلامية للغرب وأنهم لا يمتلكون إرادة منفردة كما يدعون.

مشهد فيلم افغانستان لماذا

وخلال فترة التحضير للفيلم، ذهب المخرج إلى باكستان والتقى بمجاهدين حقيقين، وكان ينوي في البداية الاستعانة بهم في تصوير الفيلم لكن الأمر كان من المستحيل تطبيقه على أرض الواقع، وفي الأخير تمت الاستعانة بممثلين من مختلف الجنسيات مثل إيرين باباس، وشون كونري، وتم تصوير الفيلم في مدينة تطوان المغربية.

رحلة الفيلم مع المنع

خلال تصوير مشاهد الفيلم لقى صناعة الكثير من الضغوطات والتضييق بهدف توقف التصوير، مثل عدم السماح باستخدام معدات ثقيلة في التصوير، وصعوبة استخراج تصاريح للممثلين خصوصًا وأن الجهة المنتجة للفيلم لم تكن معلومة، فحتى الآن يقال أن الفيلم تم إنتاجه بدعم من أحد رجال الأعمال السعوديين الذي لم يكشف عن هويته حتى هذه اللحظة، وبعد الانتهاء من التصوير والشروع في عرضه، كانت هناك طلبات واضحة من الحكومة الروسية والحكومة الامريكية بمنع عرض الفيلم –أعتقد أن الفيلم هو الشيء الوحيد الذي اجتمع عليه الروس والامريكان معاً- مما كان السبب وراء منع عرضه تمامًا في أي بلد.

أفغانستان لماذا

إقرأ أيضا
محمد منير

 

وفي عام 2013 أي بعد وفاة السندريلا وعبد الله غيث، رفع المنع عن الفيلم وصرح الملك عبدالله السادس بعرضه في السينمات، مما جعل المخرج يقوم بإضافة بعض المشاهد ليتمشى الفيلم مع وقت عرضه، فادخل قصة بن لادن ومعتقل جوانتانامو والاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وبالفعل عرض الفيلم مدة قصيرة في السينمات ولم يحقق نجاح كبير في دور العرض، وعاد مرة أخرى الفيلم الذي توفى مخرجه في عام 2016، وحتى اليوم لا توجد أي نسخة للفيلم متاحة على الانترنت.

 

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان