حكاية 600 حبة كرز نقلها الحمام الزاجل من لبنان إلى مصر لعشاء الخليفة العزيز بالله

الحمام الزاجل  من أشهر أنواع الحمام، وشهرته الأساسية ترجع في استخدامه كوسيلة لنقل الرسائل في الحروب بالأخص بين القادة والجنود، والملوك والقادة. 

واُستخدم الحمام في نقل رسائل الحروب بعدما  كان يُعتمد على الرجال كرسل للحروب وكانوا يمضون أيامًا  يتعرضون فيها للخطر بفروسهم حتى يصلوا لوجهتهم لتوصيل الرسائل. 

ومن مميزات الحمام الزاجل أنه يحفظ بيته وموطنه ويعود إليه بعدما تطلقه لتوصيل الرسالة، كما أنه يتعلق جدا بسربه ويحب صغاره، مما يسهل عملية نقل رسائل أو هدايا صغيرة عن طريق أسرابه، وهذا هو سر قصة اليوم المدهشة.

ما لا تعرفه عن ليونارديو دا فنشي..رسم الهليكوبتر وحرر الحيوانات 

ويُعتقد أن هذا النوع من الحمام  يستطيع حفظ شكل الأماكن بقدرة تدعى الذاكرة البيئية للمكان ، ويمتاز بدقة التركيز، ومع سرعته الهائلة وحفظه للأماكن يوصل الرسائل للمكان المحدد ويعود للمكان الذي تربى فيه.

الكرز والخليفة والحمام الزاجل

بين الحمام  الزاجل والإنسان الكثير من قصص الحرب والسلام. وبين الحمام والمصريون الكثير من القصص أيضًا، بداية  باعتناء الفراعنة بها وتربيتها بأبراج من الطين والفخار، وحتى اعتناء الفلاحين بالقرى بها حتى الآن.

ولكن تعد أغرب القصص وأشهرها تلك التي حدثت بالعصر الفاطمي، تحديدًا بعصر خامس الخلفاء بالعصر  الفاطمي وهو  الحاكم “العزيز بالله الفاطمي” والد الحاكم بأمر الله الذي يعد تاريخه مليئا بالقصص الغريبة.

وقد طلب الخليفة العزيز بالله يومًا من وزيره الأكبر ببعلبك في لبنان أن يرسل له بعض من حبات الكرز، فاهتم الوزير بالطلب اهتمامًا شديدًا حتى أنه وضع كل حبة بكيس من الحرير، وعلق كل كيس بساق حمامة من الحمام الزاجل

وأرسل الوزير للخليفة العزيز بالله الفاطمي سربًا يضم 600 حمامة!..فقط من أجل حبات الكرز التي طلبها. وفوجئ الخليفة العزيز قبل أن يتناول طعام العشاء بأن فاكهته التي طلبها قد وصلت من .لبنان 

 ولهذا الحمام  سرعة هائلة تبلغ من 100 إلى 160 كيلو مترًا بالساعة، ويؤكد التاريخ أن العرب هم أول من استخدم الحمام الزاجل في المراسلة بعد استخدامهم للجمال والبغال لنقل الرسائل، ولكن بعد اكتشافهم لسرعة الحمام اعتمدوا عليه في نقل الرسائل خاصة بالحروب، و اهتموا بتطوير البحث عن علاجه عند مرضه واهتموا أيضًا بتربيته وتغذيته تغذية سليمة.

تعرف على الكونت زيزنيا التي سميت منطقة زيزنيا بالاسكندرية على اسمه 

إقرأ أيضا

موهبة إسلام حولت المهملات إلى أثاث

 هناك العديد من القصص الغريبة عن هذا الحمام، كقصة الأمير الذي هرب من مملكته للاستجمام فتعرض لحادث مات فيه أفراد من جنوده وحيوانات اصطحبها معه، بينما تفاجىء بعودة الحمام الزاجل إلى قصره وكانت هذه بداية لاكتشاف قدرة الحمام الهائلة على حفظ موطنه، واستخدامه من قبل الأمير في الحروب.

فيما هناك قصة أخرى  لاستخدام الحمام الزاجل في نقل ما وصل إليه الجنود الألمان في التجسس على أعدائهم بالحرب العالمية الثانية، واستخدام جينكيز خان له في حروبه،  ولكن تعد أغرب قصة هي قصة الخليفة العزيز الذي استقبل 600 حمامة تحمل الكرز من بعلبك ليستمتع به على العشاء بالقاهرة!

من المصادر: كتاب “أعجب الرحلات في التاريخ” لأنيس منصور